أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي سليمان - قصة أو رواية مثال: عزف منفرد على البيانو















المزيد.....


قصة أو رواية مثال: عزف منفرد على البيانو


محمد علي سليمان
قاص وباحث من سوريا


الحوار المتمدن-العدد: 6712 - 2020 / 10 / 23 - 20:40
المحور: الادب والفن
    


قصة أو رواية
مثال: عزف منفرد على البيانو

كثيراً ما يختلف النقاد حول تسمية عمل أدبي ما بالقصة أو بالرواية، وهذا ما حدث مثلاً مع موباسان (وموباسان هو ركيزة القصة الحديثة مع تشيخوف) حيث رفض النقاد تسمية عمله الأدبي " بيير وجان " بالرواية رغم اعترافهم بأهميته كعمل أدبي. حتى أن موباسان تكلم بحزن عن: الناقد الذي لا يزال لا يجرؤ على الكتابة: هذه رواية وتلك ليست رواية.
من المعروف تاريخياً أن هناك من وقف في جهة تصنيف الأعمال الأدبية (أفلاطون)، وهناك أيضاً من وقف في جهة رفض تصنيف الأجناس الأدبية (كروتشه)، وكثير من الأعمال الأدبية كتبت وفق تصنيف الأجناس الأدبية، كما أن هناك بعض الأعمال الأدبية التي كتبت خارج تصنيف الأجناس الأدبية _ على مزاج الكاتب. لكن النقاد بشكل عام يميلون إلى تصنيف الأجناس الأدبية، وهذا جزء من عملهم كنقاد، وبما أن الكلام يدور على القصة والرواية، فيمكن القول أن النقاد كانوا يفرقون بين القصة والرواية بعدد الصفحات، ثم تم تجاوز عدد الصفحات، وبدأت القصة تتطاول نحو الرواية، وبدأت الرواية تتكثف نحو القصة، ولذلك تعددت التسميات: قصة، قصة قصيرة، قصة قصيرة جداً، قصة ومضة، قصة شعرية، قصة طويلة، رواية، رواية قصيرة، بل أن هناك أيضاً الرواية القصيرة جداً (للرواية القصيرة جداً مواسم قادمة مصطحبة معها مبدعيها ونقادها ووسائلها النجومية لجنس جديد _ د عبد الإله الصائغ)، ويلاحظ من متابعة ما ينشر من الكتب الإلكترونية أن مصطلح رواية قصيرة أصبح يطال أعمالاً قصصية لا تتعدى الأربعين صفحة بأحجام خطوط كبيرة وأحجام صفحات صغيرة _ يبدو أنه ما يزال للرواية سحرها. ولا يرى أوكونور أن الفرق بين الرواية والقصة يتعلق بالطول، وإن القصة العظيمة ليس من الضروري ان تكون قصيرة على الإطلاق. ويرى أيضاً " أن طول الرواية هو الذي يحدد قالبها، أما القصة القصيرة فإن قالبها هو الذي يحدد طولها. ولا يوجد، ببساطة، أي مقياس للطول في القصة القصيرة إلا ذلك المقياس الذي تحتمه المادة نفسها ". ولكن، وقبل أن نحاول البحث عن فرق آخر بين القصة والرواية يتجاوز عدد الكلمات، لا بد من القول إنني لا أدعي إنني ناقد اكتشف نظرية، إنني قاص وهناك خلف هذا البحث عن تحديد العمل الأدبي (قصة أو رواية) معاناة شخصية، وهذه المشكلة واجهت أندريه جيد من قبل، فهو يعتبر إنه كتب رواية واحدة هي " مزيفو النقود _ جاء في إهداء الرواية: " إلى روجه مارتان دو غار أهدي روايتي الأولى دلالة على صداقتي العميقة ". وكان قد كتب معظم قصصه، حيث كان قد أطلق على أعماله الأخرى " اللاأخلاقي، والسيمفونية الرعوية، والباب الضيق.. " قصصاً ولم يطلق عليها روايات، لأنه كما قال لا يقدر أن يطلق عليها روايات. وكما قلت هذه المشكلة واجهتني أيضاً، فلقد كتبت أعمالاً أدبية (كمثال قصة " عاصفة صامتة " _ تقترب من المائتي صفحة)، وبعد جدال مع نفسي، وأنا في الأساس كاتب قصة، حول ما أطلق عليها " قصة " أو " قصة طويلة " أو " رواية " أو "رواية قصيرة " أطلقت عليها أخيراً بكل بساطة: " قصة ". أما لماذا، فهذا ما سوف أحاول أن أحدده كما يلي:
