فؤاده العراقيه
الحوار المتمدن-العدد: 6727 - 2020 / 11 / 9 - 10:09
المحور:
الادب والفن
رن جرس الموبايل فتوجس قلبي فزعا من سماع ذلك الخبر الذي كنت متأهبة لسماعه بأي لحظة طوال الشهر الأخير , هذا الشهر الذي مضى عليّ متثاقلا لما كان يحمله من قلق وألم فاق كل أنواع الآلام وذلك لحالة اليأس التي أحاطت بي واعترت تفكيري بعد أن أغلقت جميع الأبواب أمام امكانية شفائها ،وجاء ظني في محله حينما سمعت صوته وهو يبلغني بخبر وفاتها بعد أن ضغطت على زر الرد مرغمة وأنا في حالة من الفزع أجتاحت كياني واعتصرت قلبي رغم إني كنت قد هيأت نفسي لاستقبال مثل هذا الخبر
_الو
_الو ..
_ أكلج هذي ترى ماتت!!!!!
اعترتني صعقة قوية وأنا أسمع نبرة صوته الباردة بالرغم من كل تحسّباتي , وكأنه كان يخبرني بموت احدى القطط التي جلبها من الشارع ليعالجها بعد أن رآها تعاني من مرض عضال, لم أبالي بطريقته في إيصال خبر مثل هذا، وعذرت فيه تمثيل دور القوي و الهادئ وأنا أعرف بالنار التي أضرمت بثنايا جسده ,هكذا هو دوما حيث كان ولا يزال يعيش أدوار البطولة متوهما بها , ثم إني لست مبالية به الآن ولكن تفكيري هذا قد خطف مني جزء من الثانية أو ربما أقل منها حيث كان وقتا غير محسوبا من الزمن بعد أن شعرت بوجيب قلبي يتصاعد لغاية رأسي مما جعل صدري يعلو ويهبط بشكل ملحوظ وبالكاد صرت اسحب انفاسي .
إذن لن تفلح محاولاتي لتهيئة نفسي لهذا الحدث ولم يخيّب إحساسي الظنون، وشكوكي السابقة قد أصابت هدفها في الشهر الأخير بعد أن تيقنت من فكرة عدم جدوى التفكير المستقبلي والتخطيط وبعد أن صار كل شيء يقين تركت الأمور تجري بصورة عفوية.
أطفأت فرن الطباخ الذي كنت قد وضعت البيتزا بداخله وجلستُ في محاولة لالتقاط أنفاسي واستيعاب الخبر ولملمة تفكيري وحصره بالتالي من الأحداث ،ولكن محاولاتي لم تسعفني ولم تخفف عني وقع الخبر بل رغبت أن أتقيأ كل آلام الماضي وما هو آت ولكنني غالبت دمعي وحاولت إخفاء قهري للحد الذي به يمكنني أن أمحي ملامحه ولو بشكل جزئي لأظهر بصورة قوية أمام من هم معي عسى أن أخفف عنهم وقع الحدث ،رغبتي انحصرت في حاجتي لوجود أنفاس تخفف عني كما هي رغبة الكثيرين في مثل هذه الظروف , فانتابتني حاجة ماسة للإتكاء على أي شخص ،أي شخص مهما كان لعلّه يحمل عني أطنان هذا الألم الذي جثم على انفاسي وأثقل صدري وأوقف تفكيري عن الشعور بالحياة ليجعله في حالة من السكون والشلل التام ، هذا الشعور المرهق الذي يعتريني أحيانا (بسكون الحياة) وتوقف نبضها أو بموتها هو نتاج لمرور قسري للأيام التي تمر دون أن نشعر بأنها قد أضافت لنا شيئا , كنت بحاجة لهذه الإنفاس , مجرّد أنفاس حتى لو كانت بعيدة عني ومجردة من المعاني التي ابتغيها فلعلها قادرة على أن تتقاسم معي آلامي وتشاركني بها لتخفف الحمل عني ،ولعلي أجد ضالتي وعزائي معها ,أو لعل صاحبها يمتلك القدرة في أن ينتزع عني ذلك الشعور فيسحب عني جزء من أنفاسي المحملة بذلك القهر والأسى الذي لم أعد قادرة على حمله,هكذا هو الإنسان
حينما يمر بلحظات من الضعف وعندما تشتد به الأزمات والقهر يكون في موقف ضعيف يتوهم القوة مع الجموع وكأنه يوزع همومه على المحيطين به , فاتصلت بالشخص الوحيد الذي كان مفروضا عليّ رغم يقيني بلا جدواه ولكنها كانت محاولة للتشبث بأية قشة, فلا أخفي سر حاجتي التي تركزت حول هذا الشخص رغم يقيني بضآلته وبعجزه عن مداراة مشاعري التي تعجز الكلمات عن وصفها حيث كنت بإنتظار لقائها الأخير وهي جثة باردة .
