|
كتاب السعادة _ باب 5
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 16:35
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
كتاب السعادة – باب 5 خلاصة الفصول والأبواب السابقة
المهم : كيف تشعر _ ين لكن الأهم : ماذا تفعل _ين هذه الفكرة / الخبرة ، شديدة التكثيف وغامضة بطبيعتها ، وهي تمثل أحد هواجس هايدغر ومحور أساسي في كتابته " التمييز بين المهم والأهم الذي لا يفقد أهميته مع مرور الزمن " . وسوف أناقشها بشكل تفصيلي وموسع ، عبر الفصول اللاحقة لهذا الباب .
1 تتمثل مشكلة السعادة وراحة البال ( أو نقيضها التعاسة والضمير المذنب ) بالفجوة _ المتغيرة بطبيعتها _ بين العمر البيولوجي للإنسان وبين عمره العقلي والعاطفي المتكامل . السعادة وراحة البال تتوافق مع اتجاه تضييق الفجوة ، وتحقيق التجانس الفعلي بين العمرين العقلي والبيولوجي للإنسان . والعكس في حالة التعاسة وعدم الكفاية المزمن ، حيث تتسع الفجوة مع تقدم العمر، وتتفاقم حالة ازدواج المعايير وتفكك الشخصية ، مع تزايد الهوة بين القول والفعل . تتضح الفكرة ، الخبرة ، بدلالة الحب أكثر . حيث يتعلم بعض الناس باكرا ، وبطرق ماتزال غامضة وغير مفهومة أن محاولة العيش وفق الحد الأدنى من الجهد والاهتمام هي الأسووأ ، والعكس أيضا حيث ، العيش وفق الاحترام والثقة هي الأفضل . في البداية تكون على المدى غير المنظور ، ومع التقدم في العمر يتحقق التجانس بين السعادة واللذة بشكل يتزايد دوريا . هذه الفكرة تحتاج وتستحق المزيد من الحوار والاهتمام الثقافي والعاطفي أيضا . .... الأصحاء سعداء . المرضى أشقياء . والوسط وسط . .... 2 هل الواقع حركة أم سكون ؟! قبل محاولة الإجابة عن هذا السؤال ، ينبغي الإجابة على سؤال الذات والموضوع ، أو النسبي والموضوعي . بعبارة ثانية ، ماذا ينقص من الواقع عندما يموت الفرد ( أو فرد ) ؟ يستدعي السؤال نقيضه : ما الذي يكسبه الواقع ، أو ما الذي يضاف للواقع ، عند ولادة فرد ؟ هذه الأسئلة وغيرها من الأسئلة ، المشابهة ، تراود كل انسان ، بطرق مختلفة ومتنوعة . لا أعتقد أن لدي ما أضيفه لفهمك ، أو لمعرفتك في هذا السياق . ربما أعود لمناقشة هذا النوع من الأسئلة ( الميتافيزيقية ، المشتركة منها خاصة ) في المستقبل ، إذا طال بي العمر . .... بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، يتخلخل الموقف العقلي السابق من جذوره ، حيث تتكشف بوضوح الدوغما اللغوية . مثلا كلمة جديد في الحياة مصدرها الماضي ، حيث الجديد يأتي من الماضي بشكل مؤكد . ( جسد الفرد ومصدره الماضي ، مع أن زمنه وعمره مصدره المستقبل ) . وعلى العكس تماما بالنسبة للزمن : حيث الجديد يأتي من المستقبل . لا أعتقد أن هذه المعضلة تخص اللغة العربية وحدها . .... الماضي مصدر الحياة ، ومصدر الجديد في الحياة . المستقبل مصدر الزمن ، ومصدر الجديد في الزمن . أتفهم ، صعوبة القبول والمتابعة ولكن .... كل يوم جديد ، ويختلف عن ما سبقه بالكامل . هذه العبارة صحيحة تماما بدلالة الزمن ، لكنها خاطئة تماما بدلالة الحياة . كل يوم قديم ، ويشبه اليوم الذي سبقه إلى درجة التطابق . هذه العبارة صحيحة تماما بدلالة الحياة ، لكنها خاطئة تماما بدلالة الزمن . .... هل الواقع حركة أم سكون ؟! الواقع ثلاثي البعد ، يشبه الفرد الإنساني خاصة . الفرد الإنساني ثلاثي البعد : 1 _ البعد البيولوجي أو المورثات . البعد الأول ثابت ويتكرر من جيل سابق إلى الأجيال الجديدة ، بطرق ما تزال غامضة ، ومجهولة إلى حد كبير . 