|
حققات اتلمعادل الموضوعي في منجز الشاعر المغربي محمد الزهراوي ..
محمد الزهراوي أبو نوفله
الحوار المتمدن-العدد: 6726 - 2020 / 11 / 7 - 02:33
المحور:
الادب والفن
تحققات المعادل الموضوعي في منجز الشاعر المغربي محمد الزهراوي .. **************************** غازي أحمد أبو طبيح الموسوي / العراق
ما يحثني بل يحفزني على التفاعل مع النتاج الشعري للزميل محمد هو احساسي العميق بأنه يشكل منعطفا تاريخيا في قصيدة النثر العربيه.. ولو اعدنا النظر بدء من المجترح الراسخ (بودلير) مرورا بالعراقي حسين مردان لوجدنا نوعا من التمرحلات النوعية التي تصلح ان تكون محطات إنتقالية متعاقبة او متصاعدة او متقابله.. ان يتحول الحدث الشعري من مستواه (الدرامي الإنثيالي) المعتاد الى محاولة جادة ومثابرة علي طول خط المنجز الشعري للأستاذ الزهراوي لآستقطاب الكلي او الكوني بطريقة (بانارومية) من الخارج كله الى الداخل كله بحيث يكون العالم برمته هو الشاعر البالغ الكثافة والحركية معا بما يجعلنا في اعلى درجات الإستجابة لهذا الحضور الحي محاصرين بقدرة شاعرنا الفذ على التحويل الباهر بحيث نهجر هجرا كاملا متابعة الحدث الكوني خارج النص او لنقل خارج الشاعر ذاته , بل نتابعه في داخله بمثل ما يريد هو كخالق عبقري للنص..بل ربما لا نعدو الحق إذا قلنا ان هناك تجربة ابداعية فذة في محاولة لإعادة خلق الجمال الكوني من خلال مقترح جمالي تعبيري واضح الإبهار... هذا التوجه الذي يمكن ان يتهمه البعض ب( البرناسية) تنبه اليه الشاعر الكبير بذكاء عميق الإخلاص لنوعين من الانتماء اللذين يبلغان مستوى المقدس عنده: 1-الشعرية البالغة الحيويه. . 2-الإنتماء الأصيل.. ولا ريب عندي انهما يحتاجان الي شروحات مطولة ليس هذا ميقاتها.. ولكنني سأختصر القول هنا بما يلي : * النص مرآة الإنسان ..وعلى قدر حيوية الشاعر ذاته يكون النص كائنا حيا بشرط القدرة التحويلية الايجابيه , في الإستلام والتسليم.. *مع ان إنسانية الشاعر بالغة الشمول فأنها ايضا تاريخانية الأنتماء عميقة الإرتباط بالتاريخ المحلي.. وعودا على مقولة( فيشر ) التي كررناها مرات ومرات لشدة اهميتها.. ( كلما اغرق المبدع في محليته اكثر,اقترب من عالميته اكثر).. من هنا نجد الزهراوي شديد الارتباط قوي الإستذكار عميق التوظيف لجميع الدلالات المرتبطة بالتاريخ القومي , ولكننا لا نتلمسها الا في داخل الشاعر واعني داخل النص ..وهدا بالضبط ما يعبر بقوة بارعة ومن منطلقات بالغة الخصوصية عن مركب ( ت. اس. اليوت) الذي اسماه ( المعادل الموضوعي).. ودليلنا على تحقق هذا المقترح الجمالي العظيم ان شاعرنا كان متنبها جدا الى ما يفعل من خلال حرصه الشديد على رفعة اداته التعبيرية , وقوة استحضاراته الثقافبة, وروعة استضافاته الكونية حتى ليكاد النص ان يمشي بلحم ودم قبالة المتلقي.. قصيد الزهراوي إذن كائن حي حقيقي ناطق.وجذاب ومثير ومشاغب ايجابي في وقت واحد.. انه الانسان بكل مافيه من جمال وغرابات وتناقضات ومشاعر وعواطف واحاسبس ورغبات وشهوات ووو.. وكأنه يحقق فعلا قاصدا عبارة ارنست فيشر ( اعظم الشعر ماكتب بالجسد كله).. وهذا هو بالتحديد مايجعل منه بعدا مقابلا لهذا العالم المحيط.. بيد انه..واعني الشاعر.. لم يتنازل ولو للحظة واحدة عن اشراط الجمال على صعيدي ( المبنى والمعنى).. وما يلفت النظر انه مازال يتداعى على نهر هارموني موسيقي بالغ الرهافة ..نعم ..انما بوعي مخامر حاذق وصادق ومرفرف حد شعور البعض..ربما..بترف هذا الاداء التعبيري الحميم..ولكنه كان يسعى لحاجة في نفسه يبدو انه قضاها باحترافية عالية التجليات..