وجدت نفسي ألعن هذا الواقع الف لعنة ولعنة حيث جعلني بحاجة لمعونة مجردة من أي معنى لمجرد إني كنت بحاجة للعزاء أو لأمان نفسي وإن كان وهمي فالمصيبة تكمن بلا حيلتي بالإختيار حيث قهر الإجبار لا يضاهيه قهر, فبالرغم من يقيني بعدم الجدوى من إختياري أخترته كما كان إختياري الأول له , كان شعوري بالضعف يتناسب طرديا مع حاجتي لهؤلاء المسوخ للضعف الذي يسكنهم علاوة على عجزهم التام لمداراة أنفسهم فكيف بمشاعري التي كانت خليطا بين عجزي وغربتي التي خلفها موتها.
أجهدت نفسي زمنا قد طال أمده رغم أنه كان قصيرا وذلك نسبة للحالة التي كنت عليها وأنا انتظر الشخص الذي سينقلني الى حيث رقدت رقدتها الأخيرة ,مرّ عليّ الزمن متثاقلا وأنا بانتظاره ترافقني حالة من الشلل الفكري وعدم القدرة على فعل أي شيء , إنتظار فقط بل كنت في حالة لهفة لوصوله فقط فكانت دقائق انتظاره طويلة وعسيرة .
بعد طول انتظار استقليت السيارة التي كنت بأنتظارها بروح قد غادرت جسدها ،أو بعبارة أدق بجسد قد جمدت بين أوصاله الحياة حيث كنت بإنتظار لقائها الأخير وهي جثة باردة ,كنت أستعجل بسري الثواني وانا بطريقي اليها ولا أدري سببا لهذا الاستعجال فهل كانت تعتريني رغبة في أن أضع نهاية مستعجلة لهذه الحكاية التي كانت تضاهي الأسطورة بالنسبة لي ؟ أسطورة الألم التي عشت معها وبها لسنوات طوال ؟
وأنا بطريقي إليها
ودارت براسي أسئلة وأفكار كثيرة وسريعة ومختلطة حول هذا الحدث أو تلك الحقيقة الوحيدة التي تنتظرنا والتي يخشاها الجميع دون شعور مني لحين ما تراءى لي نعشها من بعيد بشكله الضبابي وهو يتربع فوق سيباية من الحديد مخصصة لنقل الأغراض حينا وللموتى حينا آخر ،وكلما اقتربت من النعش كلما توضحت أمامي الرؤيا أكثر ومعها تتوضح معالم النهاية ليزداد يقيني بالفراق الذي سيكون ابديا ،وكأنني لم أصدق موتها إلا بعد رؤيتي لذلك النعش اللعين،كانت رؤيتها تحمل كل المرار وهي داخل الصندوق المربوط بأحكام بالحبال, والمغطى ببطانية قديمة ربما كانت تضم جسدينا حينما كنا صغارا ،بل هي نفسها تلك البطانية الزرقاء والمنقوشة بالورود السماوية التي جاء بها والدنا لتكون درعا لجسدها يحميها من برد الشتاء وقسوته، فهل يا ترى انتابته فكرة , وهو يقتنيها قبل سنوات, بإنها ستلتف حول جسدها البارد في مثل هذا اليوم الشتوي من شهر فبراير ؟
أو هل انتابته صورة رحيلها المأساوي وهي وحيدة من دونه ومن دون المقرّبين منها؟
