رحم الله المونولوجست عزيز علي....ماذا كان سيغني او كان على قيد الحياة!!؟

عبد الله الاعظمي

الحوار المتمدن-العدد: 1609 - 2006 / 7 / 12 - 07:28
المحور: كتابات ساخرة
    

تتحفنا احدى الفضائيات العراقية بين الحين و الاخر الى اغاني تعود الى الزمن الجميل....و قبل ايام كنت استمع الى بعض من تلك الاغاني من على هذه الفضائية.. و الاغاني تعود للمونولوجست المرحوم عزيز علي...اغاني يعرفها اغلب الناس و خصوصا كبار السن..حيث كانت تسخر من الوضع الذي كان يعيش فيه العراق بطريقة كوميدية مع ان باطنها تراجيدي بحت من النوع المضحك المبكي.
المونولوجست الكبير لم يتطرق الى امور العراق فقط وانما لامور العرب كافة و تشتتهم و غياب الراي الواحد بينهم....و لعل اغاني (يا عرب) و ( كلها منة) و (عشنا و شفنا) هي اغاني توضح جزء من تاريخ العراق القريب و ما كان يحدث في العراق من امور دعت هذا المونولوجست للوقوف عندها و الغناء عنها بكل حرية..في وقت كان العراق يحتاج الى (عزيز علي) واحد فقط ليوضح تدهور المعيشة و الفساد و غياب الخدمات.....اما اليوم فانني اتسائل كم (عزيز علي) نحتاج ليغنوا جميعا و ينتقدوا الوضع المزري الذي يعيشه العراقي في بلده....بلا شك فاننا سنحتاج واحد للغناء عن الامن و الامان المفقودين و واخر للغناء عن الكهرباء و اخر للغناء عن البنزين و اخر للغناء عن الارهاب المتغلغل في ازقة و شوارع العراق..و اكيد نحتاج الى (عزيز علي) ليغني لنا عن المنطقة الخضراء و التي تصطبغ جدرانها باللون الاحمر!
احيانا عندما نستمع لاغاني هذا المطرب الكبير ..احيانا اتصور انه كان يغني للمستقبل و كان يقصد ما يجري حاليا في العراق ...فاغنية (يا عرب) توضح في مقاطع كثيرة ما يجري الان في بلدنا......
يا عرب كثروا الملاليح
و سفينتنا غرفة مي
فوكاها معاكسنة الريح
و جانا الروج اليطوي طي

فالفرق بين الاغنية و ما يجري حاليا هي فروق بسيطة...فالعرب الذي قصدهم المغني كان الاصح ان يقول العجم الذين يحكمون البلد حاليا....كما ان سفينتنا (العراق) تغرف دم و ليس ماء و هو دم الابرياء الذين يقتلون يوميا على ايدي مجرمين بتسميات مختلفة....تكفريين جدد...اصحاب الزي الاسود..الارهابيون...مغاوير الداخلية..اما ما قصده ب (الروج اليطوي طي) هو ما يحدث من قتل و دمار و بركة الدماء النازلة من الموصل باتجاه البصرة مرورا ببغداد و التي بدات منذ فترة , اما نهايتها فالله عليم بها فقط.
اسال نفسي...ماذا لو كان عزيز علي حاليا موجود؟؟ هل سيغني للميليشيات التي اكلت الاخضر و اليابس ..الصالح و الطالح...الحرث و النسل ..ام سيغني لوزارة الداخلية ..ام لوزارة الكهرباء او ربما لوزارة النفط....هل سيغني لعرب العراق ام كرده...سنته ام شيعته....او ربما لن يغني لان ملشيات الداخلية ستتكفل بالموضوع و تقطع لسانه و تقتله و ترميه في احدى المزابل!!
ندعو الله ان يستقر العراق و يبعد نار الفتنة عنه ... و ندعو ان تكون السنة مثل ما قال المرحوم عزيز علي...
هاي السنة سنة...مو مثل كل سنة
و الما جان راضي عن العام الماضي
هاي السنة سنة....باسم الله محصنة

#عبد_الله_الاعظمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات