|
نشيد الأنشاد
هدى يونس
الحوار المتمدن-العدد: 6717 - 2020 / 10 / 28 - 11:10
المحور:
الادب والفن
أبتلع لعنة قلب الأسلاف. ما أتخيله أو أره أو أسمعه فى الصحو، يشكل أحداثًا وتنسج صورًا أخرى لا أرها إلا فى النوم.. أجاهد لإستعاتها لأصف وغالبا لايسع وصف .. شحنة ما أراه تحس كى أقوى على الطيران!! وأحلق. *** مع من يحيا بالعشق وبالأحلام، رؤاه تفوق التصور أو توقعه .. واهرب من التحاور الذى ألا حقه ولا أستطع.. حدثنى "كنت أحكى لصديقى الجالس جوار رفيقة لا أعرفها عما يجتاحنى من إحساس.. صحيح لم أنتظر أحد لينبه أن الطريق آمن أو أحذر، ولم أنتظر أمن ولا حذر. والصور تخرج بلا رقيب!! وأنا الصامت الدائم مع الجميع.. أحداث عارية كما جاءت للطبيعة توالت، ربما جذب الوصف السمع والدهشة.. لا أتوقف إلا لأسترد نفسى.. ولا أسمع غير صوته "كمل" .. أدب شعر تصوف سياسة دين، مخازى السينما. طاقتى المحدودة فى الكلام وأكبر فى الصمت إنقلب حالها!!. المهم كنت بعيد نهائىً عن الملل اللى إعتدته، والجدية المعذبة والخانقة .. فى صمت التى لا أعرف صوتها إكتملت!! ولا تندهشى هذا حدث !! ربما كنت أحاول صرفها عن تفكيرى وتركيزى، ولا أعرف سببه !! قلت لنفسى" أنا دايما أبادر بتدمير علاقاتى، وفى انتظار رسائل مجهول أنتظره، ربما من بين طيات الأحتجاب نصل اللى اللامنتهى". وعند هنا والخرس صابنى.. عقلى يراجع الصور والكلام والمواقف التى بحت ولم ابح بها .. هل كنت أنتظر رد منها؟ هل رؤيتها وصمتها أسرنى؟ .. وصمتُ وأنهيت جلسة كنت سلطانها.. *** خرجنا واحتوتنا سيارة لاند روفر، ركبت برشاقة جوار صديقى، وكنت ورائها . مرت فترات صمت.. قطعها صديقى بأحداث لم تثر الخيال مثل ماحكيت، أحسست بروعة ما حكيت.. وخيالى يستعيد ملامحها، مدت يدها اليمنى فى الظلام، خلف كرسيها وأعطتنى ورقة، المدهش إنتباهى وأنا الغافل دوما، صخب الورقة جعلنى غارق لا أسمع غير صخبها وأشعل رأسى.. والظلام يزيد تخيلي المربك والمثير.. أوقفت تداعى خيالى وجنونه ونزلت.. تنفست شهيقا طويلا وأخرجت زفيراأكثر، وتوالى حتى قل توترى وإختفت العربة.. فتحت الموبايل وقرأت، ولأنى راقص محترف رقصت وتوفقت، أتجنب ألسنة السوء ونعتى بالمختل فى الشارع .. *** لاأدرى كيف وصلت بتلك السرعة دون سؤال!! لو لم يكن للكلاب وجودًا عند البوابة لوصلت أمامها.. توقف النباح ودخلت.. لم أندهش لرؤية المكان وكأنى رأيته من قبل.. جلست فى ركن على طرف كنبة.. صامتين، وخيالى يتواصل فى عالم علوى وأحلق.. ثم أعود مطأطأ الرأس تختلس عيونى وتتجول وتهبط في المسافة بيننا ، أنزع النظرة وأعود ..قامت وسحبت يدى، وتركت الدور الأرضى وعربدة أوهام أتخيلها حقائق.. أنتظر حرفًا منها يأمر وظلامى إشراق يطالعها، أغرق وأحاول أطفو، أستنجد بيدها وأضغط .. سحبتها برفق.. أدارت إبرة مؤشر جرامافون، موسيقى أفريقية وإيقاع متهور تماما كداخلى الذى لا أعلنه، تبعه موسيقى الغجر واندمجت أرقبها ولم يطل، واشتركنا فى رقصة حوشية، تفتقد اليقين لكل شيئ!!.. ودخلت الموسيقى مناطق أخرى، وإختلف الخطو، ولا يتوقف، نتصبب عرقا رغم التكيف.. *** إنتهت الموسيقى وجلسنا بلا فراغ بيننا، صوت أنفاسى وأنفاسها يلهث، وجاءنى الصوت لأول مرة أسمعه يحكى عن علاقة زواج دبلوماسى" بهرنى سلوك مرتب وشيك، بعد فترة أحسست إجهاد وضيق كشف عن إرهاق نفس لا تمُنح البوح.. كل شيئ مصنوع ومدبر، يناقض عفويتى، نجحت فى تنفيذ كثير مما يطلب، وأحيانًا أفشل، بعد كل فشل تكرر وتباعد، أقرر نجاحى وأفشل.. وجاء قرارى وتحملت ما اخترت.. *** عادت الموسيقى ناعمة وتوالى تصاعدها مع أحداث وأزمان وشخصيات وخيانات، وسياسة لاتعلن تفاصيلها كاملة ، جميعها مغلفة بشياكة، وسلوك مهذب ومحدد .. *** تتلاقى أرواح وأسمع صوت القلب ويفرض الشروط‘ وتعمق الموسيقى الحالة، وحين إقترب اكتمال الوصف لم يدرى من منهما صاحب الحدث ومن المستمع !!.. *** تعددت الأزمنة والأماكن والأشخاص وتهت، هذا التأرجح هل هو فقد اتزان، ام إختلال حكي الوعى بحكى تفاصيل لا يصح قولها بلا حياء.. تتداخل الأحداث ولم يسأل أحدنا من منا صاحب الحدث !!.. سُكر دون مخدر؟ ام عشق جائرلا يعترف إلا بكيان واحد!!.. أسبح بين سماء وسماء وتسبح.. طاقة تؤكد وجود الله، توالدت جزئيات من اضاءة أباجورة فى الركن، أم كنت الدرويش حين تجلى الله وأتقبل الوحي!!.. هل طاقة التناقض بها سر كونى قادر ليوحد !!.. بين سماء أراها وأرض لا أراها أسمو، أعلو، بين سماء وسماء أتوحد أكثر.. لم يسع الإحساس عمق لحظة التوحد بكون الاكوان.. تندرنا بعده من إختفاء بعبع هلاوس التقارب.. توقف مستوى التساؤال وإختفى.. إلا سؤال : هل حقًا تعرفنا دون موعد من ساعات ؟!!.. وهنا فك قيد سماعى وحاولت الصهيل لأقول شيئا، أوأكمل.. أيقنت أنى الآن فى منطقة الصمت الأعظم .
#هدى_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صعوداً وهبوطاً
-
جــــــــولات ليلّ
-
حفيد كلب الزعيم
-
اقتات صعودى
-
العيد
-
يمضغ مالم يعلن
-
لهــــــــــاث الأبـــد
-
البحر يهــــاب موجه
-
أثير الصعود
-
نقش لمجهول!!
-
طريق زوجة زوجي
-
جمر الرماد
-
أسانيد التأويل
-
بقعة حمراء
-
وحشة عاصفة
-
لا يدهمك الغيم
-
يرفل فى الدجى
-
دكه خشبية متآكلة وسط عشبٍ جاف
-
سطوع الخفوت
-
حجاب شوق
المزيد.....
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|