أو هل كانت لديه حتى القدرة بتخيل موتها يوما ما؟
ربما كانت هذه الخواطر بعيدة كل البعد عن تفكيره حينها, بل من المؤكد بأنها كانت بعيدة عن تفكيره حينها ،وكان تفكيره محصورا بالدفء الذي ستبعثه تلك البطانية بجسدها الحي. مشوبة بافكار لمستقبلها الذي كان يزهو بمخيلته كما هو حال جميع الآباء حيث تفكيرهم يصب حول مستقبل لأبنائهم يكون دوما مشرق دون أن يتوقعوا موتهم وإلا ما انجبوا يوما ابناء فيما لو وضعوا هذا التصوّر أمام أعينهم وصورة الموت الحتمي أمامهم , تلك كانت أفكار سريعة خطفتني بعيدا للماضي بسرعة البرق ولكنها لم تخطفني من واقع شعوري الغريب والذي كان خليطا ما بين الراحة وما بين الألم معا ،الآلم الذي صار رفيقي الدائم والذي أبى أن يبارحني كان لأجل فراقها الأبدي ، والراحة فيما لو يصح أن اسميها راحة،كانت لأجلها ،لأجل تلك الأسطورة التي انتهت لتنهي معها آلامي وآلامها معا ،وظننت بانها قد فتحت الطريق امام بداية لنهاية آلامي لكوني قد تخلصت من ذلك القلق الذي رافقني طوال السنوات الأخيرة واشتد في الشهور الأخيرة حيث عشت قبل موتها وأنا في حالة من الترقب والقلق الدائمين ،وأخيرا قد تخلصت من ذلك القلق والوجع الذي أخمده هذا الخبر بعد أن تيقنت بأن لا سبيل للخلاص إلا به، ولكن هل ستنتهي الذكريات حقا ؟هل ستموت بموت صاحبها ؟
يا لتعاسة مثل هذا الشعور ويا لقبح مثل هذا الإحساس، إحساس أن نصل لحالة من تمني الموت لمن نحب لكون خلاصهم قد اقتصر عليه ،ويا لعدالة السماء التي طالما سمعنا عنها في طفولتنا , فأين تلك العدالة عندما نستنفذ كل الطرق ويصبح الموت أرحم من الحياة ليصبح حلا وخيارا أمثلا لنا ،وقتها نتمنى لو لم نبدأ الحياة اصلا ،فهل تدرج هذه الراحة من ضمن خانة الأنانية؟ أم هي طبيعة تشاؤمية تدفعنا لحالة من اليأس والعجز للخلاص من آلامنا ومن القلق الذي رافق تلك الآلام ،لتتحول امنياتنا إلى ذلك الحدث الذي نرفض وجوده جميعا..
فكيف لي أن أصدق بأن جسدها كان باردا وقد رقد رقدته الأخيرة؟ كيف لي أن أصدق بأنها ستدفن تحت التراب وستأخذ معها جميع ذكرياتنا واسرارنا بعد قليل وستتوارى معها بعيدا والى الأبد ،لا ادري كيف خرجت تلك الدموع اللعينة والتي حاولت جاهدة من تسكينها ولكنها أبت السكون والمكوث حيث هي، ففاضت بها العبرات وانطلقت من سجنها تجري كنهر تدفقت مياهه ،تلك الدموع خيبت توقعاتي باستنفاذها فأخطأت ظني باستنزافها بعد أن صار الفراق حتميا.
