|
ابنتك ياايزيس ١٦
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 22:04
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
هل تلك هى حياة المتزوجين ..تذكرت حياه الام كيف كانت تتبدل عندما تاتى صديقاتها للزياره او يعود ابى مبكرا لنتناول العشاء سويا او ابتساماته فى سويعات نادره معها امامنا فتبادله ابتسامه خجلة نضحك نحن عليها ونضم اصابعنا على وجوهنا حتى لا ننكشف.. مع الوقت انقطعت عاده الافطار سويا كنت استيقظ فيكون قد رحل لاادرى الى اين؟ تعلمت الذهاب صوب البحر بمفردى يوما وراءالاخر اسير بخف خفيف اتلذذ بالرمال بين قدمى شعورى غريب لااشعر بالاتساخ او الملل.. مر يوم والاخر والحال كما هو الحال حتى شعرت ان الامور انتهت سقط الياس تذكرت رسائلى الى العذراء ترى هل غضبت منى؟ اخذت اختلس النظر الى العشش اتجسس على ضحكات مسروقة تخرج من بين رائحة طعام شهى واصوات صاخبة للفوز فى لعبة طاوله حتى تمنيت لو نتحدث قليلا ..اخذت اتذكر اخر مرة تحدثت ويوسف حديثا لايخلو من موعد الغداء صباح الخير مساء الخير وكانه جار غريب يمضى عده ايام قبل ان يقترب وقت ان يريد..اشعر بالسوء كلما فعل اتذكر لا يمكن ان ابدى غضبى يعد ذلك فعلا مشينا .. صرت ابحث عن صدى صوت يضحك فى مكان ما وسط عابرين الشاطىء وكاننى من تفعلمتى صرت وحيدة الى هذا الحد؟ فى اليوم الماضى سألته يوسف متى نعود الى القاهرة ..نظر لى فى هدوء لايزال الوقت مبكر لاافهم علاما ينتظر تذكرت كلمات الام عيبك غضبك السريع توقفى عن اللعب لقد اصبحت امراة كبيرة.. رفعت راسى اراقب غروب الشمس على صخرتى التى اخترتها بعناية بعيدا عن اصوات العائلات التى قدمت لقضاء اجازة صفية سعيدة تاتى من بعيد اصوات بعضهم بينما يراقبنى ناروز سائق يوسف من بعيد . هل انت سيزا؟ افقت على الصوت من شرودى كدت ان اصرخ وقفت عاجزة عن التصديق هل جننت ؟ سيزا كيف قدمت الى هنا هل هربت ايتها المجنونة؟ مريم هل انت مريم حقا؟ سرت من خلفها لااصدق ان كنت احلم ام تلك الصدفه حقيقة جلسنا نتناول الحلوى اللذيذه بتريانون ..الميتروبول ذلك المساء يبدو رائعا قالت مريم .. لااصدق اننى رايتك هنا فى الاسكندرية سيزا ؟هل قدمتم للمصيف قلت من قبل ربما تفعلون..لم اصدقك فى البداية يعنى لديك حكايات كثيرة خيالية سيزا اتذكرين اتذكرين عندما بدانا فى تقليد ذلك الفيلم حتى اننى خفت لقد صرخت لااحد ينادينى سيزا من بعد اليوم ..حتى بشاره قد شعر بالخوف منك ..همست مقتربه :لكن لاتخبريه بذلك تهللت سألتها كيف حاله الان؟ شردت تراقب البحر لثوان قالت :لقد ارسلهابى الى لندن بعد تلك الليلة اقسم ان يكمل تعليمه بالخارج قبل ان يفسد تمام سقط حجر داخل صدرى ثقل التنفس عليه راقبتنى شاحبه سألتنى بقلق هل انت بخير لنعد الى البيت ..هيا اين فيلتكم ؟ اشرت بيدى لتهدأ قبل ان استعيد انفاسى قلت سأرحل بمفردى معى السائق تذكرنا ناروز الجالس فى احدى الطاولات ينتظرنا قلت لها سوف ارحل الان ناروز سيعدينى الى البيت راقبته قليلا ثم راقبتنى هل ارسله اباك معك ام احدا اخر؟ قلت بعد فتره بل ارسله يوسف..يوسف زوجى.. برغم الصدفه شعرت بثقة اننى سارى بشاره يوما ما من جديد وسأخبره بما اضمرت له فى قلبى.. منذ ان رايت مريم باتت الاسكندرية مختلفة..الاسكندرية بلا معنى لمن لايعرف كيف يسير فى دروبها بينما انا غريبة كانت مريم منها تعلمت السير فى شوارع محطة الرمل حتى ميدان المنشية اتدلل وانا اراقب الفترينات المختلفة اشعر وكاننى عدت طفلة من جديد بعد ان اخذها يوسف رغما عنها فلم تسامحه..قالت هل نذهب الى السينما اريد مشاهدة فيلم نادية كنا قد راقبنا افيشاته لدى مرورا بسينما بلازا فى شارع فؤاد بعد ان دخلنا الى دار الاوبرا لتعرف موعد العروض الحالية ..جدران مسها السحر هكذا شعرت بالهدوء متجوله مع مريم دون ان اسالهااكتفى بالايماء الى ناروز الى كل فترة ليشعر بالاطمئنان..