|
لماذا يكرهوننا
عمر عبد العزيز زهيري
كاتب و باحث و شاعر
(Omar Abdelaziz Zoheiry)
الحوار المتمدن-العدد: 6716 - 2020 / 10 / 27 - 16:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا يكرهوننا؟؟ اطلقت هذه الصرخه في الاوساط الغربيه بعد عمليات الحادي عشر من سبتمبر و احسبها جزء من ثقافة التوك شو حيث لا يخفي علي احد ان امريكا وبقية دول المنطقه هي سبب نقمة هذه المنطقه بزرعها للكيان الصهيوني المغتصب ومساندته ودعمه في ممارساته التي هي ضد كل الاعراف والمواثيق الدوليه بل وتدليله بموجب قوانين معاداة الساميه التي تجعله فوق النقد.هذا بخلاف استعمار الدول الغربيه لبلاد المنطقه التي ما زالت تتخذ اشكالا مختلفه وإن رحل الاحتلال المكاني الا انه استمر في نهب الثروات وافقار الشعوب وإذلالها واعاقة تنميتها ومساندة نظم عميله وديكتاتوريه الامر الذي صار الغرب معه في نظر الكثيرين عائق امام اي تطور سياسي أو اقتصادي سواء كان بمواجهه مباشره كما حدث في العراق او من خلال انظمته التي لا تتحرك الا باشارة رضا من جانبه ولا تملك قرارها ولا قرار فيه مصلحة شعوبها إن تعارض مع منظومة المصالح الغربيه. هذه الصرخه آمل أن نطلقها نحن الآن كشعوب مسلمه كوننا نحتاجها عن حق فنحن في أزمه ومفترق طرق ونجاتنا في تقييم تجربتنا دون تحيز او تعصب. هناك فكره مستقره في الذهنيه الاسلاميه بأنه هناك مؤامره علي الدين. وأتحدي أي حد عاقل يقول سبب منطقي لهذا التآمر الذي ربما ترسخ في العقل المسلم منذ غزوة بدر ونظرا لمعاداته للحداثه وعشقه للتراث فقد استمر هذا الشعور بالمظلوميه وبأن الكون يريد ان يفتنه عن دينه كي تشيع الفاحشه ويتفشي الشذوذ وغيره من الكلام الذي اقل ما يوصف به أنه كلام فارغ.ولكن من هنا نستطيع ان نخلص الي كارثة كبري وهي جزء من الاجابه علي السؤال أعلاه. المسلم قد عين نفسه حامي للأخلاق والفضيله " طبقا لرؤيته الايمانيه" وبالتالي فإن من يختلف معه فهو بالضروره حاقد كاره لدينه الحنيف ولم يفكر للحظه كونه ينتهك خصوصيات الآخر " حيث ان الادبيات الاسلاميه لا تعترف اصلا بوجود الآخر فما بالك بمشاعره". نحن نتعامل مع الكون أنه ملك لنا أينما وطأت أقدامنا . قمة التعدي علي الآخر واقصائه والاستهانه به. انكار الآخر وثقافة الآخر هو لب الاشكاليه. وبناء علي ذلك وطالما أننا نملك مفاتيح الدنيا والآخره فالمسلم محسود. الكره الأرضيه تتمني زوال نعمة الاسلام عنه. نفسهم يبقوا مسلمين " مش عارف ايه اللي مانعهم". عايزين يبعدونا عن دينا !!!!! وغيرها من الاكلشيهات التي اسقطناها علي الآخر ودون ان ندري تسببنا بعلاقه تبادليه من الكراهيه. انت مكروه لأنك تكره البشريه بأكملها. لأنك دون أن تدري "وذلك لأنه من لب عقيدتك"تقوم بتصنيف كل من تقابل او حتي تراه علي اساس ديني..أما مسلم او كافر!! لا تعترف بأي عقيده أخري ولا بحق الآخر في الوجود من الاساس..نحن لم نبرح العقليه المسلمه التآمريه في غزوة بدر وقمنا بدورنا ربما دون أن ندري بنقل مشاعر الكراهيه هذه للآخر.بالتأكيد لتصرفاتنا وسلوكياتنا العامل الاساس وكلها تنبع من فكره داخليه اننا مستهدفين كمسلمين!!!!! اننا علي حق والاخر علي باطل..جنود الله وجنود الشيطان. ثقافة الارتياب والتنميط والتحزب هي ثقافه أصيله لدينا. بلاد الكفر وبلاد النصاري هي بلاد الله نتطلع لامتلاكها. نحن ثقافه متعديه لا تعترف بحق الآخر في الوجود ومهما أنكرنا معتدلينا قبل متطرفينا فبذرة الكراهيه هذه مزروعه بداخلنا. أتحدي مسلم واحد ان لا يكون في قرارة نفسه يحمل ما ذكرت من المشاعر.لا يتطلع الي اسلام الآخرين وانضمامهم الي "المسلمين". أتحدي مسلم واحد لا يتمني اوروبا مسلمه او ان تسلم ملكة انجلترا. ان الآخر هاجس لدينا وبالتالي صرنا هاجس لديه.ادبيات الاسلام في بداياته لم تعد صالحه لعصر الانترنت وانعدام المسافات بين البشر.عصر الثقافات المتعدده والمتلاصقه. اسلام شخص في فجر الاسلام كان اضافه بشريه لجيش مقاتل. في عصر العلم نحن نريد اضافة عقل للمجتمع الانساني. العلم للانسانيه بينما معتقدك فلنفسك فقط. أعلم ان التعميم مخل ولكن انا اتحدث عن اساسيات الثقافه الاسلاميه والعقل المسلم. نحن نريد عالم علي هوانا وعندما نتصالح مع العالم كما هو ونقبله كما هو ونعترف أن الحياه متعدده والثقافات متعدده والحياه تحتملنا جميعا ونستطيع ان نعيش معا كل طبقا لثقافته عندها فقط سيقبلنا العالم .كيف يتأتي هذا ؟! الاساس يبدأ من التعليم ولهذا مقال آخر. العلمانيه هي الحل.
#عمر_عبد_العزيز_زهيري (هاشتاغ)
Omar_Abdelaziz_Zoheiry#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ناقص لون
-
حب موت
-
حب تشوف
-
الاختيار ما بين المسلسل والواقع
-
الاشتراكيه والعدل المنشود
-
كل الحاجات
-
احتكار الخالق واحتكار الفيروس
المزيد.....
-
رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في
...
-
ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة
...
-
هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
-
الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم
...
-
هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
-
السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
-
10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا
...
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|