وفي طريقنا إلى المقبرة التي أكره دخولها , حيث لا اعتقد بزيارة القبور ولا زرت قبرا يوما سوى مرتين بحياتي لكوني لا اؤمن بفكرة إلروح التي تسشعر بوجودنا , وأرى إن الذكرى باقية في عقولنا وهي ليست بحاجة لتتجسد من خلال تلك الزيارات الساذجة لكنها ليست سوى عادات مقيتة وطقوس فارغة لتخفف عنّا وطأة الفراق دون ان نفكّر بها وفي نفس الوقت صارت منفذ للراحة الوحيد لدى الغالبية حيث يذهبون للقبور حينما تضيق بهم الصدور ويعتليها الضيق ليعيشوا حالة من الأمان الوهمي واللحظة مع الأموات , نقضي اوقات هي ضائعة من عمرنا , هكذا يلتصقون بالموت عندما تضيق السبل وتتشوه النفوس , ولا ادري هنا كيف لإنسان سويا في أن يشعر بالراحة بين القبور ؟
وصلنا لأقرب مقبرة حيث سنواري جسدها بعد أن اسدل الليل ستاره مما زاد من وحشتها , وعلى يمين باب المقبرة هناك غرفة قذرة لغسل الاموات بضوء احمر خافت يزيدها قبحا وكأنها مسلخا بشريا ,وقارىء اعمى مرتديا الرث من الملابس ليكسب عطف الناس يجلس إلى يمينها بانتظار العابرين من الاموات ليسترزق من ذويهم , أشباح غادرت منهم انسايتهم وسط الجوع والموت والظلام , يؤدون واجبهم بعد أن تجرّدوا من أحاسيسهم بفعل التعويد.
كنت أنظر للوجوه خلسة أثناء إنتظارنا لها بعد أن أدخلوها لتلك الغرفة ومن طرف العين اتحسس أوضاعهم, ثم أهرع لأربت على كتف هذا وذاك ممن استشعر بخوار قوته لأهون عليه القهر,ولكن لم يطرق ببالي ولا ببالهم من ذا الذي سيعينني على تحمل آلامي , اقتربت من الغرفة بعد أن طلبت مني إحداهنّ من الدخول معها أثناء تغسيلها لأكسب أجرا في تلك العملية , فاقتربت من فتحة الباب الضيّقة في محاولة للإمتثال لطلبها لعلي استطيع أن أفعل ما طلبت مني ولكني تسمرّت عندها وتمنيت لو إني امتلكت شجاعة هؤلاء غاسلي الجثث, عفوا فهي ليست شجاعة بل هو فقدان لإحساس الإنسان بسبب أطماعه , نعم أطماعه بعد أن اوهموه بأن فعله هذا سيجلب له الحسنات ويكسبه الأجر , وبعكسهم توّلد بداخلي شعور بالقرف منهم بل وكان الألم يتضاعف بداخلي وأنا أراها بلا حول وبلا قوة لتدافع عن نفسها ضد هؤلاء الذين كانوا يعبثون بجسدها دون رضاها, وهذه حقيقة غفل عنها الغالبية كما غفلوا عن حقائق كثيرة , لم يكن غسلا بل كان تمثيلا بجثتها , هكذا أرى تغسيلهم للموتى . فأي تكريم هذا بعد أن تعبث ايادي لا تعرف معنى الالم باجساد الموتى؟
أعتذر وبشدة لكوني لم أحتمل دخولي معهم أثناء تغسيلك وتركتك بمفردك , واعتذر وبشدة لعدم قدرتي على ردعهم وأنا على يقين بأنك كنت سترفضين تلك العملية (غسل جثتك) والعبث بها بأيادي قذرة لا تعرف الرحمة بحجة النظافة رغم إن المكان كان قذر وكان يوحي للناظر اليه بالإمتهان لأجساد الموتى وعدم احترامهم , استصغرت نفسي لعجزي عن الدفاع عنك ومنعهم من ممارسة تلك الطقوس التي مارسوها لقرون, فكيف لي أن اقنعهم بلحظات ,وأعتذر لكوني لم استطع اتمعن بوجهكِ قبل المغادرة .
أكملوا مهزلة الغسل لتأتي مهزلة أخرى حيث هرع الأعمى بعد أن أخرجوها ليقرأ فوق التابوت الممدد على الأرض ,قراءة ببغائية مقيتة للنفس السليمة ,وقطيع من الأغنام يستمعون دون أن يسمعوا , تعوّدوا على ممارسة تلك الطقوس فصاروا كقطيع يلف ويدور حول حلقة اجداده التي افرغت عقولهم وطحنتها طحنا .