علمت ان يوسف عصبى المزاج لكن لم اكن قد رايت غضبه الاقصى من قبل مجرد تعبيرات غاضبة بكلمات لم اتعمد ان تغضبه بينما كان ناروز سائق خاص له منذ سنوات وما عرفت سر عدم حبه لقيادة الاتوموبيل بدلا من وجود سائق خاصة اننا لم نكن فى حاجة الى حارس يقف من حولنا دوما فى ايامنا الاولى.. احببت شادية بينما غضبت مريم بعد الفيلم واشفقت على الاخت الكبرى عزيزة امير بعد ان ضحت بسعادتها لاجل شقيقتها الصغرى وتركت لاجلها الحبيب..جلسنا لنتناول زجاجة عصير الليمون المثلج الذى احبنناه كلانا.. ضحكت نظرت لها بدهشه قالت اتذكرين حين كنا نقلد ما نشاهده فى الافلام التى حصل عليها بشاره من احد اصدقاءه وقمنا بعرضها فى السينما الخاصة بنا ..اومأت براسى نعم اكملت لن تصدقى لى صديقة درست معى فى المدرسة الانجليزية اصبحت تعمل معها فى السينما.. ماذا؟ نعم تدعى فردوس ولن تصدقى حدث ذلك صدفه ذهبت لمقابلة احد المخرجين عندما طلب وجوها جديده ..ربما نشاهدها يوما سويا .. كانت تضحك على ما كنا نفعله بينما انا غاضبة لانها كانت تضحك على حلمنا الخاص وكانه اصبحمن دهرا بينما فكرت انا كيف لااصبح مثلها اذا تمكنت من الذهاب الى احدى تلك الاختبارت قد افعلها ايضا مثلها ..وجدتنى اقولها سافعلها مثلها بصوت مرتفع راقبت مريم عينيى تنتظرنى ان اضحك فتضحك كلاتنا على النكتة لكننى كنت جاده هذا ما اريده..هذا ما تريده سيزا.. جفانى النوم ليال اعيد الكلمات على اذنى ربما كنت انا تلك الفتاة الان متى اصبحت الصورة واضحة امامى؟اتخيلى انا من تقوم بتلك التقمصات فاستمع الى صوت ابى تعملين فى عملا كهذا ترى ماذا يكون العقاب حينها؟منذ اكثر من شهر ونصف لااراه هو او الام لكن لااشعر بالاشتياق بل اريد الهروب اكثر وربما عدم رؤيتهم من جديد..اصبح الامر الان يوسف وعائلته فى صباح اليوم التالى وجدت والدته امامى محمله بالهدايا اوزع البسمات الهانئه بينما تقول سيصل حماى بعد الظهيرة لقد اشتاق لابنه كثيرا ولديهم ما يتحدثون بشأنه..بدات اشعر كما لو اننا ننتقل الى الاسكندرية وليست مجرد اجازة نقيضيها ونرحل احببت المدينة لكن الاضواء هناك بالقاهرة فلامخرجين ولاسينما هنا.. مع مريم عدت للذهاب للسينما من جديد فى البداية مر كل شىء بهدوء رغم مجىء والديه الى الاسكندرية فقد كنا نقضى اوقاتا هادئة اذا بدأنا نقضى ايامنا امام شاطىء ستانلى حتى احببت تلك الايام وعدت لتذكرها كلما اصابنى الاضطراب والصداع فكانتا بمثابة دواء يجعلنى اشعر بالهدوء والسكينة من جديد ..بات الكل يحاول انجاح تلك الزيجة رغم غيره الشقيقات والتى لااعلم لها سببا فلا منافسة بين الزوجة والشقيقة سوى هراء خفى ياتى من العدم..
صرت اتجول مع مريم بحرية محاولة دوما تجنب الحديث حول بشاره مذكره نفسى اننى صرت متزوجة الان من يوسف لكنه لم يغب لحظة عن راسى حتى حدث يوما بعد ان تعبنا بعد بحثا مضنيا عن فستان مناسب لتقابل به مريم والده خطيب تقدم لها ولم نفلح اذا لم يعجبها اى شىء قد رايناه رغم نصيحتى لها بواحدا او اثنتين رأيتم انهم مناسبان جدا لها فلم تقبل ..تقبلت غيظى فى صمت وتبعتها حيث جلسنا نتناول عصير البرتقال الطازج الذى احببته دوما..
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ابنتك ياايزيس ١٥
-
ابنتك ياايزيس ١٤
-
ابنتك ياايزيس ١٣
-
ابنتك ياايزيس ١٢
-
ابنتك ياايزيس ١١
-
ابنتك ياايزيس ١٠
-
ابنتك ياايزيس ٩
-
ابنتك ياايزيس ٨
-
ابنتك ياايزيس ٧
-
ابنتك ياايزيس ٥
-
ابنتك ياايزيس ٦
-
ابنتك ياايزيس ٣
-
ابنتك ياايزيس ٤
-
ابنتك ياايزيس ١
-
ابنتك ياايزيس ٢
-
وداعا كلودى.. اندريا
-
كورونا صاحبتنى ايضا ياامل..مارجو
-
رحلت عنى الكورونا..امل
-
سنلهو من جديد.. كلوديا
-
استمتع بحياتك من جديد.. اوليفيا
المزيد.....
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|