أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد دلة - دوائر الليل














المزيد.....

دوائر الليل


محمد دلة

الحوار المتمدن-العدد: 1607 - 2006 / 7 / 10 - 06:17
المحور: الادب والفن
    


الليل يلغي كل أسفار المدائن في متاهات الدوار
ويبوح بالعشق المعبئ في جرار النحل
يغسل بالنجوم سقوف باريس الشهية كالمطر


الليل
يمطر وجه باريس المعرش غصن دالية بأحراش القبل
ويسر في القلب المحلق دفء خمرته
فتنتشر النجوم كروم نور
أسكرتها رهبة الأطفال
ينسابون بين أصابع الطرقات نهرا للأماني
الشوارع
رغبة في الرقص والتحليق
والشرفات
أكمام تطل على الأغاني
العاشقون كما السكارى
يصلبون الوقت في ساعاتهم
كي لا يفاجئهم بأشواك الوداع المر
تمثالا من الصخر المحنط عند باب الصحو
ينطلقون
ينطلقون
كالأنوار في أيدي الشجر

الليل

يسبقنا إلينا
يستحث خطاه أن تعوي وتنخرنا عظاما
صغرت معاركه
وجزنا لجتيه بخافق وجل
وذللنا الجساما
ظهرا يناسل في محارتنا عناكبه
ويسكن ماءنا
يحتل ندف القمح في شفة الصغار
يجز صوف الحكاية
ينثر الأشباح في دمنا
يغلَِق كوة الأنوار بالأحزان
يسرق ما تناثر من رذاذ العمر في حبق المخيم
يرتدي صمت الأخوة خوذة عرجاء تملؤنا ظلاما



للموت موعده الرتيب
على خطانا تنقب الأرواح
الطاعون والجندي والأسلاك
والصمت المعلب كالسجائر
يختفي قمر الحواس
وتشرق الأفراس من وجع الترقب صرخة بلهاء
تحملنا على عبث البحار
سؤال فجر لا يسام ولن يساما



تلقى مدافعهم قذيفتها
فلا تبقي
وقد تمضي إلى نجماتنا
فتلمها في حبل سجان بعيد عن موافينا
ونصحو خيمتين
ومن يعيد لخيمة العشاق وحدتها
ويمسح عن خدود الدار دمعتها
ويصفع غول جنزير الغزاة

ستأكل الصحراء أعشاب الجسد
ويجوع نبض الأرض للأطفال والشرفات
ينطلق الحمام
تدق أجراس الكنائس في محاولة لصهر الصمت شكلا للفرح
فتجيب أوجاع التوحد "لا أحد"


الآن
صوت أخوتنا الذين استشهدوا طلقا تماما
يستهزئون بسطوة الجلاد
يحترفون قهر الموت
ينتشرون في محل البلاد بيادرا وهوى حراما

وارى العواصم
نصف عارية تعد طقوس قتلي
طبل بعطر الهال اسمر
طافح بالرقص يبعث نرجس الشهوة
جمر كعين الصقر
تقذفه جهنم
في دوار الراقصين يدور حولي
وارى النساء تزف موتي للقبيلة
موعدا للخمر والقهوة
طلقات
لا أبكي
ولكني دموع أو دماء
يسيل قلبي حنطة أو نهر
تغمرني البلاد
يلعق المتوحشون مداد جرحي
ينتشون
يقهقهون كمقبرة
وأعض ترس الحقد
أبصق عارهم والرغبة المستهترة






الآن
صوت الراحلين إليك نعرفه تماما
الآن
صوت الخارجين عليك نعرفه تماما
وقلوبهم هتفت معك
وسيوفهم جزت مداك وأضلعك
وصلت مراثيهم
وما وصل الحسام
فكم نميري ستسقى من دمك
حتى نعلق في شواهدك الغماما

والآن
غزة في هواجسك الطليقة
هيأت وجع الظهيرة غرزة في كفيك
وانتشلت حنينك من بوارجهم وأهدتك اللثاما
هذا مقامك في الحصار يطيب
للأمم التي وأدت بصفين الذبيحة
راية الشهداء وانفجرت قتاما


غرناطة الحزن المعلق في قناديل المآذن
صدقت مسراك من عدن إلى حجر بلا أسماء
يعصف بالسموم
وأنت تمطره خزامى
غرناطة الوشم المحنط في دفاترهم
قديما أو حديثا
لا تؤجر جرحها للباعة المتجولين
أو للساسة المتسولين
حربا أو سلاما
أتنام في سرر الغزاة
تظن جلجلتي هياما
يا قوس جرحى
ما كل قرآن تعليه البيارق يحفظ التنزيل
ما كل البيارق
خطوة تمشي أماما


الليل
يأتي قبل موعده
ونوقظ نرجس الشهداء فجرا مستهاما
ونؤوب للأكوان
ينطلق الحمام
تدق أجراس الكنائس
تسرج الأحزان
نلمح بيت ساحور الصبية
تغزل القمر البهي بمنجل الأشواق
يغمرها اختيالا وابتساما
تمضي إلى حقل الرعاة تظل مريم
إنهم شحذوا عواصمهم لصلب وليدها
قمرا أتم فصوله
صلبوه كم صلبوه
كي ينسى فأعلن في مواسمنا القياما
وهناك تتبعه الأيائل صهوة للحلم
تهمسه نبيا أو غراما
تتردد الوديان في جريانها
لكنها أبدا تسير لبحرها قما وتسبقنا إماما



#محمد_دلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة لم أصلها
- كل المواعيد التي هطلت على غدنا عرفناها


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد دلة - دوائر الليل