جريدة اليسار العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 6724 - 2020 / 11 / 5 - 13:55
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
(الأمراض الخمسة التي أصابت انتفاضة تشرين)
المقدمة
الأمراض الخمسة المعبرة عن الأمية السياسية والتاريخية والمعرفية التي تسببت بعدم تصاعد انتفاضة تشرين الى ثورة تسقط المنظومة العميلة التدميرية المنهارة ..
والتي لا تجدها في جميع ثورات الشعوب ومنها الشعب العراقي ..
وبالمناسبة يتحول الثوري الرافض لممارسة النقد والنقد الذاتي والتعلم من الأخطاء الى دكتاتور صغير تافه في الشارع والإعلام يتسبب بابتعاد الجماهير عن الانتفاضة وضياع تضحيات الشهداء..فتشخيص الانتفاضة للأخطاء أول بأول يسهم في تقليل الخسائر عند تصحيحها، أما المكابرة والغرور فيحولها الى أمراض ينفذ من خلالها العدو لإضعاف الانتفاضة وحتى تخريبها ..وهذا ما حصل فعلا..!
نأمل ان يعزز تشخيصنا هذا والمعلن وقت بوقته، الحوار السياسي والمعرفي المتواصل على مدى عمر الانتفاضة ويقدم رؤية معرفية للواقع الراهن وتاريخية للنضال الوطني العراقي ..
وعدم القفز بالهواء بإدعاء الوصول الى علاج هذه الأمراض دون ممارسة النقد الذاتي..أي الاعتراف بالخطأ أولاً..وألا توهم المريض نفسه طبيباً..!!
-المرض الأول :
رفض التنظيم والقيادة والاحزاب بالمطلق وعدم التمييز بين الاحزاب الحاكمة العميلة والأحزاب الثورية والوطنية المعارضة ..
مما تسبب في الفوضى وظهور المتسلقين المرتزقة ..والتورط في مسرحية " اختيار رئيس وزراء وفق شروط الساحات " التي منحت المنظومة فرصة للمناورة والتخريب..
واختراق احزاب السلطة ومليشياتها ومافياتها للساحات خاصة مليشيا الخبل السفاح مقتدى الغدر حوت العمالة والقتل والنهب والدجل الأكبر .
فلا يوجد بلد في العالم دون احزاب ثورية ووطنية في مواجهة الاحزاب العميلة والرجعية فهذا هو القانون الاجتماعي الموضوعي المتمثل بقانون الصراع الطبقي ..الصراع بين الأغلبية المضطَهدة ضد الأقلية الظالمة ..
وهنا يكمن الفارق بين ثورة 14 تموز 1958 المنتصرة وانتفاضة تشرين المتصاعدة نحو الثورة..ألا وهو غياب الاحزاب الثورية والوطنية والقادة العسكريين الوطنيين في الجيش ..
الذي تسبب في إطالة أمدها وجسامة تضحياتها وتمكن العدو المنظم من الهجوم عليها وإطالة عمر المنظومة العميلة التدميرية المنهارة..فعدم توفر العامل الذاتي المُنظم للانتفاضة تسبب في عدم إسقاطها ورميها في مزبلة التاريخ .
#جريدة_اليسار_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