أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - أين هي الثورة الشيوعية اليوم !!















المزيد.....

أين هي الثورة الشيوعية اليوم !!


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 11 / 1 - 21:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بعض أعداء الشيوعية الغفل يستملحون السفاهة فيتساءلون متشفين غليلهم الحقود .. أين هي الثورة الشيوعية اليوم !!؟
كنت كتبت مطولاً عن عالم مسطح أملس بلا طبقات باعتبار البورجوازية الوضيعة التي تتسيّد عالم اليوم ليست طبقة اجتماعية وفق المعايير الماركسية فذلك يشير بصورة قاطعة إلى نهاية الصراع الطبقي ونهاية التاريخ الأمر الذي يعني وفق الديالكتيك الماركسي إنتفاء الثورة الأمر الذي يستهجنه الكثيرون من الشيوعيين الذين لم يدركوا التغيرات النوعية غير المتوقعة حتى من قبل ماركس ولينين في مسار التاريخ .
إزاء هذه الحقائق الثابتة على الأرض يتشفّى أعداء الشيوعية الغفل متسائلين عن مصائر الثورة الشيوعية .
الجواب الشافي لهؤلاء الأعداء هو أن الثورة الشيوعية لم تمت وما زالت في الأرض . إنقلاب البورجوازية الوضيعة السوفياتية بقيادة الجيش ضد الإشتراكية في خمسينيات القرن الماضي لم يكن ثورة مضادة كما في سيمائها الكلاسيكية فالبورجوازية الوضيعة ليست طبقة تمتلك نظاماً متكاملاً للإنتاج فهي لا تنتج سوى الخدمات التي تخدم الإنتاج، وبمقدار ما يتراجع الإنتاج تتراجع كتلة البورجوازية الوضيعة ويتحتم انهيارها . وبناءً عليه لا يمكن الإفتراض أن انقلاب البورجوازية الوضيعة في الخمسينيات قد ألغى نهائيا الثورة الإشتراكية التي كانت قد حققت المعجزات منذ البداية مع لينين في العام 1917 وحتى العام 1953 مع ستالين .
ما يلزم الإشارة إليه في هذا السياق هو أن البورجوازية الوضيعة السوفياتية ما كانت بحال من الأحوال أن تكون قادرة على أن تقوم بانقلاب على دولة دكتاتورية البروليتاريا الوطيدة الأركان قبل الحرب لولا العدوان الهتلري الغاشم على الإتحاد السوفياتي بمشاركة ثلاث عشرة دولة أوروبية بكل مقدراتها ووقوف الدول الغربية الكبرى الثلاث تتفرج من بعيد على العدوان . قوى البروليتاريا السوفياتية تحملت بصدورها العارية العدوان الهتلري الغادر وتكبدت خسائر تفوق الحسبان وهو ما انعكس في تراجع قوة وفعالية دولة دكتاتورية البروليتاريا وتمثل ذلك برفض المؤتمر العام التاسع عشر للحزب في أكتوبر 52 اقتراح ستالين القاضي باستبدال قيادة الحزب بقياد جديدة أكثر نشاطاً وأشد حماساً لقضية الشيوعية . ليس ثمة أدنى شك في أنه لو وافق المؤتمر على إقتراح ستالين لكان اليوم عالم غير هذا العالم المقلقل وغير السويّ .

