أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - (أنكالُ صاحبي الحَمَّال مابين بَشرَلَونَة وخَصِيمِها الرِّيال)!














المزيد.....

(أنكالُ صاحبي الحَمَّال مابين بَشرَلَونَة وخَصِيمِها الرِّيال)!


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 6714 - 2020 / 10 / 25 - 04:51
المحور: الادب والفن
    


هذهِ حكايةٌ بِتَلَطُّفٍ من واقعِ الحالِ, وماهذهِ بحِياكةٍ بِتَطَفُّلٍ من وَبَرِ الخَيال,
فقد رَنَّ جَرَسَ البَابِ عَصراً خَليلي(الحاجُّ شِلَاشُ الحَمَّال), حَاجٌ مُزَيَّفٌ هُوَ, فَما إعتَمَرَ, وَماسَكَبَ نَدَمَهُ في أَفيَاءِ"عَرَفَات"وَعَفوِها والأحتِفالِ,
ومَا رَكَبَ قَدَمَهُ سُبُل "مُزدَلِفَةَ" و"مِنىً" في حِلِّ وتِرحالٍ, لكنَّهُ والحقُّ أولى أن يُقال: إنّهُ خِلُّ جميلُ الطَّلةِ جَزيلُ الخّلةِ جَليلُ الخِلالِ, لذلكَ نُناديهِ بالحَاجِّ شِلَاش الحَمّال.
قَعَدّتُ وشِلاشَ على عشبةِ الدّارِ ما بينَ أفنانٍ وأدغَال, نَستَحلِبُ ما بينَ أيدِينا من قَهوةٍ مُرَّةٍ في فِنجانٍ, وما في كُؤوسِنا من بُرتقال, ونَستَجلِبُ ماخلفَنا من قنوةٍ [:كسبٍ] دُرَّةٍ في دِجَانٍ [:مُقام], ومافي رُؤوسِنا من أطلال, كانَ شِلاشُ لَشْلَشاً [:مُضطَرِباً] مَحمولاً على عَبَرَاتٍ ثِقال, فأنطَلَقَ بِعَبَرَاتِهِ مُتَأَوِّهَاً مَا إن تَقَرفَصَ على العُشبِ فَقَال:
- أضنَانِي هَوَسُ أبنائِي بِبَشرَلَونَةَ وخَصِيمِها الرِّيال! كأنّهُ مَسُّ خَسِيسٌ لَبَسَهُم أو هوَ هَسُّ من خَبَال؟ [هَسَّ الْمَجْنُونُ:حَدَّثَ نَفْسَهُ], فَتَراهُم عاكفينَ في (الأندَلُس) في غُدوِّهُمُ والآصال, فلاهُدىً لِعِلمٍ معهمُ يَنفعُ! ولانَدىً لِفَهمٍ يدفعُ! ولاصَدىً لِسَهمٍ معهمُ يرفعُ! ولاعِدىً ولادَلال. فترى فَريقاً منهمُ مُتَصَوِّفاً في مَعبدِ البَرغوثِ "مِيسي" وفَريقاً مُتَطَوِّفاً حولَ "زينِ الدّينِ" حَسنِ الخِصال. وها قد أتيتُكَ ياصَاحبي بِغُصَّتي والأنكالِ, أَلَا فَدَيتُكَ يا يَاذا رأيٍ أن تدليَ بدلوكَ في هذا الإشكال, وياذا قلمٍ أرى طَيْفَهُ مُتَنَسِّكاً حيناً بينَ أنجُمٍ وهِلال, هَائِماً فيها لِرَفيعِ ما فيها من خَيَال, وحيناً أرى كَيْفَهُ مُتَحَرِّكاً بينَ أوديةِ وتِلال, حَائماً فيها لبَديعِ ما فيها من جَمال. وتارةً أراه مُتَبرِّكاً في مَرَجٍ الخَالاتِ وتارةً مُتَهَتِّكاً في حَرَجٍ الاخوال, ومرةً مُتَفَذلِكاً في هَرَجٍ الصَّالاتِ ومُشتَبِكاً مرةً في فَرَجٍ الاحوال. أَلَا فَإفتِني في جائِحَتي بِأيِّ صُواعٍ أكيلُ لهم وبأيٍّ منها عليهمُ أكتال؟ وإهدِني الى سَوَاءِ سَبيلٍ معهمُ لِنَبرَأ من رَذيلِ هذه الحال, ولِنَدرَأَ عنّا سَوْءَ مُنقَلَبٍ وذَليلَ خِتامٍ ومَآل)؟
