حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)
الحوار المتمدن-العدد: 6725 - 2020 / 11 / 6 - 14:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أنجز الروائي البارع سعيد الصديق رواية مهمة تنتمي لفئة الخيال العلمي.
تدور أحداث الرواية عن اكتشاف أقوام تعيش في منطقة فاصلة بين قشرة البصلة ولبها. هم بلا شك كانوا صغار الحجم جداً، وكانوا يمتلكون ثقافة مضحكة جداً. فطعامهم المفضل هو حشرة العث. يتسللون في الليل إلى أسرة المنازل، ويلتهمون بسعادة تلك الحشرات ممتصة الدماء.
نعم لقد وصفهم سعيد الصديق بأنهم أقوام متعطشة للدماء. وأنهم جزارون وعنصريون. لأنهم يطردون جميع الزائرين القادمين من قشرة الثوم. بل وصلت العنصرية بهم إلى هدم معابد أقوام تعيش في بين قشرة البرتقال ولبها.
اخترع سعيد الصديق اسماً غريباً لهم ، قوم بصليوس ، واخترع أيضا اسماً غريباً للاله الذي يعبده قوم بصليوس ودعاه زعتور. وقد برع الروائي في رصد التقاليد الدينية لتلك الجماعة، وبرع في وصف بعض الطقوس الغريبة لعبادة زعتور. فقد أخبر في أحد فصول الرواية ، أن لزعتور رائحة مختلفة كل يوم، ففي يوم ما يمكن شم رائحة الثوم منه، وفي يوم آخر يمكن شم رائحة الخبز المحروق، وفي يوم آخر يمكن شم شواء الجمبري، وفي يوم آخر يمكن ملاحظة أن زعتور يصدر رائحة تخمير الملفوف. وبالطبع فلم يغفل الروائي عن جميع الروائح الجميلة التي يصدرها زعتور.
لاقت الرواية نجاحاً كبيراً، فدعته دار النشر إلى حفل توقيع روايته في مدينة لاهاي الهولندية. وبينما كان سعيد سعيداً بالحضور الكثيف الذي جاء لشراء روايته. تقدم منه فجأة كائن صغير الحجم. تعرف عليه سعيد ، فقد ميز فيه أحد أفراد قوم بصليوس.
هجم الكائن على سعيد الصديق حاملاً خنجره المسموم، وطعنه في رقبته. وذلك عقاباً له على الاستهزاء بزعتور اله بصليوس وبروائحه المختلفة.
لم يجرّم القاضي القاتل، بل جرّم الروائي الذي كتب خيالاً علمياً دون نيات سيئة مضمرة. ولكن ذلك كان كافياً، كما قال محامي الدفاع عن القاتل، لكي تظن ملايين الناس في الكرة الأرضية أنها من قوم بصليوس. فأثار بذلك شجنها العاطفي، وحرض فيها مشاعر العنف ، رغم أن زعتور قال في الرواية قبل مقتله على يد أحد المتطرفين:
لن تؤمنوا حتى تحبوا أعداءكم.
#حسان_الجودي (هاشتاغ)
Hassan_Al_Joudi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