الحركة الشيوعية في التاريخ نشرت أشرعتها في يناير 1848 بقيادة القبطانين كارل ماركس وفردريك إنجلز وإعلانهما "البيان الشيوعي" بهدف الوصول إلى الثورة الشيوعية الدائمة (Permanent) تطيح بالنظام الرأسمالي العالمي لتعبر الإشتراكية وهي مرحلة الإعداد لدخول الحياة الشيوعية .
ببالغ الأسف رحل كارل ماركس مبكراً في العام 1883 قبل الوصول إلى ميناء الثورة الشيوعية وكذلك رحل إنجلز في العام 1894، فكان من حظ البشرية جمعاء أن يتولى دفة السكان فلاديمير إيليتش لينين ويمخر عباب المحيطات الهادرة الصعبة حتى الوصول إلى ميناء الثورة الشيوعية الدائمة في 6 مارس 1919 حين أعلن في الإجتماع التأسيسي للأممية الشيوعية (Comintern) إنطلاق الثورة الشيوعية الدائمة في العالم بقوة تكفل نجاحها المضمون حتى أقاصي الأرض . كان لينين قد تفحّص انتفاضة البلاشفة بعبقريته الماركسية الفذة وتأكد من القوى الثورية غير المحدودة للبروليتاريا الروسية وقد تمكنت في الحرب الأهليه 1918 – 19 من سحق تآلف القوى الرجعية بقيادة البورجوازية في روسيا القيصرية وأثبتت على أنها أقوى من البروليتاريا في انجلترا وفي ألمانيا كما أكد لينين في خطابه – حيث كان ماركس قد توقع أن تنطلق الثورة الشيوعية .
لقد كشف التاريخ عن صحة أقوال لينين فلدى احتلال برلين في 30 ابريل 45 كانت الجيوش السوفياتية تعد 6.5 مليون جندياً بينما جيوش الدول الغربية الثلاث مجتمعة لا يزيد تعدادها عن 0.7 مليون، وهي لم تحارب ألمانيا بل احتاجت لمساعدة سوفياتية كي تتخلص من الحصار في جبال الجاردنز شمال شرق فرنسا . ولم تسعف القنبلتان الذريتان في هيروشيما وناغازاكي في 6 و 9 أغسطس 45 على الترتيب، لم بسعف أميركا في احتلال شبر من أرض اليابان . استسلمت اليابان في 2 سبتمبر 45 عقب أن أبادت الجيوش السوفياتية كامل القوى البرية لليابان وهي أكثر من مليون جنديا واحتل الجيش الأحمر جزر اليابان الشمالية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من أغسطس . استسلمت اليابان لأميركا التي لم تمتلك جندياً واحداً على أرض اليابان وليس للإتحاد السوفياتي الذي هزمها عملياً وكان ذلك بموجب إملاءات مؤتمر يالطا في فبراير 45 .
الدولتان الإمبرياليتان بريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى أميركا الرأسمالية المتطورة بفعل الحرب ولم تكن قد وصلت مرحلة الإمبريالية لم تكن الدول الثلاث بعد الحرب سوى فضلات من النظام الرأسمالي العالمي ينتظرها التحلل التام والإختفاء من على وجه الأرض . غير أن أميركا بقيادة مجرم الحرب ترومان وقد راعه الجبروت السوفياتي القهار الذي لا يمكن أن يسمح بتطور الرأسمالية الأميركية الناشئة . إزاء ذلك المأزق إتخذ ترومان أخطر قرارتتخذه الإدارة الأميركية، قرار يحدد مستقبل الولايات المتحدة ومصيرها . قررترومان تكريس كامل عوائد النظام الرأسمالي المتقدم في الولايات المتحدة لمقاومة الشيوعية . الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ ترومان 45 وحتى جونسون 69 انتهجت ذات النهج الذي حال دون تطور النظام الرأسمالي في أميركا . أن تلك السياسة عملت ضد النظام الرأسمالي أكثر منها ضد النظام الإشتراكي وانتهت أخيراً إلى نقل نظام الإنتاج الرأسمالي إلى دول شرق وجنوب شرق آسيا التي كانت حبلى بالثورة الشيوعية وباتت الولايات المتحدة سوقا مفتوحة لمنتجات هذه الدول وهو ما تمثل بانهيار النظام الرأسمالي في آخر مراكزه .
نجح ريتشارد نكسون الجمهوري في الإنتخابات عام 69 تحت شعار وقف الحرب في فيتنام لكنه وجد أمامه خزائن فارغة إذ لم يعد نظام الإنتاج في أميركا يوفر ريوعاً تكفي لتغطية الإنفاق العادي عداك عن الحرب . ذلك ما أملى على نكسون الإعلان في العام 71 عن خروج الولايات المتحدة من معاهدة بريتون وودز (Brittonwoods) التي تقتضي غطاء النقد الوطني بالذهب ؛ وتبع ذلك إعلان تخفيض قيمة الدولار (Devaluation) ثلاث مرات في عامي 72 و 73 . تلكم هي قرائن تقطع بانهيار النظام الرأسمالي في آخر قلاعه .