مؤلِمةٌ هي خَلَجاتٌ صاحبي الحمَّال, وكانَ لِزاماً أن أجتَثَّ ما في صدرهِ من هَمٍّ صالَ وجالَ, وبغليظِ قولٍ على جبينهِ يُقذَفُ ويَنهال, لئلا يغتمَّ على مافيهِ من غَمِّ من رزقٍ ومايزال:
-دَعكَ من قَلمي ومايَكتبُ أيُّها المُوَسوِسُ الحَمّال, ودَعكَ مِنهمُ وإيّاكَ أن تَقَرَبَهمُ أيُّها المُوَهوِسُ الطّبال! لعلَّ لهيبَ الشّمسِ قد بَدَّدَ بَصائِرَكَ وطَوى فيها الاوصال؟ وهاهو قد مَدَّدَ صِيوانَ مَسمعِكَ حتى عادَ كصيوانِ فحلٍ من الأفيال!
ما أنا بلاعبِ كُرةٍ ولا أهوَاها وما كنتُ فيها يوماً من الأبطال, ولكن دَعهُمُ وإيّاكَ أن تَأِزَّ في آذانِهمُ من حَماقةٍ ولغوٍ بإرتِجال, دَعهمُ ! ولا تَتَنَزَّلْ بساحتِهم أيُّها المُتَكلِّسُ الحَمّال!
أوَلعلّكَ كنتَ تَرجُو أن يَتَهَجَّدُوا مثلي ومثلكَ في بُطونِ سياسةٍ آسنةٍ وأدغال؟ أم كنتَ تَحنُو أن يَتَمَجَّدُوا بجُفونِ عمائمَ صِنَّة [نتنةُ الرائحة] وأوحال؟ أم تَراكَ تَرنُو أن يَتَنَجَّدُوا بعُيونِ منصاتِ(نتٍ)سَحِيقَةٍ عَفِنةٍ وإبتذال؟ هنيئاً لهم بِما يَتَفَيَأونَهُ في فضاءٍ نقيٍّ من ظلال, ويا لبَراءة أشبالٍ يَتَسامَرونَ في ظِلٍ نديٍّ حَلال! لا غِلَّ فيه, لا غَولَ, لا حالِكَ سوادٍ ولا إعلال. ما لِعَينيكَ تدورُ كَمغشيٍّ عليهِ؟! ثم تَعَال:
أما تَرى أنَّكَ نافستَ حَميرَاً وخيلَاً وبِغالَ, ونحنُ ماأقِمنا عليكَ دعوىً في مَجمَعٍ أو في إحتفال, بل ما هَمَمنا بشكوىً في مَرجَعٍ أو إتصال؟ وما سألناكَ من مهنةٍ غيرِها وما سألناكَ من إعتزال؟
ضَحِكَ حَبيبيَ الحَمّالُ فَهَمَستُ لهُ بإستِرسال:
أوصِهُمُ يا شلاشَ - على هَوْنٍ - أن يَتَدَبَّرُوا في لحظاتِ إستراحةٍ لهُمُ كيفَ هوَ طَيْفُ الزّمانِ ومَا آواهُ من كَمَال! فليَتَفَكَّرُوا ولو لِدقائِقَ في مَجَرَّاتٍ جسيمةٍ فيهِ تَسبحُ, وأنجُمٍ كثيرةٍ فيهِ تُكبَحٌ, وأفلاكٍ في دائرةِ القدرِ تُجمَحُ بإجلال, وليَتأَمّلوا في رَقائقَ كَيْفِ المكانَ وما حَواهُ من صحارى وجِبال, فيَتَحَبَّرُوا بِفَرَاشاتٍ وسيمةٍ فيهِ تَسرَحُ, وأنعُمٍ غزيرةٍ فيهِ تُمنَحُ, وأملاكٍ في خَائرةِ المَدَرِ تُكسَحُ بِإذلال.
أنبِأهُمُ يا حمَّال -بِرِفقٍ ولينٍ- أن يَذَّكَّروا بحضورِ قلبً وبِتَبَتُّلٍ وإبتِهال, مَلِكَ طَيْفِ الزّمانِ ومَالِكَ كَيْفِ المكانِ الكبيرَ المُتعالَ, ذا الجبروتِ والملكوتِ والعزَّةِ والجَلال.
النّاسُ ياشَلَشٌ مُغرَمةٌ بليلها وليلاها وغرامُكَ الأكياسُ والأثقال!
ها أنا ذا قد أنهَيتُ صِراعَكَ ياذا كَتِفٍ مُتَكَلِّسٍ جَوَّال, ولا تكن من بعد ذلكَ خصيماً لشَبرَلَونَة وضِدِّها المَيَّال . ماليَ أراكَ قد غَصَصتَ بجرعةِ عصيرِ البُرتقال؟ رَغمَ أنّكَ قَصَفتَ من قبلُ كُلَّ مافي كُؤوسِنا والدِلال! لعلَّ كلماتي عليكَ كانت مُثْقَلَةً بِأحمالٍ وأهوَال؟ ولكن لاضَرَرَ, فإنّي أُفاوِضُ في أثقالِها هاهنا السيِّدَ شِلاشَ الحَمّال.



