|
هل اصبح الاسلام ، والمسلمون شوكة في حلق الغرب ؟
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6722 - 2020 / 11 / 3 - 07:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الغرب اليوم في حالة حرب شوارع لم يتعودوا عليها مع شبكات ارهابية سلفية تكفيرية شرسة تزفر غضبا ، وغيضا ، وحقدا … وتفرغ كل شحنتها من الكراهية ، والأذى … مدربة ، ومنظمة ، ومؤدلجة قادمة من اماكن الشر ، والموت ، والخراب في الشرق الاوسط ، وافغانستان ، والشيشان بعد ان فعلت الافاعيل في شعوب تلك المناطق المسكينة ذبحا ، وتفجيرا ، وتقتيلا ، وكأنها ارواحا رخيصة لا قيمة لها ، ولا يهتم بها احد … وغزو طروادي اسلاموي من الداخل ، وهو الاخطر ! مع عدو مجهول ، وظل خفي لا يمكن الامساك به ، والسيطرة عليه … فهو يعيش معهم ، وبينهم ملتويا ، وخبيثا ، ولئيما … ويتحرك بحرية في بلدهم الذي اكرمهم ، وآواهم ، ويختار الاهداف المناسبة ، وساعة الصفر التي يجدها مناسبة ليهاجم بها اهدافه بكل شراسة ، وقسوة … في حرب خفية تدور من شارع لشارع وسط مدن تعج بالناس … ينشرون الخوف ، والفزع في قلوب المدنيين الابرياء … لقمتهم السائغة ! والشعوب الاوربية شعوب مسالمة تعيش في اجواء ناعمة ، وهادئة ، ومستقرة ، ولم يألفوا هكذا اجواء ، وهكذا ثقافة غريبة عنيفة ، وبدائية يقطعون بها الرؤوس كجزارين في سلخانة … والتي باتت تباغتهم من حين لحين ، وتنشر بينهم الرعب ، والهلع … ولا ادري الى اي مدى يمكن لحكوماتهم ان تتحمل مثل هذا الخبل ؟! اعتقد ان المسألة لم تعد مسألة صور مسيئة لان ما يجري قد تخطى حدودها … فما علاقة النمسا بما تنشره الصحيفة الفرنسية ، وما دخلها بالصراع الدائر بين فرنسا ، والارهاب الهمجي ؟ ان الاجواء بما تحمله من غرابة ، وضبابية ، وتعميم يتخطى فرنسا ليشمل اوربا كلها تعطي للمتتبع انطباعا بان الامر يبدو ، وكأنه روح ثأر دفين قد تفجرت من قلوب حاقدة تحمل العقد ، والكراهية التاريخية للغرب ! لا يزال الشحن مستمرا من قبل اعلام الاخوان بالذات ذلك الصاعق الخبيث المفجر للاحداث عن بعد فالاخوان مصرون على التصعيد تماشيا مع الموقف التركي الحليف ، وتنفيذا لاجندتهم اليائسة ، والغامضة في احداث الفوضى ، وهو مرض خبيث كامن فيهم لا شفاء منه … يقولون بانهم لن يكتفوا باعتذار ماكرون حتى ولو حصل ، وسيستمرون بمقاطعة فرنسا اقتصاديا ، وسيؤلبون الشعوب الاسلامية ، وتشجيعها على ذلك ، ويعتبرونه سلاحا مؤذيا ، وفعالا من اجل تركيع فرنسا كما يخرفون ! والازهر اعلى سلطة دينية اسلامية يغرد خارج السرب ، وتدعو امانته العامة للافتاء الى : ( التواصل مع الإعلام العالمي، والفرنسي على وجه الخصوص، لنشر مقالات رأي حول الصورة الحقيقية للإسلام، ورسالة السلام لنبي الرحمة، وكذا الإعداد لمؤتمر دولي في إحدى العواصم الأوروبية للتعريف بالنبي ) ولا ندري ما المقصود بالصورة الحقيقية للاسلام ؟ لان ذلك قد يعني انه توجد صورة غير حقيقية او مشوهه للاسلام ! مع العلم ان الاسلام من اكثر الديانات في العالم جلوسا تحت مشرط شيوخ التجميل ، والتعديل مهمتهم الاولى ، والاخيرة رفع التشوهات ، وتجميل ما يمكن تجميله ، وتحويل كل ما هو قبيح ، ولا انساني الى عكسه ، واظهار الاسلام على صورة الحمل الوديع … ليتماشى مع العصر الحديث ، ومع خرافة ان الاسلام دين محبة ، وسلام ، وصالح لكل زمان ، ومكان … !! فمثلا : الاحتلال يحولونه الى غزو لنشر نور الاسلام في ارجاء العالم المظلم ، والعتق من العبودية الى رحمة زرعها الاسلام