|
الاعلام المصري .vs الاعلام الاخواني … !
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6710 - 2020 / 10 / 21 - 14:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما سنطرحه راي شخصي يحتمل الخطأ ، والصواب … ! ما نراه ، ويراه كل العالم ان هناك حربا مستعرة لا هوادة فيها بين الاعلاميّن المصري ، والاخواني على الفضائيات ، وكل منصات التواصل الاجتماعي الاخرى … ولا يخفى على احد ان كلا الاعلاميّن المتحاربين اعلاما موجها من جهات مخابراتية ، ولا استقلالية له ، ولا حتى بنسبة واحد بالمائة … فالاول يشرف عليه جهاز المخابرات المصري ، ويوجهه الوجهه التي يراها لخدمة النظام اولا ، ومن ثم الدولة المصرية بزعم الحفاظ عليها من الانهيار ، والالتحاق بغيرها من دول المنطقة كسوريا ، وليبيا ، والعراق … وهو ما يحذر منه الرئيس السيسي دائما ، وعموم الاعلام … ! اما اعلام الاخوان فمن المؤكد بانه مسيطر عليه من قبل المخابرات التركية ، والقطرية - الممول الرئيسي - وهي التي تحدد له خطوط سيره الغير مسموح بتجاوزها مطلقا … فمثلا لا يسمح لاعلام الاخوان ان يوجه اي انتقاد الى النظام التركي ، او رئيسه مهما اخطأ ، او اساء هذا النظام … وما اكثر اخطاءه ، واساءاته ! في حين لا يمانع هذا الاعلام من توجيه النقد اللاذع للسعودية … حكومة ، وملكا ، وولي عهد ، والى كل دول الخليج عدا قطر طبعا … اضف الى ذلك ان الاعلام الاخواني ملزم بالدفاع عن النظام التركي ، ورئيسه ، وتسليط الضوء على انجازاته ، والتماهي مع مواقفه ، او الزام الصمت ، او التجاهل كاهون الشرين … لكثير من الامور التي يشطح بها الاتراك حتى ولو كان ذلك على حساب المصالح العربية التي يدعون انهم اول المدافعين عنها … ! ومن ملاحظاتنا للمعركة الاعلامية الشرسة الدائرة بين الاثنين نلاحظ ان الاعلام الاخواني اعلام هجومي بحت … منطلق باقصى سرعة ، واندفاع ، وبكل ما اوتي من قوة ، ووسائل … بغض النظر عن كونها صحيحة ، او لا … لانه لم يعد لدية ما يخسره فهو خلاص قد حرق سفنه وسط البحر ، واصبح مطاردا ، ومجرما … مطلوب راسه حيا او ميتا … والمجرم المطارد لا يملك حق العودة ، وما عليه الا اللجوء الى الجبال ، والمغارات للاختباء ، او التحول الى مشاكس ، او قاطع طريق ، او عصا في الدولاب … وهو ما يقوم به الاخوان بالضبط … ! وبالرغم من سطحية ، وركاكة ، ولا قيمة الطروحات التي يستخدمها الاخوان للهجوم على النظام ، وكيفية ادارته للدولة … وذلك بتركيزهم في كثير من الاحيان على امور فردية شخصية لمشاكل بعض المواطنين لا قيمة لها ، او التركيز على فشل الدولة المزعوم في معالجة وباء كورونا ، او السيول مثلا ، والتي تفشل في التعامل معها اعتى الدول ، واكثرها تقدما … او توجيه النقد لاشراك الجيش في البناء ، والتعمير ، وهو ما ارى فيه نفعا كبيرا ، ولا ضرر منه البتة … او حرب الدولة على التجاوزات على اراضيها ، واملاكها ، وهو حق مشروع لها لا يختلف عليه اثنان … ترى المستقبِّل لهذا الهجوم من الجانب المصري مبالغا في رد فعله ، والذي لا يتناسب مع تفاهة هذه الطروحات ، وكان الاجدر به تجاهلها افضل من تسليط الضوء عليها ، ولفت الانتباه اليها … وترك الامر لكل ذي بصيرة ، وضمير من الناس ان يحكم على ما يرى