عبد الرافع كمال
الحوار المتمدن-العدد: 6715 - 2020 / 10 / 26 - 12:44
المحور:
الادب والفن
مائة عام من العزلة رواية كتبها الاديب الكولومبي " جابريال غارسيا ماركيز " و هي من روائع الادب اللاتيني و الاسباني ، كما كانت هذه الرواية اهم الاسباب التي قادت كاتبها الي حصد جائزة "نوبل " في الفنون و الاداب .
تدور احداث الرواية حول اسرة " بوينديا " التي تسكن قرية " ماكوندو "بعد ان تؤسس تلك القرية لتستمر الاحداث التي تعصف علي العائلة و سلالتها التي تتمدد جيلا بعد جيل علي مدار مئة عام من العزلة حتي تنقرض تلك السلالة نهائيا
ابرز مميزات الرواية تتميز في الاتي :
.
* ان الكاتب ابدي براعة فائقة في سرد الاحداث و تسلسلها علي مدار مائة عام مما يعد امرا معجزا يتطلب مقدرات عقلية عالية و مجهودات عقلية جبارة .
.
* استطاع الكاتب ببراعته الفائقة ان يثبت خلال الرواية حقيقة ان الزمن لا يسير في خط مستقيم ، و انما في مسار لولبي ، يعيد للازهان زكريات مضت ، و يخلد اسماء و شخصيات مؤثرة ،
فالرواية هي بمثابة تتبع لمسار الزمان و تصوير لتاثيراته .
.
* القاسم المشترك الذي جمع افراد الرواية و جميع السلالات التي انحدرت من العائلة ، من الابناء و ابناء الابناء ، هي صفة الغواية و معاشرة الساقطات حيث كانت جميع سلالات القرية تتميز بالعهر و الفسق و انهم ثمرات لمعاشرات جنسية غير شرعية مع ساقطات القرية .و قد استمرت هذه السمة ملازمة لجميع سلالات القرية حتي كانت السبب في هبوب الاعصار المدمر الذي دمر القرية و محا سلالتها من الوجود .
.
* تشابك الاسماء و تشابهها و تسلسل افراد الرواية ب اعمار منطقية التقدير و تسلسل العلاقات الاجتماعية و نشوب الحروب و الكوارث اضفي علي الرواية نكهة من الواقعية و المعقولية و اظهر حجم المقدرات الذهنية العالية للكاتب .
.
* مزج الكاتب في الرواية ما بين الواقعية و الخيال حيث اقحم علي الرواية وقائع خيالية كالامطار التي دامت لمدة خمس سنين و الرياح العاتية التي عصفت بالقرية و اهلكتها و البساط الطائر الذي حمل " ريميديوس " الجميلة و زيل الخنزير الذي ظهر علي اخر سلالات العائلة و الذي كان ثمرة زنا "بابلونيا " مع اخته .
.
* انتبه الكاتب الي ان عامل الزمن يحدث تغييرات جمة في الواقع حيث تغيرت معالم تلك القرية الصغيرة " ماكوندو " حتي اضحت اشبه بالمدينة و كثرت مؤسساتها و توسعت و اذداد حجمها هو امر يجهله الكثير من الكتاب و هو تاثير عامل الزمن في الواقع .
.
* رواية " مائة عام من العزلة " او " مائة عام من العهر " احد اهم المؤلفات الادبية ، حيث برع الكاتب في اختراع اسرة من خيالة ليسرد بدقة كل ما مر بها من احداث و يبرع اكثر في وصف فسقها و دعرها علي مدار مائة عام من الزمان ، و ليضع لها نهاية حاسمة يزيل بها زكراها من الازهان ب محوها من الوجود ب اعصار مدمر و يزيل ذكراها من الاذهان نهائيا .
#عبد_الرافع_كمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