اخي الزميل الاستاذ محمد الزهراوي أبو نوفل.. تقديري الكبير.. ********************* نص الشاعر: ................ صهيل النهر العاش ق (إلى زهْرة الْمَدائن) وحْدَهُ يَعْوي بِها في خَلاياهُ ويَخْفُقُ في الرّيحِ. أما أعْدَدْتُمْ لَهُ مَأْوى ؟ لم يُسْنِدْهُ شَجرٌ أوْ حَجرٌ قَطُّ.. فَوِسادَتُه أحْزانُها وعَذاباتها في مَشاويرَ يَمْشيها مِنْ بَرْدٍ وغُبار.. دَعْكُمْ مِن هذا الماجن الْكُلّيِّ خَطْوُهُ المائِيّ يتَلاحَقُ.. ومْضُهُ الْهَمَجِي يُسْرِع . يَتَأَبّطُها كتُباً ويُسْرِعُ.. مُهْتاجَ الرّغْبةِ. تَلْويحُهُ أخْضَرُ ويُرْبِكُني أيُّها الأوْغادُ هذا الحُلم الْعاشِقُ. يمشي ويهتَزّ بِيَ إليْها كَمُجامِعٍ. أليْسَ ذاكَ هو.. دَرْدارَةَ الوادي؟ وهِيَ مِثْل ما تقول عنها الْكاهِنةُ.. يشْرئِبُّ نَحْوَهُ عنُقُها كَشِراعٍ. وبِكِبْرياءٍ يَتَعَجّلُ وُصولَهُ نَهْداها. إنّـهـا تتعرّى لَهُ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سوء. فَقولوا .. بِم تُفكّرونَ ؟ لقَدْ راوَدَتْهُ طَويلا تَحْلمُ مَعَهُ بِفيَضانٍ بَرِّي ولا حاجَةَ لكُمْ أنْ تعْرِفوا مَنْ هذا الْغائِبُ إنّه عاشقها الكوني.. لوْلى حَظيَ مَعَها مُؤْسِفٌ . لَعَلّهُ يَصِلُ.. يُسْنِدُ انْكِساري ! حبيب لَغْوُهُ الأسْمَرُ. و الْغَضبُ.. الغَضبُ وَجْهُهُ. أسْمَعُ صَداهُ فيكِ أيّتها الْجَلَبَةُ. هوَ ذاكَ الْقادِمُ يرْسِفُ في الليْلِ كما إلى اللانِهائِي. رِجْلُه في البَحْرِ مَع الطّيْرِ. ووَجْههُ .. مَعَها في مَرايايَ. فقَدْ طارَ صَوابُهُ إلى نَحْرِها الْغافي وشَعْرِها الذي كاليَنابيعِ . وها هِيَ.. أرْدافُها عُشْبٌ. هاهِيَ تَتَزَيّنُ لَهُ بِكُلّ حُرّيةٍ إذْ في كُلِّ الْمَرافِئِ يَقولونَ َقَدْ بُعِثَ.. تَخْفرُهُ الزّواجِلُ والنّسورُ البحْرِيّةُ. وأنا الذِّئْبُ.. كُلّما لاحَقْتُها في القِفارِ ضَيّعَني وَشْمُها. مِنْ مُجونٍ نَظَراتهُ الْحَميمِيّةُ. مِنَ الْماءِ وَالْهَواءِ رَسَمْتهُ لَها مِن مُخَيِّلَتي . هذِه الْمَرْأةُ التي هِيَ أوْسَعُ مَدىً.. مَنْ يُدْفِئُ يَدَيْها البارِدَتيْنِ ؟ ومَنْ يَمْسَحُ عنْها الأوْبِئَةَ وَيُعاقِرُها مَع الفَلاسِفَةِ والشّعراء ؟ِ ها هُوَ مَعَها وهِيَ كُؤوسٌ مَوْضوعَةٌ وشَفَتاها حفْنَةُ قُزَحٍ. حَتّى لا يَعودَ عنْها أحْرَقْتُ جُسورَ العبور.