على ارض الواقع ، والشعب المصري شعب ، واعي ، وناضج … ! ومن جهة اخرى ، نرى الاعلام الحكومي الموجه هو الاخر اعلاما دفاعيا تبريريا ، واحيانا انفعاليا … ويبدو هذا الانفعال ، وذاك القلق واضحا في صراخ ، وعويل المدافعين عن النظام ، وانجازاته الباهرة من مقدمي البرامج السياسية كاديب ، وموسى … فبدلا من ترك هذه الانجازات ان تتحدث عن نفسها ( وهي رائعة فعلا لكل ذي عينين ، وبدون ادنى شك … نتمنى مثلها في بلداننا العربية الاخرى ) يحاول الاعلام الحكومي ردم الثغرات ، وطمس الاثار التي يحدثها هجوم الاعلام الاخواني … اي تحول هذا الاعلام الى رد فعل ، وليس فعل ! كما يبدو القلق ، واضحا حتى على خطابات ، واقوال الرئيس السيسي الذي يكرر بمناسبة ، وبغيرها التحذير للمائة مليون مصري من مغبة الانجرار وراء تصديق هذا الاعلام المشكك ، والمغرض ، والذي قد يؤدي بالبلد الى الفزاعة التقليدية … وهي مصير مشابه للمصير الذي سقطت فيه سوريا ، والعراق ، وليبيا … الخ مما زرع الوهم الكاذب عند الاخوان بان اعلامهم قد بدء يؤتي ثماره … وذلك بنجاحه في بث الرعب في قلب النظام ، وبانه بات مسموعا من قبل رموزه ، وعلى راسهم الرئيس السيسي ، وهو ما يتفاخر به الكثير من اعلاميي الاخوان … ! ولا يخفي الاعلاميون الاخوان ايضا اعجابهم ، وانبهارهم بالدولة التركية ، ونظمها الصحية ، والعمرانية ، والاقتصادية ، وحتى بتاريخها العثماني المظلم ، والتحسر الكاذب على بلدهم تحت حكم العسكر … وكأن النظام لا توجد فيه ايجابيات ، وانما مساوئ فقط ، وهذا غير صحيح ! وهكذا نستخلص بان الاخوان ، واذرعهم الاعلامية ، والارهابية من تنظيمات مسلحة ، وتجمعات تخريبية … ما هي الا بلاء حالك السواد قد ابتلت به هذه الامة المسكينة التي لا تخرج من ماساة الا ، وتدخل في غيرها انكى ، واسوء بسبب هذه المصيبة ، والاكبر منها ، والاعتى … الدين … هذا الصاعق الذي يستغله الاخوان ، وغيرهم من المجرمين لتفجير الواقع العربي ، والاسلامي البائس ، والمثخن بالجراح … ليزداد بؤسا ، وتراجعا ، وانكسارا … حتى اصبح في مكان ابعد ما يكون فيه … من ذيل الامم … !
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اشجان الماضي … ! ( قصة قصيرة )
-
الرسالة المجهولة … ! ( قصة قصيرة )
-
الصعود الى الجنة … ! ( قصة قصيرة )
-
السكران لا يكذب ابدا … ! ( قصة قصيرة )
-
قادتنا … هم من ضيعونا !
-
ويعود الحب الى وصاله … ! ( قصة قصيرة )
-
قف ايها الزمن ، ما اتعسك … !! ( قصة قصيرة )
-
هل يمكن ان يدخل حصان طروادة الاخواني الى مصر عن طريق المصالح
...
-
حسن الختام … !! ( قصة قصيرة )
-
الحاجة سندس … ! ( قصة قصيرة )
-
ومن الجمال ما قتل … ! ( قصة قصيرة )
-
الاخوان … وبداية الانهيار !
-
حسون … ! ( قصة قصيرة )
-
غدر الصديق … ! ( قصة قصيرة )
-
قرينة الشيطان … ! ( قصة قصيرة )
-
اسماء تستحق التبديل … ! ( حكاية … من الواقع العراقي المعاصر
...
-
وجهة نظر حول التطبيع … !
-
الاخوان … وتوالي الاحباطات !
-
موهوب ، ولكن بطريقته الخاصة … ! ( قصة قصيرة )
-
المصيدة جاهزة تنتظر فأرا … !!
المزيد.....
-
فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب
...
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|