أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رزق البرمبالي - توريدات المعلم شفيق














المزيد.....

توريدات المعلم شفيق


رزق البرمبالي

الحوار المتمدن-العدد: 6711 - 2020 / 10 / 22 - 10:24
المحور: الادب والفن
    


المعلم "شفيق" في منتصف العقد الخامس من عمره، قصير...عظيم الكرش، ضخم الوجه، حليق الذقن والشارب، تاجر توريدات، يتربح من وراء عمله وحياتة مستقرة وسعيده في الصيف فقط!
لديه عربة ربع نقل بسائق وعدد اثنين من العمال، بعد صلاة الفجر ينطلق إلى عمله، يجوب القرى والنجوع بحثاً عن حيوان نافق أو بقرة على وشك أن تلفظ أنفاسها يذبحها ويسلخها بمعاونة عماله، ولم يحدث في يوم ان عاد من جولاته خالى الوفاض،
دائماً مايعود بحمارين نافقين بعد سلخهما أو عجل مريض.. إلخ
يذهب بطعام الأسود والنمور إلى السيرك الواقع في أطراف المدينة السياحية الساحلية،
بعد انتهاء موسم الصيف يرحل السيرك إلى مكان أخر، ويبقى المعلم شفيق بدون عمل فترة الشتاء، وهذا الأمر كان يقض عليه مضجعه، ويدخله في دوامة من الألم والتفكير العميق، فالحياة تحتاج إلى مال وفي نفس الوقت لايريد ان يخسر السائق والعمال المُدَربين،

ذات يوم بينما كان يدخن الأرجيلة على المقهى، أتاه رجل طويل عريض ضخم البنيان وفي وجهه ثلاث علامات من أثار جروح قديمة، سحب كرسيا وجلس، بعد السلام والتعارف قال له:
_أريدك أن تعمل معي
_في اي شئ؟
_كما كنت تعمل مع السيرك!
رمقه شفيق بنظره محملة بشئ من سخرية وقال:
_عندك سيرك؟!
_مزرعة قراميط!!!
ألقى لى الشيشه من يده، وعدل من جلسته، وقال مندهشاً : هل جُننت يارجل؟!
بعد نقاش طويل بينهما استمر إلى مايقرب من الساعة، إقتنع شفيق وباشر العمل في اليوم التالى، كان العائد المادي ضعف ماكان يتحصل عليه من السيرك، غير أنه لم يكن سعيدا بهذا المال،
ذات يوم أرسل في طلبه المعلم "سرحان"

وهو في طريقه إليه تجمعت أمامه وساوس وأفكار كادت أن تجعله يعود من حيث أتى، لكنه سرعان ماطردها من رأسه قائلاً لنفسه مستحيل، المعلم سرحان رجل مُصَلِ ويعرف ربنا، ثم أن البلطي والبوري مختلفين تماماً عن القراميط،

طلب منه سرحان العمل معه، سقط قلبه وشعر بضيق في صدره، ونهض. واقفاً وقدم إعتذاره وهم بالإنصراف،
جذبه سرحان من يده وقد أدرك مايجول في خاطره وقال:
_يامعلم شفيق،ليه الظن السئ ده، أنا راجل حاجج بيت الله ثلاث مرات،
سحابة بيضاء من راحة أظلت شفيق وأخذ نفساً عميقا كأنما يريد أن يوسع صدره الذي ضاق منذ قليل،
واصل سرحان حديثة قائلاً : كل مافي الأمر أن أصحاب مزارع الدواجن أصابهم الجنون، رفعوا علينا سعر السبلة بطريقة لايمكن إحتمالها، وأريد منك أن توفرها لي،

أحس شفيق بمغص في بطنه وبرغبة شديده في التقيؤ، وبدوار في رأسه، وخالجه شعور بأنه في كابوس مؤلم، تمنى لو يستيقظ منه على واقع مغاير لما هو فيه الآن،
_حد الله بيني وبين الحرام
قالها فى حِدَه وغضب شديدين،
ضحك سرحان وقال : السبلة بيأخذها الفلاح يخلطها بالتربة فتغذي النباتات تغذية طبيعية بيسموها الخواجات "أورجانك" وكيلو الطماطم منها بيعدي المئة جنيه، الكلام ده عندهم، ولما بتأكلها بتكون مسكره وزي العسل، وخالية من الكيماويات إللي جابت للناس الأمراض،
نفس الكلام بالنسبه لنا السمكة بتكون سمينة ونظيفة وبتطلب الأكال،
هرش شفيق في رأسه وقال مبتسماً:
_نورت مخي الله ينور حياتك!

جمع خمسة تروسيكلات بأصحابهم واتفق معهم على تجميع السبلة من الشوارع وأماكن القمامة، وكان قد استأجر حوش كبير لهذا الغرض ووضع فيه ثلاثة من العمال للفرز والنشر والتجفيف الشمسي ومن ثم التعبئة في أجولة،
وكان قد توقف عن التوريد لمزرعة القراميط وإرتاح كثيراً لهذا الأمر،
مر عام كامل إنتعشت أموره الماليه كثيراً،
حيث أنه إستطاع التوفيق بالعمل الصيفي مع السيرك وطوال العام مع سرحان الذي كان يغدق عليه كثيراً ويمنحه كميات كبيرة من الأسماك مع كل حصاد،

في الآونة الأخيره أحس بالوهن في جسده وشحوب في وجه وحكه في جلده وبماء على الرئة يدفعه للتقيؤ بإستمرار،
ذهب للطبيب الذي طلب منه تحليل وظائف كلى على وجه السرعة،
بعد ساعتين جاء بالنتيجة وما إن وقعت عين الطبيب على النتائج حتى قال:
_كما توقعت، وأردف : فشل كلوي حاد، يلزمك غسيل كلي ثلاث مرات أسبوعياً.



#رزق_البرمبالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رزق البرمبالي - توريدات المعلم شفيق