ِ مِن مَهْمَهٍ هُوَ هذا الْماءُ الْجاهِليُّ.. أيْ رَعْدٌ وبَرْقٌ ! وأجْمَل إذا مَشى على جانِبِ النّهْرِ أوْ إذا أغْوتْهُ في سَفْحِ الْجَبَلِ. اسْألوها من هو كُلّ ما أعْرِف عنهُ أنّهُ فَتاها العرًبيّ.. الْمَطَرُ الأوّلُ ينْزلُ معَها إلى العَيْنِ ويُلامِسُ نَقاءَ ثَوْبِها الْمُنْدَلِعِ. لَيْسَ هُوَ آخِرُ حبّ في جُيوشِ رَغْبَتِها هذا القمَر النّهارِيّ. أما قرَأْتُمْ أنّه في أقاليمِ عُرْيِها وَأنّ شَهَواتِهِ الْحبْلى في خَنْدَقي ! ؟ محمد الزهراوي أبو نوفل..
تعقيب غادة الباز
تحليل ثري وعميق ولعله درس بل دروس لنا لنتأمل فن الصياغة الذي يحافظ على المبنى والمعنى وحيوية النص جزيل شكري وتقديري أديبنا وناقدنا الكريم أ. غازي احمد ابوطبيخ
Ghada EL Bazz
رد غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه / المبدعة المتميزة أ.غاده الباز الفاضله..تقديري الكبيرلهذا الحضور البهي سيدتي.
تعقيب نعيم المعلم
الشعر حداثي رائع. مبناه وصوره حية نعيشها بالواقع. ورحلات نفسية منوعة. مرية يبثها الشاعردافئة تنبض بشعور إنساني غريب الشيء الذي جعله أكثر انسنة. يشدك إليه. وحملك إلى متابعته. النص ثرّ في افكاره المترامية المعاني البعيدة. هي القراءة الاولى وقد نعود ثانية وثالثة. للتمتع الموسيقي المنسجم داخليا وخارجيا. كل هذا ما كان ليتأتى لنا لولا تحليل عميق جال وصال فيه. / الناقد البارع الفذ. الاستاذ //غازي احمد ابو طبيح الموسوي. /// والأرْوع في كل ذلك أنه أجرى تطبيقا على النص من خلال نظريات حديثة. /منها//فيشر //وغير.ه. تحية إخلاص لمن أخلص السعي
#محمد_الزهراوي_أبو_نوفله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حُبّ في مضافة إيروس
-
الزهراوي والشاعرة المغربية سوار غازي
-
مع الشاعرة.. سُليْمى السرايري
-
الشاعر والقضية..
-
عيناك محرابي..
-
خفقان قلب..
-
سُؤال يقتلُني..
-
وحشة ليل..
-
وطن الإنسانية
-
مِثْل غُرْبةٍ..
-
قد أنساك..
-
أنتِ..وزمن ال كورونا
-
بوح الأشواق
-
بيروت الملِكه..
-
وحيدة الأحلام
-
عني وعنْك ..
-
المؤانسة...
-
كُن.. وكفى
-
أستاذي
-
وسائلتي.. لماذا جئت
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|