في قلوب المؤمنين المُلاك ، والاثرياء تجاه اخوانهم من العبيد الانجاس ، والسبي مكافأة للمقاتلين الذين يحاربون ، ويضحون بحياتهم في سبيل الله ، والغنائم حق مشروع للمعتدي المنتصر من المهزوم الضعيف في عقر داره امنا مستقرا ، وتعدد الزوجات بانه تكريم للمرأة … الخ … وتواصل دار الافتاء بالدعوة الى : ( تشكيل لجنة متخصصة لدراسة صورة الإسلام ونبيه في المناهج الغربية عامة، خصوصاً الفرنسية، إلى جانب دعم مطالب استصدار تشريع دولي يدين الإساءة للرموز الدينية ) يعني يريد الازهر ( الشريف ) التدخل في مناهج الدول الاوربية عامة … ارجو الانتباه الى كلمة ( عامة ) وكم فيها من الصلف ، والتعالي ، وكأنه منتصر في حرب ، ويملي شروطه على المنهزم فيها … يريد ان يقول لا نريد ان تتخلف اي دولة في الغرب عن طلبنا هذا … مفهوم ؟ وتغيرها حسب ما يريد الشيخان الطيب ، وعلام ، واعادة كتابتها بما يعكس الصورة الحقيقية للاسلام … اي خالية من الغزو ، والذبح ، وقطع الاعناق ، والسبي ، والعبودية ، وملكات اليمين والاغتصاب … الخ لانها ليست من الاسلام الحقيقي في شئ ، وانما اضافها الغرب الكافر الحاقد لتشويه صورة الاسلام الحقيقية ! هل سيسمح الغرب بسهولة لمثل هذه الترهات من الازهر ، ودار افتاءه ان يفتشوا في سجلاته ، ودواليبه ، وربما حتى في نواياه ، وحياته الخاصة ، واضعا قيمه العليا على جنب كانه مهزوم في معركة حدد فيها الحالمان الطيب ، وعلام من هو المنتصر ، ومن هو المهزوم … سلفا ؟!
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاديان … بين نصف العقل ، واللاعقل !
-
رد الفعل الفرنسي الانثوي سيكون وبالا على فرنسا !!
-
من سيفوز في التكالب الرئاسي الى البيت الابيض ؟!
-
التحريض … من مغذيات الارهاب … !
-
هل يعيش العرب اليوم مرارة الهزيمة ؟!
-
ماذا يريد الاخوان … ؟!!
-
الضرب في الميت حرام … !
-
الاخوان المفلسون يصبون الزيت على النار … !
-
هل التطبيع سيحدث فرقا في ميزان القوى بين الاسرائيليين والفلس
...
-
تعليق … على رد فعل ماكرون على قطع رأس احد مواطنيه !
-
الكادر الوطني … ! ( قصة قصيرة )
-
الزمن لا يرحم احد … ! ( قصة قصيرة )
-
كيف تنبثق الازهار من غياهب البوص … ؟!
-
مُعارض بطبعه … ! ( قصة قصيرة )
-
تعليق … على حادث اللا أم التي القت بطفليها في نهر دجلة !
-
تعليق على قطع رأس المدرس الفرنسي … !
-
آلام غسان … ! ( قصة قصيرة )
-
الاعلام المصري .vs الاعلام الاخواني … !
-
اشجان الماضي … ! ( قصة قصيرة )
-
الرسالة المجهولة … ! ( قصة قصيرة )
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن قصف هدف في غور الأردن بفلس
...
-
“خلي أطفالك يبسطوا” اضبط الآن تردد قناة طيور الجنة 2024 الجد
...
-
مصر.. الإفتاء تحسم جدل قراءة القرآن بالآلات الموسيقية والترن
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تقصف موقع بياض بليدا بالمدفعية
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تقصف ثكنة راموت نفتالي بصواريخ ا
...
-
فرح أطفالك ونزل طيور الجنة…تردد قناة طيور الجنة الجديد على ا
...
-
المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقع السماقة في تلال كفرش
...
-
استقبل Toyor Aljanah تردد قناة طيور الجنة على النايل سات 20
...
-
الرئيس بزشكيان: نعول كثيرا على تركيا وباقي البلدان الاسلامية
...
-
الرئيس بزشكيان: قائد الثورة الاسلامية يؤكد على حرية التعبير
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|