يقول لوكاتش: " القصة القصيرة حتى في شكلها الحديث الرحب لا تقدم إلا مصيراً فردياً واحداً تؤكده وتلح عليه، ويظهر فيها فعل القوى الاجتماعية في أقصى درجة من درجات المبالغة ".
ويقول أوكونور: " يوجد ضمن الخصائص الغالبة للقصة القصيرة شيء لا نجده كثيراً في الرواية، إنه الوعي الحاد باستيحاش الإنسان. ذلك أن القصة القصيرة تبقى برأيه: بحكم طبيعتها الثابتة بعيدة عن الجماعة ورومانتيكية وفردية ومتأبية ".
ويقول شارلز ماي: " من تقاليد القصة القصيرة: بنيتها الشديدة الإحكام، وافتقارها إلى تطور الشخصية، وحدودها التيمية ".
هذا الصوت المنفرد للقصة القصيرة، يجر إلى رأي آخر. هناك قول لبيلينسكي: " عندما يحاول الشاعر أن يجبركم على النظر إلى الحياة من وجهة نظره هو، ففي هذه الحالة لم يعد شاعراً بل مفكراً ". وما يقوله بيلينسكي عن الشاعر ينطبق على القاص أكثر من انطباقه على الشاعر وحتى على الروائي، وهذا ما يؤكده باختين. يقول باختين عن رواية دستويفسكي: " إن أراء دستويفسكي، المفكر، إذ تدخل روايته المتعددة الأصوات تنخرط في حوار كبير مع صور الآراء الأخرى، بل على قدم المساواة الكاملة ". أي أن أهم خصائص الرواية من وجهة نظر باختين هي " حوار وجهات نظر الشخصيات ووجهة نظر المؤلف ولا تعرف امتيازات ولا تراتبية ". أي أن الرواية ديمقراطية (تعددية الأصوات) على عكس ديكتاتورية القصة (الصوت الواحد).
وعليه يمكن أن نفرق بين القصة والرواية بغض النظر عن عدد الصفحات على الشكل التالي:
القصة: الصوت المنفرد (صوت بطل القصة أو صوت القاص)، الأصوات الأخرى في خدمة الشخصية الرئيسية.
الرواية: تعددية الأصوات بدون تراتبية وامتيازات، كل الشخصيات تكتب بالحد الأقصى للشخصيات الروائية، وصوت الروائي يصبح صوتاً بين الأصوات الأخرى.
إن الصوت المنفرد في القصة (لحظة زمنية) هو الذي يقف خلف وحدة بطلها وصوته الخاص المسيطر، بينما في الرواية (حقبة زمنية) فإن الحوار بين الأصوات يعطي الرواية عالماً روائياً قوامه تضارب أصوات الشخصيات بما فيها صوت الروائي الذي يضفي الحيوية على الرواية ويجعل الحياة فيها أكثر حيوية من القصة. وكما يقول د عبدالله العروي فإن القصة لا تلتقط سوى الاهتزازات الأخيرة في الجسم الاجتماعي، وهي تختصر نهاية رواية لم تكتب، أما الرواية فهي تهدف إلى وصف مركز العالم، والديناميكية الاجتماعية.
وعلى ضوء هذا التفريق بين الرواية والقصة نسأل، كمثال، أين تقف "عزف منفرد على البيانو " للكاتب فواز حداد، وهذه القراءة من ناحية التصنيف الأدبي ليست حكم قيمة، ولكنها محاولة لإلقاء الضوء عملياً على التصنيف للجنس الأدبي.
