رحلة سفر بين الوجوه

نعمى شريف
دكتورة مهندسة مدنية باحثة وكاتبة
(Noama Shareef)

الحوار المتمدن-العدد: 6713 - 2020 / 10 / 24 - 08:18
المحور: الادب والفن
    

اعتدت كل عطلة نهاية الاسبوع
أن اسافر بإجازة قصيرة بعيدة المدى
أسافر برحلة لا يقصدها الكثيرون
هي رحلة السفر بين الوجوه...
انها عالم واسع بكل تفاصيله..
يشدني في كل مكان جديد اسافر له
مايهمني في بلد جديد هو اكتشاف الوجوه بالدرجة الاولى
وليس المتاحف والتماثيل والسفونيرات ...
ابدا رحلتي الاسبوعية باختيار مكاني المحبب في المقهى
ذات الموقع الاستراتيجي
اراقب من زاوية المقهى ذات الواجهه الزجاجية
في مركز المدينة التجاري
وجوه كل المارة من امامي
تفصلني عنهم واجهة زجاجية...
احتسي قهوتي ببطئ
وابدأ رحلتي في تامل الوجوه
ويمرمن امامي شريط من الوجوه
وجوه فتية نضرة ولكنها مهمومه
وجوه متهجمة مرهقة
وجوه سمراء
وجوه بيضاء الى حنطية
وجوه رسم عليها الدهر خرائطة بكل تفاصيلها
وجوه حفرت عليها سنين العمل اثارها الشاقة
وجه حاد الملامح لرجل ستيني كانه خاض الحرب العالمية الثانية
وجوه اطفال فرحين بما قد اشتروه من هدايا يظنون
انهم ملكوا الكون بأكمله
وجوه مطمئنة كان الله انزل سكينته في القلوب
وجوه قلقه تجري بسرعة كانها دائما لا تلحق القطار
ووجوه شابة تسير في مجموعة تتسامر وتاكل الفطائر
وتملئ المكان بالضحكات والفرح والصخب
رضيع يبكي ولا احد يابه لبكائة كانه لايريد ان يكمل المشوار
وجهان لشاب وفتاه يشع بالتفاؤل والحياه
وجهه لاربعينية تنهمر منها الدموع دون ان يدري بها أحد
تلتفت حولك لترى خطوط الزمن وهيبته على الوجوه فتخشع لجبروته
وفي كل وجه ومع مرور كل مشهد من امامك تنسج قصتة في خيالك
باكثر من سيناريو وتضع ابطالا للقصه بكل احداثها
لياخذك تارة الى لحظات سعيدة وتاره لحزن دفين لا تعرف له سببا
واخرى لرحلة السنون بحلوها ومرها
وتخرج من واقعك باجازه حقيقيه مع تامل الوجوه لتجد نفسك
كانك اخذت الطائرة وتجولت بين البلدان...
الوجه مراة القلب ويبدو انه مراة الروح

كم تعاملنا مع اناس لا نركز في وجوههم
ولا ندري ماتقول..
هي رحلة سفر بدون وثائق
ولكن ان اجمل الوجوه هي من ترسم ابتسامة على جبينها
يشع منها السحر والجمال
هي رحلة سفر بدون جواز سفر وبدون وثايق
,, نسافر بـعيوننا بين الوجوه ...نبحث من خلالها في القلوب عن لحظات عن حياة.
.. تتقابل الارواح خفية ثم تعود ادراجها لسيرتها الاولى
ولا نكتفي بل نبقى في سفر دائم كأننا في رحلة تأوي ارواحنا اليها على الدوام...
..

#نعمى_شريف (هاشتاغ)       Noama_Shareef#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات