أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال الصباغ - التفسير النفسي لزيارات مسؤولي النظام الى ساحة التحرير














المزيد.....


التفسير النفسي لزيارات مسؤولي النظام الى ساحة التحرير


جلال الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 11 / 1 - 03:18
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بقيت ساحة التحرير وسط بغداد تشكل كابوسا مرعبا لسلطة الاسلام السياسي طوال عام كامل من عمر انتفاضة أكتوبر، وجميع المسؤولين في دولة الطوائف والمحاصصة والنهب والقتل كانت احلامهم عبارة عن رغبات مكبوتة بالانتصار على الجماهير وإزالة اي معلم او مظهر يذكرهم بمحاصرتهم في منطقتهم الخضراء من قبل الجماهير التي لا يفصلها سوى نهر دجلة عنهم.

بعد ما حققته الانتفاضة منذ انطلاقها ولغاية الخامس والعشرين من أكتوبر ذكرى انطلاق الموجة الكبرى من التظاهرات في عموم مدن وأحياء محافظات الوسط والجنوب وبغداد، عملت السلطة على استخدام شتى الوسائل والطرق لضرب الانتفاضة وتشويه صورتها عن طريق القمع والقتل والاختطاف ودس أفراد المليشيات وأجهزة الأمن داخل المنتفضين وضربهم من الداخل، بالإضافة الى بث الأكاذيب والتشويه عبر الإعلام الحكومي الرسمي وإعلام أحزاب السلطة ومليشياتها وعبر مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق الجيوش الإلكترونية.

استطاعت اجهزة السلطة في صباح الحادي والثلاثين من أكتوبر من اقتحام الساحة وفتح جسر الجمهورية وإزالة خيم المنتفضين المتبقية داخلها، في منظر أصاب الكثير من المنتفضين بالحزن على تاريخ سنة كاملة من المواجهة مع السلطة، أعطت خلالها ساحة التحرير العشرات من الضحايا والآلاف من الجرحى، حيث سجل نصب جواد سليم مرور الملايين من المنتفضين تحته ليصبح رمزا حقيقيا للحرية وليجسد رغبة جماهيرية في نضال العمال والمعطلين والطلبة والنساء والكادحين وجميع شرائح المجتمع، رغبة في التحرر من استبداد وهيمنة قوى المحاصصة والنهب والعمالة.

بعد مجيء الشفلات وتجريف ما تبقى من الخيم والتي رافقها قائد عمليات بغداد قاسم المحمدي وأخذ يشرح لمن حوله أهمية هذه الساحة ويلتقط الصور ببدلته ورتبته العسكرية وكأنه حقق انتصارا كبيرا، لما لا وهم يعيشون حالة من الرعب الحقيقي خلقتها عندهم انتفاضة اكتوبر؟

من بعد المحمدي جاء كل من وزير الداخلية عثمان الغانمي ومن بعده رئيس جهاز الأمن الوطني يرافقهم القادة العسكريين وقادة المليشيات، وهم يتجولون في الساحة ومقترباتها، ويرددون بينهم وبين أنفسهم، ها قد انتصرنا!! ويلتقطون الصور فرحين لأنهم في قرارة أنفسهم كانوا يعتقدون أنهم لن يستطيعوا زيارة هذه الساحة مرة أخرى.

شكلت ساحة التحرير بنصبها الشامخ أزمة نفسية وواقعية لجميع أقطاب النظام، ولا نستبعد ان اكثرهم خوفا من السقوط قد زارها مع من زارها من المسؤولين دون أن يلتقط الصور خوفا من التهكم والسخرية او لأسباب أخرى تخصه، بعد نصرهم المبين هذا!! لان شبح هذه الساحة يطاردهم، ولا بد من الانقضاض عليه وإعلان النصر من تحت نصب الحرية، الذي يكرهونه بشكل لا يصدق فهو يذكرهم بنهايتهم جميعا.

ان الكثير من مسؤولي النظام الحالي يفكرون بينهم وبين أنفسهم بل قد يتناولون ذلك في أحاديثهم الخاصة بهدم معالم الساحة ونصبها، لأنهم لا يريدون تذكر ايام وساعات الرعب التي عاشوها وحناجر المنتفضين تهتف ضدهم وتطالب بمحاكمتهم وإنهاء نظامهم البائس الذي جلب الويلات على رؤوس الناس.

الصور التي التقطها مسؤولي النظام امام نصب جواد سليم، انما هي تعبير ان انتصار وهمي ومزعوم على الجماهير، فحكومة الكاظمي لم ولن تقدم للجماهير اي شيء سوى المزيد من الخراب والبؤس والبطالة والحروب، وفي مرحلة ما لن تكون بعيدة، ستدرك ان العراق بجميع مدنه ومحافظاته وجامعاته ومصانعه ومؤسساته سيتحول إلى ساحة تحرير، وعند ذلك ستتحقق الكوابيس التي يعيشها أقطاب النظام من قدرة الجماهير على فعل كل شيء.

شتان ما بين ساحة التحرير وهي تحتضن المنتفضين المطالبين بالحرية، وبين القطعات العسكرية وقادتها المدافعين عن النظام وهم يحاولون تجريف حلم العراقيين بالتغيير.



#جلال_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الورقة البيضاء ... مزيد من البؤس والفقر والبطالة للجماهير وا ...
- الخامس والعشرين من أكتوبر والأمل بالانتصار
- الانتفاضة بين وعي السلطة والوعي الجماهيري
- مقتدى الصدر يختصر القضية
- اختطاف احمد الحلو
- عام على انتفاضة أكتوبر
- يقتلون القتيل ويمشون بجنازته
- تساؤلات حول انتفاضة أكتوبر
- لا مساومة على إسقاط النظام
- من يقتلنا يا ترى ؟
- دلالات اختطاف سجاد العراقي
- قوى الثورة المضادة تتهيأ لأكتوبر
- الانتحار احتجاج ورفض للواقع البائس
- بين الزنكلوني ومقتدى الصدر
- بلاسخارت والمرجعية والمطبلين
- أكتوبر على الأبواب ... لنتحد من أجل الخلاص
- دروس من انتفاضة أكتوبر العظيمة
- في العلاقة بين الطليعة الثورية والجماهير
- لا جديد في دولة الطوائف
- قلوبنا مع جماهير السودان التي تواجه الفيضان


المزيد.....




- مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم ...
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...
- التصديق على أحكام عسكرية بحق 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ« ...
- تنعي حركة «الاشتراكيين الثوريين» ببالغ الحزن الدكتور يحيى ال ...
- الحزب الشيوعي يرحب بمؤتمر مجلس السلم والتضامن: نطلع لبناء عا ...
- أردوغان: انتهت صلاحية حزب العمال الكردستاني وحان وقت تحييد ا ...
- العدد 584 من جريدة النهج الديمقراطي
- بوتين يعرب عن رأيه بقضية دفن جثمان لينين
- عقار -الجنود السوفييت الخارقين-.. آخر ضحاياه نجم تشلسي


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - جلال الصباغ - التفسير النفسي لزيارات مسؤولي النظام الى ساحة التحرير