2 _ البعد الاجتماعي _ الثقافي أو البيئة . البعد الثاني ، ثابت نسبيا ( أو متغير نسبيا ) . 3 _ البعد الفردي أو الهوية الشخصية ( أنت وأنا ) ، جوهر المسؤولية الإنسانية . البعد الثالث متغير بطبيعته ، وهو يتغير في كل لحظة . الحرية نتيجة المسؤولية ، والعكس غير صحيح سوى كاحتمال ، وبشكل فردي . ( هذا اعتقاد ، أكثر من رأي وأقل من معلومة ) .... الواقع ثلاثي البعد أيضا ( مكان أو إحداثية ، زمن أو وقت ، حياة أو وعي ) . 1 _ المكان ثابت بدلالة الاحداثية . 2 _ الزمن حركة بطبيعته . 3 _ الحياة حركة وتكرار . .... هل الواقع أو الحاضر صدفة أم نتيجة ؟ الماضي سلسلة سببية . المستقبل احتمال وصدفة . الحاضر سبب + صدفة . ( خلاصة النظرية الرابعة ) .... 3 انقسام طبقي جديد بدلالة الصحة العقلية ، لكنه عالمي هذه المرة ، بقيادة ترامب . صحيح كل تقسيم ثنائي ، اعتباطي ، ودوغمائي بطبيعته . بعبارة ثانية ، يتعذر تحديد فاصل أو حد ( معيار ) موضوعي بشكل ثابت ونهائي . ( لكن ربما يصلح الزمن _ أو الوقت _ كمعيار موضوعي في المستقبل ، وبدل المال ؟! ) مثلا بين الحياة والموت ، مشكلة بين الطب والقانون والدين في تحديد الخط الموضوعي بين الحي والميت ، بالإضافة إلى تغير المعيار نفسه من توقف القلب إلى موت الدماغ وتوقفه . المعيار الثلاثي يتضمن الثنائي والعكس غير صحيح . والحل لتلك المشكلة في المعيار الثلاثي ، صحيح ترتفع التكلفة بارتفاع درجات المعيار ، لكن للضرورة أحكامها الخاصة دوما . دونالد ترامب في موقع الضحية ؟! هو في موقف الضحية بدون شك ، لا يمكن أن يكون ممثلا لدور الضحية فقط . .... الفرد الإنساني بين أحد المستويات ( المراحل التطورية ) الثلاثة ، وهي بالترتيب من الأدنى إلى الأعلى : 1 _ المرحلة الأولى ، حيث المستوى البدائي والمشترك " موقف الانكار " . بتعذر على طفل _ة صغير _ ة ، أن يفهم وجود من هم أجمل وأفضل من أمه وأبيه . نفس الأمر ينطبق على المجتمعات والجماعات البشرية ( دول وأديان وأحزاب وجمعيات وغيرها ) ، حيث يعتقد أتباع كل ديانة أو معتقد أنهم الأفضل . 2 _ المرحلة الثانية ، حيث الحالة المتوسطة بين الصحة والمرض " موقف الضحية " . في المرحلة الأولى ، يتعذر الادراك والفهم ، كما يتعذر وصول شخصيات من ذلك المستوى إلى مواقع قيادية حقيقية . لكن في هذه المرحلة الثانية ، التي يجسدها أغلبية حكام العالم الحالي ، حظوظ أصحاب هذا المستوى في القيادة أعلى من الأصحاء بين منافسيهم أو شركائهم . 