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- [ القتل االصامت ]
- -$- هارونُ الرّشيد في خطابِ مُتَلفَز -$-
- ( أيُّنا المُستَبِدّ )؟
- * غَبَشُ الغُرُورِ وَ جَهلُه *
- * يُسمعني جرذي حينَ يقاطعني *
- *مَضَارِبُ الصَمتِ *
- *ضيفي اللزِج*
- ( أنينُ الجِسرِ : وفراكُهُم بَجَّانِي )!
- همسةٌ بقلم -الفيلسوف- عنترة بن شداد
- تأملات في أمواجِ فنجانِ قهوةٍ عربيٍّ
- ( سَأُحاجِجُكِ عِندَ ذي العَرشِ أُمَّاهُ )
- *لا قُبحَ في الوُجُودِ*
- * خَرِيفُ العُمرِ*
- * رِحالُ الكَلِماتِ!!!*
- *نَواميسُ الصُدفَةِ*
- والله إنَّ هؤلاءِ لرجالُ مخابراتٍ
- إي وَرَبِّي : إِنَّ الأَرضَ بِتِتكَلِّم عَرَبيّ
- -لحظةَ أنْ سَبَّحَ البُلبلُ وسَبَحَ في صحنِ الوَطن-:
- (أيُّ الفَريقينِ لهُ حقٌّ أن بِضِحكاتِهِ يَزأر)؟


المزيد.....




- جمعة اللامي يرحل بعد مسيرة حافلة بالأدب ومشاكسة الحياة
- رجل نوبل المسكون بهوس -الآلة العالِمة-: هل نحن مستعدون لذكاء ...
- لماذا لا يُحتفل بعيد الفصح إلا يوم الأحد؟
- -ألكسو-تكرم رموز الثقافة العربية لسنة 2025على هامش معرض الرب ...
- مترجمة ميلوني تعتذر عن -موقف محرج- داخل البيت الأبيض
- مازال الفيلم في نجاح مستمر .. إيرادات صادمة لفيلم سامح حسين ...
- نورا.. فنانة توثق المحن وتلهم الأمل والصمود للفلسطينيين
- فيليبي فرانسيسكو.. برازيلي سحرته اللغة العربية فأصبح أستاذا ...
- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي الجنابي - (أنكالُ صاحبي الحَمَّال مابين بَشرَلَونَة وخَصِيمِها الرِّيال)!