|
بغداد تحت السيطرة الآن !
طارق الحارس
الحوار المتمدن-العدد: 1608 - 2006 / 7 / 11 - 08:53
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
قال صدام حسين حينما كان رئيسا للعراق : لم يتبق الا الأيام العشرة الأخيرة على نهاية الحصار الاقتصادي المفروض على العراق . لم ينته الحصار الاقتصادي على العراق الا بعد أن سقط صدام ونظامه . الشعب العراقي كان يعرف هذه الحقيقة ، أي حقيقة أن الحصار لن ينتهي الا بنهاية النظام الحاكم . كان الشعب بالرغم من جوعه وألمه وعوزه يضحك من رئيس الدولة ، بل وأن حكايته عن الأيام العشرة الأخيرة أصبحت مثار سخرية واستهزاء ويعتقد أن الرئيس يقصد أيامه العشرة الأخيرة . كان الشعب يسخر ويستهزأ بالسر ، إذ أن الذي يتجرأ على السخرية يكون مصيره الاعدام لا محال . نسوق هذه الحكاية في زمننا الجديد ، في عراقنا الجديد الذي رفعنا فيها شعار عدم الخوف من الموت ، ليس لأن النظام الذي كان يكمم أفواهنا قد انتهى ، وليس لأننا من الأبطال ، لكن لأن الموت أصبح ظاهرة طبيعية في بلدنا حالها من حال الوجبات الغذائية الثلاث ، أو تنفس الهواء أو شرب الماء أو ممارسة لعبة كرة القدم . نسوق هذه الحكاية لأننا مللنا من السخرية والضحك على آلامنا فالوجع الجديد لا يحتمل أية سخرية . لم نعد نحتمل الخطابات الرنانة فقد أكلت وشربت معنا سنوات طويلة . لم نعد نحتمل أن يخرج علينا رئيس الوزراء أو وزير الداخلية أو وزير الدفاع أو أي مسؤول ليقول لنا( بغداد تحت السيطرة الآن ) في حين أننا نرى ونسمع أن بغدادنا تحترق فكل يوم عشرات الجرائم البشعة من خلال سيارات مفخخة ، وعبوات ناسفة ، وانتحاري عفن يفجر نفسه وسط سوق شعبي ، أو مدرسة ، أو مسجد . لقد أصبح واضحا يا حكومة العراق أن بغداد ، التي يحكم طرفا منها مقتدى الصدر والطرف الآخر يحكمه حارث الضاري تحترق من خلال المجموعات الارهابية المسلحة التابعة لهذين الشخصين ، ليست آمنة وليست تحت سيطرتكم ، إذ أنها تحت سيطرتهما . لا يحتاج الأمر الى أدلة فالأدلة عديدة ومتوافرة بشكل يومي ، بل وفي اليوم الواحد هناك أكثر من دليل فانتحاري عفن يفجر نفسه في سوق شعبي في مدينة الثورة يقابله قتل مجموعة من أهالي مدينة الشعب أو الأعظمية ، وخطف نائبة من جبهة التوافق يقابله محاولة خطف نائبة من التيار الصدري ولن نتحدث عن المجزرة التي حصلت في حي الجهاد مؤخرا وراح ضحيتها نحو خمسين شخصا ، تلك المجزرة التي حصلت بعد ساعات من تفجير سيارة مفخخة في حسينية في المنطقة نفسها راح ضحيتها عدد من المصلين . بعد المجزرة قامت مجموعة مسلحة تابعة لجيش المهدي بتطويق مدينة الشعلة وطلبت من أهالي المدينة عدم مغادرة بيوتهم تحسبا من هجمة محتملة على المدينة القريبة من حي الجهاد . مقتدى برعاعه وجهلته وسراقه وبعثيين صغار وأعداد غفيرة من مفوضي قوات أمن وشرطة النظام السابق ، بجيشه ( جيش المهدي ) يعيث ببغداد فسادا وتخريبا وتدميرا وحارث الضاري بحقده الدفين وبالبعثيين الكبار وضباط مخابرات وأمن النظام الساقط ، فضلا عن المرتزقة العرب يذبح أهالي بغداد على الطريقة الاسلامية وغير الاسلامية . زرت بغداد بعد عام على سقوط النظام . كان الوضع الأمني في بغداد سيئا ، لكنني حينها سمعت وقرأت تصريحات حكومية عديدة تؤكد على أن بغداد تحت السيطرة . عدت الى حيث أقيم لأقرأ وأسمع التصريحات نفسها التي تؤكد على أن الوضع تحت السيطرة ، لكنني كلما اتصلت بأهلي أو أصدقائي في بغداد يقولون أننا نترحم على الأيام التي كنت فيها هنا ، في بغداد فلقد كان الوضع أفضل بكثير من هذه الأيام . بغداد لن تكون تحت سيطرتكم الا بالقاء القبض على حارث الضاري ومقتدى الصدر ، أما بغير ذلك فنرجو أن لا تخرجوا علينا لتقولوا أن بغداد تحت السيطرة الآن فقد مللنا من السخرية والضحك على حالنا وحال بغدادنا . هل تسخرون منا يا سادة ، يا كرام مثلما كان يسخر منا الرئيس السابق ؟ . لا نتمنى ذلك لأننا نثق بكم وبالعهد الجديد ولا نريد أن نضعكم في الخانة نفسها التي كنا نضع فيها النظام السابق .
#طارق_الحارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجزرة جديدة في مدينة الصدر: ما الجديد
-
الحوار والمصالحة مع مَن ؟
-
أتحداكم جميعا
-
برقيات سريعة بمناسبة مقتل الزرقاوي
-
الا الارهاب .. كل شيء يسر بعراقنا
-
انسحاب القوات المتعددة الجنسيات
-
المدعي العام لم يكن هناك
-
شغب في الملاعب العراقية
-
أهل الرمادي : اطلقوا سراح منتخب التايكواندو
-
تشكيلة الحكومة : محاصصة أم واقع حال سياسي
-
الرياضة في السفارة
-
رياضة - نكهة عراقية في قبرص
-
مهزلة جديدة لمقتدى : تحريم كرة القدم
-
في كل الأحوال : أنها ديمقراطية
-
رسالة الى أنصار ( المقاومة ) .. لعلهم يفقهون !!
-
تصريحات مبارك دعوة لقتل الشيعة
-
لم الاستغراب من تصريحات مبارك !
-
الحل : الائتلاف يختار رئيسا للوزراء من خارجه
-
محاولة لاغتيال الرياضة العراقية
-
الحرب التي انتظرناها لم تنته بعد
المزيد.....
-
بضمادة على أذنه.. شاهد أول ظهور لترامب بعد محاولة اغتياله وس
...
-
بلينكن يعرب لمسؤولين إسرائيليين عن -قلق بلاده العميق- بعد غا
...
-
الجيش الأمريكي: الحوثيون هاجموا سفينة تملكها إسرائيل في البح
...
-
نتنياهو أمر الجيش بعدم تسجيل مناقشات جرت -تحت الأرض- في الأي
...
-
فرنسا دخلت في مأزق سياسي
-
القوات الجوية الأمريكية ستحصل على مقاتلات -خام-
-
7 أطعمة غنية بالألياف تعزز فقدان الوزن
-
مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.. كيف ينظر إلى الحرب بغزة؟
-
ناسا تنشر صورة لجسم فضائي غير عادي
-
الدفاع الروسية: إسقاط 13 مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة في عدة
...
المزيد.....
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
-
عالم داعش خفايا واسرار
/ ياسر جاسم قاسم
المزيد.....
|