حسن خالد
الحوار المتمدن-العدد: 6722 - 2020 / 11 / 3 - 08:00
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
على مدى ذاكرتي المعاشة مع الأحداث ، والثقافية المبنية ايضاً ، لم ينعم قاطنوا "منطقتنا " ( دولاً وأمماً ) بالاستقرار إلا نسبياً على امتداد منتصف القرن التاسع عشر وإلى الآن وأعتقد قبلاً ، فالصراع العثماني - الصفوي وامتداداته مع الغرب "المنتدب" على جغرافيا هذه الشعوب التي تحاربت فيما بينها " وكالة " في حروب بينية ولما تزال إلى الآن ، منذ أحداث أزمة الأماكن المقدسة و المسألة الشرقية وإلى الآن ، وإن شابها فترات قليلة نسبياً في العيش بسلام ضمن بوتقة علاقة "العبد والسيد - سطوة السوط" وكأن الحرب والحياة في تاريخ هذه الشعوب صنوان لا ينفصلان ، فتركيا الناشئة حديثاً وكذلك سوريا والعراق وغيرها من الدول وجدت نتيجة اتفاقيات "مفترضة" ومفروضة بالقوة ، كانت دعامته المصالح السلطوية والنفط وتم "تغيب التقسيم" وبناء تلك الكيانات على أساس عرقي إلى حد كبير ، طالت الخسارة الجميع دون استثناء، لكن الخاسر الأكبر كانت الأمة الكردية ، والتي بدورها استشعرت الغبن والحيف اللذين وقعا عليها إما "دينياً أو قومياً" وثاروا على حكامهم الجدد في اجزاء بلادهم الأربعة في ثورات وانتفاضات وتمردات لما تهدأ بعد ، وخاصة في شمال وجنوب وشرق كردستان (ولغربها) قضية وقصة أخرى حيث أنها كسرت واسقطت قاعدة "ثنائية الكرد والجبل" وبرهنوا أنهم يمكن أن يتخلوا في لخظة الحقيقة عن الجبل ويستأسدوا في السهل ايضاً ...
هذا الشد والجذب لم ينطفئ يوماً ، لكنها لعبة المصالح عند تعارضها مع المبادئ والشرعية "الدينية والدنيوية" فعند استحضار المبادئ فالكل مع الحقوق ومبدأ حق تقرير المصير لشعب ٍ ما ، ولما تحضر المصالح تصبح الإولى مثاليات غير قابلة التحقق بحجة دواعي الأمن القومي ، فتستمر النزاعات العنيفة بين مكونات هذه المنطقة المصابة بلعنة " الجغرافيا والتاريخ معاً " و"الصقور" من كل طرف "معادٍ" يُشمِر عن ساعديه ليساهم في حفلة قرع طبول الحرب ، لمصلحة من هذه الشهية المفتوحة ؟!
هي الحرب "أيها السادة" وليست لعبة يتقاذفها الأطفال ساعة يرغبون ، إنها الحرب تنشر الفوضى والدمار وتنهي الحياة وتُدمرها لا تبقي ولا تذر
تقضي على حياة الشجر والحجر قبل البشر ...
فقدسية الجغرافية لا تضاهي قدسية الانسان "خليفة الله على الأرض " فهل كتب علينا أن نكون نتاج "مجتمع الحرب"... ؟!
#حسن_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