يمكن القول بناء على تحديد الجنس الأدبي " قصة أو رواية " إن " عزف منفرد على البيانو "، أقرب إلى القصة، حيث نجد فيها أن الشخصيات الثانوية لا تستمد وجودها إلا من الشخصية الرئيسية، فهي لا وجود موضوعي لها مستقل عن الشخصية الرئيسية في المقال القصصي، وتبعد العمل الأدبي عن خلق عالم روائي. فالخبير سليم الذي يمثل الدولة كل أفكاره تتمحور حول فاتح، وصديق طفولة فاتح الذي يبدو أنه يمثل القوى الدينية، ويظهر إنه يملك اطلاعاً واسعاً دون أن يعرف القارئ من أين له ذلك الاطلاع الواسع على الأحداث، بل إن القارئ لا يعرف كيف تفكر تلك الشخصية القصصية، فالقصة لا تظهر أفكاره كما تظهر أفكار الخبير سليم ولو أنها من خلال بطل الرواية فاتح. وعندما تتكلم الشخصيات الثانوية عن فاتح فلكي تضيء حياته، وعندما يتكلم فاتح عن تلك الشخصيات الثانوية فلكي يضيء نفسه، حتى الملتقى النسائي كان مناسبة لا للتكلم عن المجتمع بل للتكلم عن الفرد (فاتح)، وهذا التمحور حول البطل هي من صفات القصة، ثم هناك شخصية الموظفة المحجبة التي تشبه زوجته لم تأخذ حقها في المقال القصصي، والشخصيات التي تظهر وتختفي بدون مناسبة سوى إلقاء الضوء على مزاج الشخصية الرئيسية هي أيضاً من مميزات القصة لا الرواية.
إن الشخصيات الثانوية عند الكاتب فواز حداد تعاني من قلة المعلومات عنها أدبياً حتى إننا نعاني من قلة المعلومات عن صديق طفولة فاتح الذي يعطي " عزف منفرد على البيانو " خاتمتها وربما ماهيتها. وكذلك تعاني شخصية هيفاء من قلة المعلومات كشخصية روائية، حتى الخبير الشاب لا تظهر حياته الشخصية في المقال الروائي، وهذا ما يؤكده الكاتب فواز حداد نفسه عن عمله الأدبي " عزف منفرد على البيانو "، في حوار معه في جريدة أخبار الأدب العدد 861، 2010 يقول: " بالنسبة إلى الآخرين.. فهم يضيئون الجوانب التي يجهلها فاتح عن نفسه، إنهم بمعنى ما مرايا حقيقية لشخصيته ويكشفون ما لا يتاح لنا معرفته إلا من خلالهم.. ولا يفوتني إنني أكتب عن شخصية واحدة ذات وجوه متعددة "، وقد جسد هذه الشخصية ذات الوجوه المتعددة في " المترجم الخائن ". وقلة المعلومات عن الشخصيات الثانوية من صفات القصة وليست من صفات الرواية، فمن مهمة شخصيات الرواية، في علاقتها مع بعضها ضمن المقال الروائي، أن تنير جوانب من شخصية بطل الرواية، ولكن من الضروري أيضاً أن تنير حياتها أيضاً، أن يكون لها حياتها الموضوعية ضمن ذلك المقال الروائي، بل من الضروري أن يكون لها صوتها الخاص المعادل لصوت بطل الرواية، وحتى لصوت كاتب الرواية، وإلا سوف تصبح تلك الشخصيات أشباحاً فكرية وليست شخصيات روائية، وهذا ما جعل عالم " عزف منفرد على البيانو" أقرب إلى عالم القصة.
