حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1608 - 2006 / 7 / 11 - 10:01
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أصبحت ظاهرة إنتشار المليشيات المسلحة في العراق بعد إنهيار الدكتاتورية في التاسع من نيسان عام 2003 ، کأنها بديلا عن الأجهزة الحكومية والأمنية ومؤسسات الشرطة والجيش ، بحيث أن هذه المليشيات تصول وتجول في كل محافظات ومدن العراق من دون حسيب ولا رقيب ، وکأن هذا الذي كان ينتظره الشعب العراقي بعد ليل الدكتاتورية المظلم .
حيث عرفت هذه المليشيات ، بأسماء الجيوش والفيالق والهيئات والمنظمات ، وأصبحت تفرض وجودها وقوانينها بقوة السلاح والتهديد وكل الأساليب الإرهابية من أجل تطبيق ممنوعاتها على بنات وأبناء العراق .
وأن قائمة الممنوعات هذه تزداد يوما بعد آخر ، وكان آخرها ممنوع شرب الماء المثلج ، حيث تم قتل بائع ثلج في بغداد بدعوى ( أن المسلمين في عهد الرسول (ص ) لم يستخدموا الثلج ) ، أية مهزلة هذه ؟ ، وفي أي زمان يعيشون هؤلاء بحيث حتى الماء المثلج أصبح من المحرمات ؟ .
ومن الممنوعات أيضا عدم تناول الآيس كريم ، وسماع الأغاني والموسيقى وحرق المحلات التي تبيع الأشرطة وقتل أصحابها لأنهم لم يلتزموا بتنفيذ تعليمات المليشيات المسلحة .
وكذلك يتم فرض إرتداء الحجاب على النساء بالقوة ، وعم إرتداء بنطلون الجينز والسروال القصير من قبل الرجال ، وعدم حلق الذقون أو حلاقة الشعر بالطريقة المتعارف عليها من قبل الحلاقين وهي تحديد الشعر وتصفيفه وغير ذلك ، وإلا سيتعرض الحلاق للقتل في مكان عمله لأنه قد تجاوز قائمة الممنوعات الصادرة من قبل مليشيات الموت والتخلف .
بعد كل هذا وغيره من الممنوعات والمحرمات المفروضة من قبل زمر مسلحة خارجة عن القانون ، الى متى تبقى الحكومة العراقية مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث لشعب العراق ، من مصائب وويلات ومصادرة حرياتهم الشخصية وحرمانهم من أبسط حقوقهم المشروعة ؟ .
هل يكتفي شعب العراق بالتصريحات الإعلامية والمؤتمرات الصحفية للمسؤولين العراقيين الذين يخرجون علينا كل يوم بتصريحاتهم المنددة بالمليشيات هذه وأفعالها الإجرامية ؟ ، ولكنهم لم يحاربوها بكل الطرق والأساليب الممكنة التي تقضي عليها نهائيا .
لأنه لا يمكن الحديث عن عراق ديمقراطي ، وسيادة دولة القانون والعدالة والمساواة في ظل حكم المليشيات المسلحة في العراق .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