|
إلى متى يعبث مقتدى بالعراق؟
سلام مهدي
الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 19:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سلمان مهدي كما جعل سوء القدر صدام حسين وحزبه يدمران العراق لما يقارب أربعة عقود، ويصبح القائد الضرورة، شاء سوء طالع العراق أن يكون مقتدى محمد محمد صادق الصدر قائدا سياسيا وعالما دينيا، ويسميه أتباعه (السيد القائد)، تماما كما كان ينعت صدام حسين، وشاء سوء الأقدار أن تتحكم هذه الطبقة السياسية لما بعد سقوط الطاغية بمصير العراق، وتواصل عملية التدمير، ولكن بطريقة تختلف عن طريقة صدام، لكن نتائجها هي ذات النتائج، بل لعلها في بعض جوانبها أسوأ. وأريد هنا أن أركز على دور مقتدى هذا. وإذا سأل مقتدى هذا، وسأل أتباعه، وسأل القراء، من هو يا ترى سلمان مهدي هذا الذي يكتب هذه المقالة عن فلتة زمانه، أقولها بكل صراحة، إنه اسم مستعار، لأني لست صاحب مشروع شهادة على يد أتباع أتعس نتاجات زماننا هذا، وقد يعتبرونه جبنا، كما سيكيلون الشتائم على كاتب هذه المقالة، إذا كانوا يقرأون. لا أشك وكثيرون مثلي لا يشكون أبدا بأن في عقل مقتدى ثمة خللا ما، فهو بكل تأكيد إنسان غير سوي، لكن يتبعه أتباع أغمضوا بصرهم وبصيرتهم، ليتبعوه اتباعا أعمى، كونه ابن المولى المقدس، بل ويتلذذون عند سماعهم لربهم القائد يهينهم وينعتهم بما يستحقون صارخا فيهم (جهلة، جهلة). هذا الولد النزق ومنذ التاسع من نيسان ٢٠٠٣ كان أخطر (سياسيي؟) هذا الزمان السيئ، إذ بدأ مسيرته (السياسية-الجهادية) بجريمة قتل وتمثيل بشعة لعبد المجيد الخوئي، ذلك مباشرة في اليوم التالي لسقوط صدام. ثم أسس جيش المهدي، ليمارس لسنتين القتل الطائفي لكل سني يقع بين أيديهم، ليلقوا بجثته وراء السدة، وهو صاحب البطة وأشباهها التي يفتخر بها، وهو مؤسس عصابة القبعات الزرق التي مارست قتل المتظاهرين، ويعتبر ذلك بكل وقاحة (جرة إذن)، ولا يستحيي من ضحكته وهو يردد عبارة (جرة إذن)، وعبارة (البطة) وغيرهما. وجعل لنفسه ولأتباعه قضية مركزية مقدسة، يكون كل من يقترب من المساس بها معرضا حياته للخطر، وهذه القضية هي (آل الصدر)، والإخلاص لـ (آل الصدر)، وحرمة ارتكاب خطيئة المساس بقدسية (آل الصدر). وتعالوا نتفحص قائمة آل الصدر، لنرى من منهم يعنيهم يا ترى، ويضفي عليهم هذه القداسة. بلا شك إن أباه محمد الصدر، هو يتربع عرش وقمة هذه القائمة المقدسة، ويتبعه محمد باقر الصدر، وبكل يعني في طليعة من يعني مقتدى الصدر نفسه. وإلا فبلا أدنى شك إن من آل الصدر من يراهم قد انحرفوا عن الخط الصدري، لاسيما (خط الصدرين)، وأعني على سبيل المثال حسين إسماعيل الصدر، وكذلك حسين هادي الصدر. دعونا إذن نتناول الصدرين؛ (محمد باقر ابن حيدر) و(محمد ابن محمد صادق). بالنسبة لباقر الصدر، فمع إنه يعتبر مفكرا، لكنه لحين لحظة إعدام الطاغية صدام له، كان صاحب نظرية أسلمة المجتمع وأسلمة الدولة، وأيد الخميني تأييدا منقطع النظير وغير خال من الغلو، ناعتا إياه بمحقق حلم الأنبياء، وموصيا بالذوبان فيه، كما ذاب هو في الإسلام. أما أبوه محمد الصدر، فكارثة بمعنى الكلمة، وقى الله العراق سوء عواقبها، فيكفي من أجل