على الشخصيات الروائية أن تنير بعضها وليس أن تنير شخصية واحدة، رئيسية، بل وعلى الشخصية الرئيسية أن تنير الشخصيات الثانوية أيضاً في إطار علاقاتها الاجتماعية الجدلية ضمن المقال الروائي بحيث يبلور صوت كل شخصية الشخصية التي يمثلها، كما يبلور أيضاً أصوات الشخصيات الأخرى، بحيث يعطي الشخصيات الأخرى في الرواية وجوداً يوازي وجود الشخصية الرئيسية. ويجب أن تكتب الشخصيات الروائية بالحد الأقصى، بحيث يكون لكل شخصية تميزها الفردي وحياتها الخاصة في العالم الروائي (أفضل مثال ثلاثية نجيب محفوظ)، ومعروف أن الروايات بدأت تعطي للشخصيات الروائية فصولاً تتكلم هي فيه عن رؤيتها للأحداث الروائية وحياتها ضمن المقال الروائي بحيث أن كل شخصية تنير العالم الروائي من وجهة نظرها الخاصة التي تنسجم مع ذلك العالم الروائي، وقد استخدم طريقة الأصوات في الرواية الروائي فتحي غانم في روايته " الرجل الذي فقد ظله "، كما استخدمها روائيون كثيرون آخرون حتى أن كثيراً من الروايات العربية أصبحت تستخدم طريقة الأصوات حيث يتحول الروائي إلى صوت آخر من أصوات الرواية، بل أن هناك كثيراً من الروائيين أعطوا لكل شخصية روائية " رواية " كاملة لتعبر عن رؤيتها للأحداث الروائية من وجهة نظرها بحيث تنير جوانب العالم الروائي وشخصياته المختلفة، وربما تكون رباعية الإسكندرية للروائي لورنس داريل أفضل مثال، والذي كتب فتحي غانم روايته " الرجل الذي فقد ظله " متأثراً بها.
قالت فرجينيا وولف في مقالة " السيد بنيت والسيدة بروان " عن تلك الكتابة الروائية التي تهمل شخصياتها: " أنها تدع المرء في شعور غريب من النقص وعدم الاكتفاء.. إن السيد بنيت يحاول أن يجعلنا نتخيل له "، وهذا الشعور بالنقص في المعلومات نجده في " عزف منفرد على البيانو " أيضاً، ماذا نعرف عن صديق طفولة فاتح، لا شيء، حتى ما يظهر في المقال الروائي تخونه نهاية العمل الأدبي، إنه يعرف كل شيء، ولا يعرف أي شيء، شخصية في نهايتها صدمة للقارئ مما يجعل ذلك القارئ يتخيل النقص في المعلومات ليبرر تلك النهاية. طبعاً قد تكون وفرة المعلومات حتى التخمة ضارة بالعمل الأدبي، ولكن أيضاً فإن قلة المعلومات تضر أيضاً بالعمل الأدبي، وتجعل عالم الرواية أقرب إلى عالم القصة. لكن في القصة يختلف الأمر، إن القصة هي فن الصوت الواحد، والصوت المنفرد في القصة كتاب معروف لأوكونور في نقد القصة ورسم عالمها القصصي عبر تحليل العوالم القصصية وجماعاتها المغمورة حيث يعتبر أن لكل قاص مبدع جماعته المغمورة، والأصوات الأخرى يقوم عملها في القصة على إنارة الشخصية الرئيسية. ومعروفة أيضاً نظرية همنغواي بتشبيه القصة بجبل الجليد الذي لا تظهر إلا قمته فوق البحر، وعليه فإن قصص همنغواي تعطي معلومات أقل عن الشخصيات في سبيل التكنيك القصصي حتى أنه يقول: " الأشياء الهامة التي يعرف المؤلف عنها الكثير ويحذفها هي ما يمنح القصة قوة "، ومشهورة قصته " مكان نظيف وحسن الإضاءة " كنموذج على التكنيك الذي يستخدمه في قصصه حيث يختفي موضوع القصة خلف الأسلوب، وهو يقول إنه حذف منها كل شيء.