النظرية الماركسية تحكم بأن يقوم العمال بثورة اشتراكية تكنس النظام الرأسمالي لتبني بدلاً عنه النظام الاشتراكي للإعداد للإنتقال إلى الحياة الشيوعية .
يُساء الإعتقاد بصورة عامة أن ماركس ابتدع هذا السيناريو من قبيل انتصاره للحق وللحرية والعدالة والمساواة . الدليل على سوء هذا الإعتقاد هو أن الحياة الشيوعية تنفي نفياً قاطعاً كل الحقوق كما تنفي أي معنى من معاني الحرية والعدالة والمساواة . الديالكتيك أو القانون العام للحركة في الطبيعة هو ما أملى على ماركس مثل هذا السيناريو المحتم الذي لا يُنتقض .
ثورة البروليتاريا الروسية هي ما قوّض النظام الرأسمالي في العالم ولن تقوم له أية قائمة فيما بعد سبعينيات القرن الماضي – البضاعة الصينية ليست من البضاعة الرأسمالية ولا النقد الأميركي هو من النقود الرأسمالية وهما ركنا النظام العالمي القائم اليوم – أما لماذا يتأخر العالم في عبور الاشتراكية فذلك بسبب العدوان الهتلري الآثم على البروليتاريا السوفياتية مما مكن البورجوازية الوضيعة السوفياتية أن تقوم بانقلا ب يعطل بناء الإشتراكية . البورجوازية الوضيعة ليست طبقة اجتماعية مكتملة الشروط وهي لذلك لا تستطيع أن تستبدل الاشتراكية السوفياتية بنظام أخر سوى الفوضى وبيع ثروات روسيا الغنية بالمواد الأولية في السوق الدولية .

انهيار النظام الرأسمالي العالمي كان بفعل ثورة البروليتاريا في روسيا . لكن انهياره في مراكزه الكبرى، بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لم يتم بأيدي البروليتاريا في تلك البلدان حيث كانت البروليتاريا في مركز الثورة الاشتراكية موسكو كانت قد تلقت ضربات قاصمة سواء كان ذلك في الحرب في مواجهة النازية البربرية واستكمل ذلك انقلاب البورجوازية الوضيعة في العام 53 . مثلما ارتقت البورجوازية الوضيعة سدة السلطة في موسكو بغير وجه حق ارتقت كذلك البورجوازية الوضيعة سدة السلطة في جميع البلدان الرأسمالية بغير وجه حق أيضاً حيث هذه البورجوازية لاتنتج سبباً من أسباب الحياة وهي تعيش على حساب الطبقات المنتجة . إنها ليست طبقة اجنماعية وليس هناك ما يبرر استيلائها على السلطة .
وهكذاتقول لنا القراءة العلمية الماركسية لعالم اليوم أنه عالم مستوي مسطح بدون طبقات وبدون صراع طبقي ونافٍ للثورة .
لكن لماذا بات لدينا مثل هذا العالم الغريب الذي لم يتوقعه ماركس أم غير ماركس !؟
هناك جواب واحد وحيد لهذا السؤال الحدي الكبير وهو أن مختلف صنوف القوى الرجعية اجتمعت في محصلة واحدة عملت على تعطيل نفاذ ثورة أكتوبر البلشفية . التعطيل يمكن أن يمتد لفترة طويلة أم قصيرة لكن لا يمكن بحال من الأحوال إلغائها .
تلك هي ثورة أكتوبر الاشتراكية البولشفية التي ما زالت في الأرض ولن تموت .



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديالكتيك الماركسي
- إنتفاضة الشعب اللبناني
- فُجْرَة رأسمالية الدولة
- الحوار المتمدن اليساروي
- إنتهى التاريخ مع نهاية حياة ستالين (تتمة)
- إنتهى التاريخ مع نهاية حياة ستالين
- الصراع الطبقي أودى بالإتحاد السوفياتي
- الحكمتيون المستلبون مرة أخرى
- النظام الدولي المنافي للطبيعة
- الحكمتيون المستلبون بالأدلجة
- رسالة مفتوحة للرئيس محمود عباس
- نظرية الإعتمادية “Dependency Theory” (2/2)
- نظرية الإعتمادية “Dependency Theory” (1/2)
- من يكون سمير أمين !!
- درس في الماركسية
- درس في الديموقراطية
- نهاية الصراع الطبقي إلى غير رجعة (2/2)
- نهاية الصراع الطبقي إلى غير رجعة (2/1)
- لا سياسة منذ الأمس .. (النظام الدولي الهجين)
- لا سياسة منذ الأمس ..(تابع)


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - أين هي الثورة الشيوعية اليوم !!