أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - جائزة الصداقة الإسرائيلية.. طُعم مسموم














المزيد.....

جائزة الصداقة الإسرائيلية.. طُعم مسموم


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 6709 - 2020 / 10 / 20 - 19:18
المحور: كتابات ساخرة
    


احذروا إسرائيل فإنها تُهديكم طُعما مسموما بدعوى أنه صداقة أو هديّة أو تطبيع أو غيرها من المسمّيات، فما تفعله إسرائيل اليوم مع الدول العربية هو مقدّمة لاحتلال جديد وسيطرة على المنطقة برمّتها، فإسرائيل الدولة اليهودية التي لا تؤمن بالسلام مُطلقا كيف تستكينون لها بهذه السهولة وتقعون في فخّها، تسارع إسرائيل اليوم الزمن وتسابقه من أجل طيّ صفحة العزلة الدولية والدخول إلى البلدان العربية عبر هذا الطُّعم المسموم، هو مزيّن من الخارج لكنه يحمل السمّ الناقع داخله، حتى إذا تجرّعه أحد شعر بلذة في بدايته تُنعش وجدانه وأركانه وجوارحه، وبعد أن يمرّ من المريء ويصل إلى المعدة يبدأ في الانتشار وبعدها يشعر المرء بالآلام والأوجاع وينتشر في مفاصله كافة ويقضي على الخلايا السليمة كلّها، فتتأوّه بعدها وتموت خلية خلية حتى يقضي السمّ على كل جميل في هذا الجسم فلا يبقى بعدها إلا هيكلا عظميّا لا فائدة مرجوّة من ورائه ليموت بعدها تحت وطأة السم رغم التحذيرات التي وصلت إليه ورغم الإنذارات الواحد تلو الآخر إلا أن المرء مصمم على تجربته لأنه رآه جميلا وهو يهرول وراء الشهوات.
هكذا هي الدول التي سارعت للتطبيع، وتريد علاقات واسعة مع إسرائيل، هذا هو حال الدول العربية التي تريد أن تجرّب التطبيع وما ترى فيه من جمال ظاهري، كأن تخص إسرائيل بن زايد أو بن سلمان بجوائز وهدايا ومسميات جوفاء، بأن يفوز بجائزة أصدقاء إسرائيل من الموساد أو تفوز الدولة بأنها صديقة لإسرائيل، والمقابل سوف يكون ثمينا وثمينا جدا لا يدركه بن زايد ولا بن سلمان الآن، ولا غيرهما، فإسرائيل لا تلعب مع التاريخ ولا تريد إلا استعادة الأرض والتاريخ دون مقابل، تريد السيطرة على المنطقة وثرواتها وما تملكه من خزائن، هي تسعى إلى أن تكون دولة قوية في المنطقة، دولة عظمى جغرافيّا وماديّا وعسكريّا وتكنولوجيّا، علمت أن القضية الفلسطينية انتهت ولا حديث عنها بعد اليوم وليس هناك من يدافع عنها، وبالتالي ستفرض إسرائيل على الفلسطينيين في اللحظة الحاسمة إما الانخراط في الدولة اليهودية أو الرحيل أو السحيق، وعندئذ لا حراك مع العرب حتى بالتنديد والشجب والتعبير عن الحزن الشديد لما يفعله العدو في المنطقة.
إسرائيل دولة مسمومة لا تؤمن بالسلام، والتاريخ والقرآن الكريم شاهدان وكافيان على ما نقول، وما تفعله الدولة الصهيونية اليوم من استيطان وتهجير واعتداء على الأراضي والمزارعين والصيّادين إلا تضييق على الحياة في فلسطين المحتلة التي لم تعد محتلة في نظر من يريد التطبيع، وما تفعله ينبذ كل قول تدعي فيه إسرائيل السلام، فالسلام مقابل السلام مع الدول العربية تعبير زائف عن السلام لأن السلام عند إسرائيل يعني الاحتلال والسيطرة والزحف على مقدرات الدول وتشتيتها وتمييعها لتصبح دويلات لا قيمة لها، والخوف كل الخوف أن يأتي اليهود يومًا على الحرم كما أتوا على القدس الشريف، والخوف كل الخوف أن ترى اليهود ينتشرون في السعودية، يبثون سمومهم وطُعومهم الغبية وتتلقفها الأفواه المعتوهة لتجد نفسها تعيش في سراب وخراب، يخربون بيوتهم بأيديهم وبعدها يجلجلون وينادون من يقذهم من براثن اليهود المستعمرين المحتلين الغاصبين.
أفيقوا بني الإسلام، أما تعلمون أن اتفاق ابراهام الذي زعم ترامب أنه النبي الجامع للديانات عند توقيع الاتفاقيات بين إسرائيل وكل من البحرين والإمارات وربما السعودية في الطريق لا صحة له ولا قيمة له، لأن الشعوب العربية والإسلامية ترفضه رفضا قاطعا ولأن إبراهيم عليه السلام دينه الإسلام بنص الكتاب العظيم، "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" فإبراهيم عليه السلام مسلم وكل الأنبياء مسلمون لا يهود ولا نصارى، وما تجرأ عليه اليهود ونتنياهو وترامب اليوم هو نوعٌ من السفسطة الكلامية التي تخدع الأحمق ولا تخدع الأريب، ويهرول نحوها الخِبّ الضليل، وقد ورد في الأثر : "لست بالخِبّ ولا الخِبّ يخدعني" فمن هو الخِبّ اليوم ومن يخدع من؟ بعد أن فرشت إسرائيل خيوطها العنكبوتية لتتساقط الدول العربية في شباكها الواحدة تلو الأخرى ناسية أنها شباك مؤلمة لن تُطعم إسرائيل فيها عدوّها ومن كان عدوها إلا السمّ الناقع، وهذا ما نؤمن به يقينا، فلا تطبيع ولا علاقات ولا شعارات مزينة بزينة الابتلاع والاحتواء والاستعمار، وقد حذرنا المولى عز وجل من اليهود لأنهم مخادعون، منافقون، مستهترون، استعماريون، انتهازيون، محتلون، كاذبون.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعبوية تنهار أمام أزمة كورونا وترامب ينتقد منظمة الصحة الع ...
- الصحراء الغربية... القضية المغيّبة في المغرب
- حقوق الطفل بين شرع الله وتجاوز البشر
- أما لا تقلقي فالراحم الله...الطب الخاص في تونس يتاجر بالبشر ...
- لجنة الحريات في تونس تعبث بالأحكام الشرعية
- الرجل قوي ولكن المرأة أقوى
- آن الأوان لتحرير القدس يا أبطال الأمة
- اغتيال الحريري في الرياض
- الصهاينة يسقطون مع وعد بلفور المشؤوم
- رعب سبتمبر في أمريكا
- الاستعمار الجديد للمنطقة بدأت فصوله تتضح
- المرأة التونسية بين السياسي المنفلت والديني المنغلق
- المرأة في بؤر الصراع
- فلسفة الجمال في الإسلام
- عقدة الوجود عند الإنسان
- من يحارب من؟
- القدس الشريف الشمعة التي لا تنطفئ
- من دبر الانقلاب في تركيا؟
- مسلمون يصومون ولكن لا يصلّون
- لماذا لا يعتذر أوباما؟


المزيد.....




- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - جائزة الصداقة الإسرائيلية.. طُعم مسموم