أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن خالد - محاربة التاريخ والثقافة














المزيد.....


محاربة التاريخ والثقافة


حسن خالد

الحوار المتمدن-العدد: 6718 - 2020 / 10 / 29 - 22:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


( محاربة التاريخ و الثقافة )
علمت ورأيت - كما غيري من خلال متابعتي لوسائل الإعلام وأكثرها فضائيات مختلفة "مرئي" وشبكات التواصل الاجتماعي أن قوات العدو التركي وتوابعه من السوريين المتعاونين معه ، قد أقدموا على إسقاط و تحطيم تمثال الشخصية الكردستانية الرمز " كاوى الحداد - Kawa yê hesin kar" والذي يمثل رمزا اسطوريا و تاريخيا وثقافيا قبل كل شيء , ثائرا على الظلم باحثاً عن الحق والحرية ، عندما احتلوا مركز مدينة عفرين وإن إلى حين ...
وايقونة اليوم الجديد - Nû Roj " لم تعد ملكا للكرد وحدهم فقد باتت من لبنات الإرث العالمي وبشارة قدوم الربيع والخصب ...
وهذا السلوك يثير الكثير من التساؤلات التي تبحث عن أجوبة مقنعة لذاك التصرف أو السلوك الوحشي " الحاقد" وربما المريض الذي يستلزم تدخلا من نوع ما ..
ويضعنا أمام محاكمة منطقية "لماذا " ...
ففي أفغانستان "الطالبانية أتذكر حينها أنهم " قتلوا بوذا " تمثالان لبوذا منحوتان في الجبل" رغم كل المناشدات والمقترحات الدولية لنقلهما أو حتى شراءهما ، وفي تدمر السورية تم " تسميم زنوبيا مجددا " في وضح النهار رغم أنها حولت موت الصحراء إلى حياة لحاضرة البادية ، وفي الموصل "الداعشية " بادوا حضارات كانت قد سادت سابقاً وتسيدت المشهد الحضاري العالمي حينها ، قبل أن يتم إبادتها ، لم يشفع كل ما قدمه بوذا ، و زنوبيا وحمورابي ونبوخذ نصر وعديد الحضارات في بلاد ما بين النهرين بما فيها "الحضارة الاسلامية " ليكون لهم رخصة الخلاص من الموت المحتّم ، الأمر الذي يجعلنا نقع "ربما " في فخ الإنفعال والتوتر وتفريغ نفسية صاحبها بشحنة من المسبات القذرة "وكفى الله المؤمنين شر القتال " " ويادار ما دخلك شر " ...
لكن الأمر لا أظنه بسيطاً هكذا ...
فلكل جهة من تلك الجهات المعنية التي تم ذكرها "طالبان - داعش - تركيا - الجيش الحر - وغيرهم الكثير عرباً وفرساً وحتى كردا " لهم اعتباراتهم وعقدة نقصهم تجاه سلوكهم اللامسؤول هذا ، فأعداء الثقافة كثر من حيث وجود النية لديهم أو بعدمها ، وإن كان المجتمع الدولي تعامل مع "طالبان وداعش " بصفة أنهما تمثلان حركات الرجعية الإسلامية التي تريد العودة بعجلات التاريخ إلى الوراء ، وأوجدت من الآليات ما تكفي لمجابهة مشروعهما "الخارج عن سياق التاريخ " ولم تزل بعيداً عن صوابيتها ونجاعتها وتوافقنا معها ، فكيف يمكنه ( المجتمع الدولي ) أن يتساهل ويكرر الأمر مع دولة "عصرية" كتركيا - وريثة السلاطين - ونحن نعيش في عصر العولمة والحداثة ، فربما نبرر نحن الكرد للغرب تغاضيهم عن ملاحقة " تركيا كما غيرها من أعداء الكرد " عندما يتعلق الأمر ( بذريعة الأمن القومي وبالمصالح العليا ) والأمور السياسية متذرعة بتهديد وحدة البلاد ، أما أن تعلن تلك الجهات " تركيا وداعش والجيش الحر " وهنا لن أبحث عن " المشترك العقائدي والفكري بين تلك الأطراف "...
هي الحرب الشاملة في الأبعاد الثقافية والأدبية والتاريخية والميراث الرمزي فهذا يضع المجتمع الدولي أمام حالة عُري تام أمام ذاتها أولا ، عندما تسقط ورقة التوت عن الجميع ، فتركيا " سليلة الأمجاد العثمانية " في عين " الغرب " هي التي تحارب المختلفين معها في تاريخهم وثقافتهم ورموزهم ووجودهم ، ولا أعتقد أن الأمر هنا يرتبط بحزب العمال الكردستاني ، PKK فالبطل المخلّص كاوى الحداد ليس حكرا عليهم ، فهي تحارب هنا منهلا ثقافيا حضارياً ورمزاً تاريخياً خصباً لطالما تغنى " العثمانيون أنفسهم " بنتاجه وإرثه ومنجزه بعد أن عجزوا عن إحداث قطيعة تاريخية وحاضراً بين الكرد وبطله ...
وعندما تغمر مياه السدود أوابد ومعالم أثرية يخص الكرد فهي حرب ناعمة غير معلنة وعندما يطمسون الهوية القومية لشاعر أو أديب أو عالم أو رمز هي حرب ناعمة ...
إن المتحكمين بجغرافية كردستان لم يوفروا أسلوبا إلا واستعملوه في طمس الهوية / الكردستانية / للمعالم والرموز التي طالما كانت وستبقى جزءاً من التراث الانساني ، فهل سنشهد أصوات تنحاز للثقافة والتراث والحضارات والشخصيات الرمز لشعوبها ، أم أن الأمر لا يتعدى إلا أن يكون الزوبعة في أسفل الفنجان ....
(( ما تبقى من التمثال في
Bajarê Efrîn ê
مأساة التاريخ و الثقافة ))



#حسن_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية : حرية التعبير
- قصيدة : أين الغياب
- منظمات المجتمع المدني
- -عايز تستكردني-
- تساؤل قانوني
- ساحة الحرب الافتراضية؟!!
- الأشكال الجديدة لعبودية
- المنطقة الآمنة...ما لها وما عليها
- عفرين والتطهير العرقي
- عندما تتمرد الذاكرة
- بناء السلام والمناهج الدراسية...
- نحو ثقافة بناء السلام
- من يجرؤ على انصاف الكرد
- من طقوس العيد
- مقال
- سقوط الدولة الوطنية
- الحرب النفسية
- عصر العبودية الجديدة
- الانتحار
- الكُردولوجيا : ( الجزء الأول )


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن خالد - محاربة التاريخ والثقافة