صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1607 - 2006 / 7 / 10 - 11:15
المحور:
الادب والفن
ارتدت أحسن ما لديها من ملابس ، تعطرت بأجمل العطور الباريسية ، بعد ان ذهبت الى أرقى الصالونات وقصت شعرها على أحدث القصات المشهورة ، زينت وجهها ، فبدا أجمل مما كان عليه ، وهي الجميلة ذات الحسن الفتان ، جاءتني ، والابتسامة الفاتنة مرسومة على شفتيها ، كل ما فيها مبتهج ، يعب من جمال الحياة والقها ، الجميل الممتع قالت لي والابتسامة الساحرة مازالت مرسومة على محياها
- الجو جميل وساحر ، الشمس دافئة حانية ، هل نخرج معا ؟
- - الجو ممتع حقا وجميل وساحر ، ولكن نفسي انا مهمومة ، اغتيل منها الفرح ، وفارقتها البهجة منذ أمد بعيد
- حاولي ان تنسي ، لا يفيد الحزن
- - الحزن مخلوق معي ، هو توأمي الذي لا يفارقني
يبدو الاستغراب واضحا على وجهها ، اقرا على ملامحها اتهاما واضحا لي أنني ، أثير المتاعب ، ولا أتجاوب مع من يريدون انتشالي من واقعي الأليم ، لكنها تكتم عني ما تشعر به وتقول :
- لننس الألم ولنبتسم للحياة فهي جميلة ودافئة
صديقتي هذه أنا أحبها كثيرا ، افهم ما تشعر به من فرح ، تريد ان تقضي على أسباب الحزن ،÷ وتئد مشاعر الانهزام ، ولكن لكل إنسان معطيات ، أردت ان أحدثها عما الم بي ، تفهم هي ما أريد قوله ، تسارع الى القول
- أفهمك انا ، خرج أخوك مع ابنته الصغيرة للذهاب بها الى مدرستها ، جاءه الطغاة وقبضوا عليه ، سمعت أمك بالنبأ ، فأخذت تنادي متضرعة :
- - أريد ولدي ،،، أريد ولدي
- حاول أبوك ان يجعلها تصمت ، لكنه لم يستطع ، فهذا المفقود ليس ابنها لوحدها ، بل هو ابن له أيضا ، يعجل بتغيير ملابسه ، يخرج من المنزل ، ولا يعود اليه أبدا
- تواصل صديقتي حكايتها وكأنها من طول ما كررتها أمامها ، قد حفظتها غيبا ، اسكت انا ، تستمر صديقتي في الكلام
- - تطول غيبة أبيك ، وأمك تنتظر ، بدل الغائب الواحد ، أصبح اثنين ،تشعر أمك أنها السبب بغياب الوالد ، لماذا كانت تبكي ؟ مطالبة بعودة الابن الغائب وهل أبوك من يقف وراء الغياب ؟
- تسقط أمك مريضة ، يقول الطبيب أنها صدمة عصبية ، يستمر المرض ثم تموت
صديقتي تعرف الحكاية كلها ، تنتظر مني ان أجيبها بأن نخرج معا ، وان نستقبل الشمس بابتسامة مشرقة
أحاول ، ان استجيب لطلبها ،، أغير ملابسي بأخرى جميلة ، أحاول ان ارسم ابتسامة على وجهي ، كابتسامة صديقتي المتفائلة ، اعجز عن رسمها ، يبدو الحزن واضحا على وجهي ، لكني اضحك باستمرار ، عل الضحك ينسيني ما الم بي
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