تقييم مدى سلامة عقله، أنه ادعى بأنه أعلم المتقدمين والمتأخرين من الفقهاء، ويكفي أنه اعتبر الذي قتل الحسين هو الاستعمار الغربي، ويكفي أنه في إحدى خطبه وبخ الملائكة والأنبياء أمثال إبراهيم وزكريا، وكما وبخ مريم، لأنه اعتبر كل هؤلاء قياسا إلى صبر أهل البيت، بما فيهم زينب، قليلي الصبر، وليس لهم من الإيمان ما للحسين وزينب وعلي وسائر أهل بيت النبوة، سواء الذين يعتقد الشيعة بعصمتهم أو الذين لا يعتقدون بعصمتهم، كالعباس بن علي وزينب بنت علي. ويكفي إن سائق التاكسي من أتباعه كان يمتنع عن ركوب المرأة السافرة في سيارته، والبائع يمتنع عن بيع بضاعته للسافرة. ويكفي أن مقلديه لم يكن مسموحا لهم بأداء صلاة الجماعة وراء وكيل أو مقلد لمرجع لا يقول بوجوب صلاة الجمعة، وإلا فتعد صلاتهم باطلة. ويكفي أنه كان يعتمد نظرية ولاية الفقيه، لكن يقول بتعدد الولاية، فكان يقر بخامنئي فقيها وليا تسري ولايته على إيران خاصة، بينما كان يرى نفسه الولي الفقيه الذي تسري ولايته على العراق. وهنا لنتصور كم كانت ستكون الكارثة، لو بقي على قيد الحياة بعد سقوط صدام، ليدعو إلى جعل العراق دولة إسلامية تحت ولايته، وتكون طاعته في أوامره ونواهيه واجبة، ويكون تركها إثما يدخل صاحبه نار جهنم خالدا فيها. من هنا رغم ملاحظاتنا على مرجعية السيستاني، وتحميله مسؤولية دعمه اللامشروط في الدورتين الأوليين لقائمة الائتلاف العراقي الموحد، قائمة الإسلاميين الشيعة. إذن من حسن حظ الشعب العراقي أنهم ابتلوا بمرجعية السيستاني، ولم يبتلوا بالولاية المطلقة لمحمد الصدر، ولكان الابتلاء به أعظم من الابتلاء بانه هذا مقتدى الصدر. فمرجعية السيستاني مقابل ما كنا سنواجهه من ولاية المولى المقدس، تعد رحمة للعراقيين. كل رموز هذه الطبقة السياسية خطرون على العراق، وقاموا بتدمير العراق، المالكي، العامري، الخزعلي، الحكيم، والجعفري من قبل، لكن قنبلتهم النووية هو مقتدى ابن محمد ابن محمد صادق الصدر. وخلاص العراق منه، يزيل عقبة نكداء أمام التغيير. ولا أعني بتمني الخلاص منه الدعوة إلى تصفيته، بل مثوله أمام قضاء عادل نزيه شجاع مستقل، ليأخذ هو وبقية الذين أجرموا بحق العراق منذ ٢٠٠٣ من شيعة إسلاميين، وسنة طائفيين، وغيرهم، ليأخذ هو وإياهم جزاءه وجزاءهم العادل.
#سلام_مهدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طقوس وثنية احتفالية في أوروبا.. ماذا تعرف عن المهرجانات الشت
...
-
العائلة المالكة البريطانية تحيي تقاليد عيد الميلاد في كنيسة
...
-
اختفاء أربعة أطفال يهز الإكوادور والتحقيقات تقود إلى تورّط ع
...
-
وزير الداخلية السوري: مقتل 14 عنصرا وإصابة 10 آخرين إثر تعرض
...
-
روسيا تقصف بأوكرانيا.. وتحذر من حرب نووية
-
وزير العدل السوري يدين اغتيال 3 قضاة من المحكمة العقارية في
...
-
ترامب ينشر رسالة تهنئة -غريبة وعجيبة- بمناسبة عيد الميلاد
-
-الرادا-: لن يكون هناك تسريح في القوات المسلحة الأوكرانية بس
...
-
العراق.. تدمير كهف وقتل عناصر من -داعش- كانوا بداخله
-
إستونيا: لن نقدم دعما لسوريا ما دامت القواعد الروسية موجودة
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|