3 _ المرحلة الثالثة ، حيث الصحة العقلية المتكاملة _ العاطفية والاجتماعية والروحية _ " موقف المسؤولية " . لا شيء في هذا العالم ( والكون ) خارج مسؤولية الشخصية الناضجة . لكن ، للأسف ما تزال حظوظ أصحاب ، هذا المستوى المعرفي _ الأخلاقي ، بالوصول إلى مواقع القيادة الفعلية في الدول أو العالم نادرة ، حتى في العائلة والأسرة الصغيرة ، مع أنها لم تنعدم بالفعل في أي وقت من التاريخ المعروف لنتأمل ، ... مانديلا وغاندي والدلاي لاما . .... 4 السعادة بدلالة دائرة الراحة والأمان الفقرات السابقة قد تبدو غير متجانسة ، وربما متناقضة وسأحاول ، خلال السرد ، توضيح الروابط والصلاة الحقيقية بينها . .... يحتمل أغلبيتنا الكثير من الأوضاع غير المرغوبة ، بل المخيفة أيضا ، عندما يجبرون على ذلك بأضعاف مقدرتهم في الأحوال العادية . كنت سأكتب جميعنا وليس أغلبيتنا فقط ، لكنني تذكرت الراهب ( يذكره مارك مانسون في كتابه فن اللامبالاة _ الجزء الثاني خراب أو كتاب عن الأمل ) البوذي الذي أحرق نفسه ، كوان دوك بحسب ذاكرتي هو اسمه الحقيقي . سنة 1992 عندما أغلق باب الزنزانة ، وشعرت بالرعب والذعر حتى نخاع العظم . خلال وقت لا أعرف كم ، لعبت الذاكرة والتخيل لعبتهما معي . أول ما خطر في بالي ، العيش بشكل معكوس وعلى الذاكرة فقط ، لمدة 32 سنة قادمة هي سنوات عمري حينذاك . تمرين آخر مارسته في اليوم الأول : العد حتى الاغماء ، وليس التعب فقط . آخر رقم توصلت إليه في العد الواعي 7000 نعم سبعة آلاف . لكن الذاكرة خادعة بطبيعتها لنا جميعا ( لك ولي أيضا ) . .... المعيار الأهم للصحة العقلية المتكاملة ، الذي يدمج بين قابلية التعميم والسهولة والبساطة ، ونمط العيش السليم الذي يفضي إلى السعادة وراحة البال ( الاشباع بدل عدم الكفاية المزمن ) يتمثل بدائرة الراحة والأمان . حيث أن اتجاه الصحة والسعادة في توسيع دائرة الراحة ، والعكس تماما ، اتجاه المرض العقلي والشقاء في تضييق الدائرة . _ اتجاه توسيع الدائرة والصحة المتكاملة ، يتوافق مع الهويات أو العادات الإيجابية : الشعورية والارادية بطبيعتها ، مثل الرياضة والموسيقا وحسن الاصغاء والقراءة . _ اتجاه تضييق الدائرة والمرض العقلي ، يتوافق مع العادات الإدمانية السلبية : غير الارادية واللاشعورية بطبيعتها ، مثل الثرثرة والخداع والمخدرات والتعصب . لا أعتقد أن أحدا بيننا ، يحتاج إلى توضيح مفهوم دائرة الراحة . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتاب السعادة _ باب 4 مع فصوله وهوامشه
-
كتاب السعادة _ باب 4 ف 3
-
كتاب السعادة _ باب 4 هوامش ومسودات
-
كتاب السعادة _ باب 4 ف 2
-
لماذا يصعب ، ويتعذر فهم الواقع الموضوعي إلى اليوم ؟!
-
كتاب السعادة _ باب 4 ف 1
-
كتاب السعادة _ باب 4
-
الواقع الموضوعي : طبيعته ومكوناته وحركته
-
لماذا يتعذر فهم الواقع الموضوعي إلى اليوم ؟!
-
كتاب السعادة _ باب 1 و 2 و 3
-
كتاب السعادة _ باب 3 ف 3 تكملة
-
كتاب السعادة _ باب 3 ف 3
-
ملحق _ الواقع ( طبيعته ومكوناته )
-
كتاب السعادة _ باب 3 ف 2
-
كتاب السعادة _ باب 3 ف 1
-
كتاب السعادة _ الباب الأول والثاني
-
كتاب السعادة _ باب 3
-
كتاب السعادة _ ب 3
-
حلقة الجدل بين الصفر واللانهاية
-
ملحق
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|