ارى تغسيلهم للموتى هو تدنيسا لهم لكونهم لم يعد لهم حول على أجسادهم ولا قوة يردعون بها هؤلاء الذين انعدمت احاسيسهم مستندين على أوهامهم وغياب عقولهم عن حقائق صارت بعيدة كل البعد عنهم ,هل يغسلون الأموات ليأكلها الدود ؟
هكذا لا زال الإنسان لدينا غير قادر على أن يختار مراسيم موته ولا غرابة لكونه كان عاجزا عن الأختيار وهو حي فكيف سيكون حاله بعد موته ؟
لا يحق لأي واحد منهم الخروج عن تلك الحدود التي وجدوا انفسهم يعيشون داخلها , لا تفكير لهم فلعقولهم حدود غير مسموح لهم بتجاوزها , ومن يريد العيش بسلام عليه القبول , قبول كل ما هو موجود, وعليه التسليم المطلق بكل الممارسات المتوارثة , التسليم المطلق رغم انعدام المطلق , كل شيء قابل للشك لكون لا حقائق مطلقة في الكون وبالرغم من هذا لا يعرف الشك طريقة لتلك العقول التي غابت عن وعيها متوهمة بأنها تعيش المطلق وتكسب الامان .
في طريق رجوعي دارت براسي أسئلة كثيرة وأفكار سريعة ومختلطة حول هذا الحدث أو تلك الحقيقة الوحيدة التي تنتظرنا ،والنهاية الحتمية والقريبة علينا ولكنها منسية دوما ,وكان تفكيري منحصر بالموت فقط كما هو تفكير الغالبية عندما يصدمهم بوقعه , فالموت لا يحضر بتفكيرنا دوما حيث نعيش الحياة وكأننا نعيشها أبد الدهر, ربما رهبته تبعد عنّا التفكير به, أو ربما قبحه يجبرنا على نسيانه ,أو ربما دوامة الحياة التي تجعلنا ندور وندور دون دراية بالكثير من امور الحياة فيقتصر تفكيرنا عليه وقت اقترابه منّا بأحد المقربين علينا بل ونصدم بالخبر وكأنه حدث دخيل وغريب علينا رغم إنه الحقيقة الوحيدة بحياتنا ونهاية حتمية لكل الكائنات حولنا ونعرفه حق المعرفة بل هو قريب علينا منذ ولادتنا ولغاية مماتنا لكننا ننساه لنقاوم وجوده حولنا .
الم كنت افكر بحقيقة الموت هذه , وحيث لا توجد حقائق ثابتة سواها , الموت هو الحقيقة الوحيدة التي كانت ولا تزال ثابتة في هذا الكون الذي نشأ منذ مليارات السنوات , لم يطرا عليها اي تغيير ، ثابتة ومرفوضة في آن واحد لكننا مرغمين على تقبلها ,يصدمنا الموت في البداية ويبدأ كبيرا ومن ثم يأخذ بالاضمحلال شيئا فشيئا ,وبمرور السنوات وبتعاقب الأحداث تأخذ الذاكرة مسارها إلى النسيان , وحين تتغير الأجيال تنتهي ذكرى الأموات إلى الأبد وكأنهم لم يولدوا ,باستثناء أولئك الذين تركوا بصماتهم ,وأقوى تلك البصمات هي الكلمة , كتاب يُخلّد صاحبه, وستستمر هذه البصمة مائة ..مائتين .. ثلاثمئة عام ومن ثم سيكون مصيرها الحتمي إلى الزوال ,ستنتهي ذكراهم إلى الأبد لكون الحياة في تطور مستمر .فالانسان لا يموت طالما ترك ورائه بصمه تذكر وهو غالبا ما يترك هذه البصمه سواء كانت فكره مؤثرة أو عمل او كتاب الخ....من تركات تذكر
اما الموت فللجسد فقط وهو فان لا محالة.
#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