إن فواز حداد يمضي خلف التحليل للأحداث السياسية، و" عزف منفرد على البيانو " مقالة في السياسية، إنه يغرق القارئ بأفكار فاتح السياسية على حساب الشخصيات الثانوية، وحتى على حساب حياة فاتح نفسه. طبعاً هذا الرأي التقني لا يحمل حكم قيمة، وهو لا يضر بالعمل الأدبي " عزف منفرد على البيانو " سواء أطلقنا عليه قصة، أو رواية، وهو في النهاية لم يضر بعمل موباسان الأدبي " بيير وجان "، ولأوضح هنا مرة أخرى إنني لم أعط حكم قيمة في " عزف منفرد على البيانو " فليس هو موضوع البحث، ولكنني أحب أن أشير إلى أن الدكتور لويس عوض يصنف رواية هيمنغواي " الشمس تشرق أيضاً " بأنها قصة: " تلك القصة التي جعلته عالمياً "، كذلك يصف روايته " وداعاً للسلاح " أيضاً: " وهي ثاني قصة من قصصه العظمى " لكنه يعود ويصف " الشمس تشرق أيضاً " بأنها " رواية فنية من طراز عظيم ". طبعاً أن وصف " الشمس تشرق أيضاً " بالقصة لم ينقص من قيمتها، كما أن وصفها بالرواية لم يزد من قيمتها، لكن قد يدل ذلك على إشكالية تصنيف الأعمال الأدبية. ومعروف أن الناقد غالي شكري كتب كتاباً بعنوان " أزمة الجنس في القصة العربية "، ومن يتصفح الكتاب يجد أنه يدور حول الجنس في الرواية العربية وفي القصة العربية، ويبدو عنوان الكتاب وكأنه لا يفرق بين الرواية كجنس أدبي، وبين القصة كجنس أدبي مختلف، وهذا مرة أخرى يدل على إشكالية تصنيف الأجناس الأدبية. ومن المعروف أيضاً أن قصص تشيخوف تطول أحياناً حتى تصبح أطول من بعض الروايات، مثل قصة " المبارزة ". وليس تشيكوف وحده من كتب القصة، فقد كتبها أيضاً بروسبير ميريميه مؤلف " كارمن " (هذا النوع من القصة ينسب إليه)، ونجيب محفوظ كتب أيضاً هذا النوع من القصة، وقد قال نجيب محفوظ: لقد ودعت الرواية بعد ثلاثية بين القصرين، وأنا الآن أكتب شيئاً آخر هو ما يسميه الانكليز نوفيلا وأفضل ترجمة لهذه الكلمة قصة. ويرى د عبدالله العروي أن " عمل نجيب محفوظ له بصورة أساسية بنية قصة بالرغم من اتساعه الظاهري ". ويتابع في مكان آخر " فزمن الثقافة العربية هو زمن الأقصوصة ". ولا بد من تسجيل رأي لوكاتش في أدب كونراد " فأبطال كونراد يواجهون صراعات خلقية مقصورة عليهم شخصياً، وتتكشف فيها قوتهم الشخصية أو ضعفهم. وبكلمات أكثر تعميماً نستطيع أن نقول إن هذه الصراعات كان يمكنها أن تصل إلى معنى أرحب ولكن طريقة السرد تقف دون مثل هذا التعميم. وهذا يعطي لأعمال كونراد نوعيتها المتقنة الذاتية الاكتفاء، ولكنها تحرمه أيضاً من تصوير كلية الحياة، فهو في الواقع كاتب قصة قصيرة أكثر منه روائي. والإعصار وخط الظل مثالان مشهوران، وحتى لورد جيم، على الرغم من طولها، فهي قصة طويلة أساساً ".
وأخيراً لا بد من القول إن العمل الأدبي في النهاية يستمد قيمته الأدبية من ذاته، ويمكن أن أشير إلى رأي تولستوي في روايته " الحرب والسلم " الذي يفيد أن العمل الأدبي يستمد قيمته الأدبية من ذاته وليس مما نطلق عليه. يقول تولستوي: " إن كتابي لا يصنف تحت أي شكل، فهو ليس رواية ولا قصة ولا تاريخ ". ومعروف نقدياً أن " الحرب والسلم " تعتبر من قبل أكثر النقاد أفضل رواية كتبت عبر التاريخ.



#محمد_علي_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثال والواقع ماركس الإنسان وماركس المناضل
- المفكر والسلطة
- أيديولوجيا أيديولوجيا
- الأفكار وتغيير المجتمع


المزيد.....




- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي سليمان - قصة أو رواية مثال: عزف منفرد على البيانو