أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عيدة بن يوسف بالصادق - واقع المرأة الريفية بين الموجود والمنشود














المزيد.....

واقع المرأة الريفية بين الموجود والمنشود


عيدة بن يوسف بالصادق

الحوار المتمدن-العدد: 6709 - 2020 / 10 / 20 - 12:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تحتل المرأة الريفية المرتبة الأولى في النشاط الفلاحي وهي تمثل العنصر الفاعل والأساسي في توفير المنتوج الفلاحي، وبالتالي في تأمين جزء مهم من الحاجيات الغذائية. وهي اليد التي تطعم الجميع.

وبالوقوف عند تجربة الحجر الصحي العام في بداية الجائحة سنلاحظ بسهولة أنّ المرأة العاملة في القطاع الفلاحي في الأوساط الريفية ظلت مستثناة من هذا الحجر. بل ممنوعة عنه وظلت تكابد الأمرّين لتوفر كل مستلزمات الحياة وهي التي تفتقر إلى أبسط ضرورياتها. فمقابل أجر زهيد وعمل شاق تنهض المرأة الريفية مع الفجر الأولى وتظل تعمل تحت وهج الشمس أو برد الصقيع حتى المساء مقابل حفنة دنانير لا تسمن ولا تغني من جوع. أمّا عن النقل فذاك شأن آخر. إذ أنّ المرأة الريفية مثلها مثل المحارب تحمل روحها على كفّها وتستقلّ شاحنات الموت يوميا ولا تدري متى وأين يترصدها الموت هي وزميلاتها. إذ أنّ التنقل الجماعي هو موت جماعي أيضا مادامت وسيلة النقل هي تلك الشاحنات التي تُحمَلن فيها مثلما تُحمل النعاج التي يقودونها إلى حيث الذئاب. ومن سيحميهن من خطر الذئاب؟ ومن خطر الحشرات والأفاعي والمبيدات وقسوة التربة والأغصان؟



أمّا تلك المرأة الريفية التي تتقن بعض الصناعات التقليدية وتسعى لتجد سبيلا للعيش الكريم فتجد نفسها ضحية السماسرة الذين يشترون بضاعتها بأبخس الأثمان ليبيعوها بأعلى سعر مستغلين جودتها وقلة حيلة صانعاتها… وأكثرهنّ حظا ستجد نفسها في معرض لبيع جهدها أو حفل فلكلوري يحضره المسؤولون للتفاخر “بالأصالة والعراقة والنكهة التونسية”.

هذا واقع المرأة الريفية التي تمثل عصب الحياة الفلاحية وبغيابها تتعطل دواليب الإنتاج. فماذا أعدّت الحكومات المتعاقبة للمرأة الريفية صاحبة الفضل الكبير علينا جميعا؟ إذا نادينا بالمساواة في الميراث فإنّ أوّل من ستستفيد منه هي المرأة الريفية وأوّل من سيعارضه هم كل أصحاب العقول الاقطاعية حتى وإن لبسوا جبة الحضارة.. وطبعا أرباب المال والأعمال الذين لا يريدون بالمرأة الريفية خيرا – ولا بالإنسانية خيرا- تلك الكادحة التي نجدها دائما تعمل أجيرة في أرض هي غالبا من حقها وإن حصلت على ميراثها كاملا يمكن أن تحقق استقلالها الاقتصادي وصعودها الاجتماعي ولن تبقى في حاجة إلى مشاريع التمكين الوهمية التي تبقى حبرا على ورق أمام واقع يقرّ بملكية الأرض لغير المنتجين.



إنّ دور المنظمات النسائية والجمعيات الحقوقية وكل نفس حر هو تفعيل الدعوة للمساواة في الإرث ومزيد التمسك به مطلبا شرعيا دستوريا إنسانيا مشروعا وعادلا.. لأنّ العدل ليس مصطلحا فضفاضا ولا يعوّض بحال مفاهيم العدالة الاجتماعية ولا يعوّض المساواة التي يقرّها الواقع رغم إنكار الناكرين.

إنّ استيلاب الحقوق وتعميق مفهوم الاغتراب والإمعان في الاضطهاد وفرض مضامين الاستعمار الجديد لا يمتّ بصلة إلى واقع متحرك لم يعد لأحد أن ينكر معه أنّ المرأة لم تخلق للبيت والمطبخ والغسل والطبخ، ولا هي وجدت للاستعباد في الحقول والمزارع والمصانع أو التهميش في ورشات بدائية صغيرة لا آفاق لها.

أمّا في انتظار تحقيق هذا المطلب الذي نريده معا وسنحققه، فيجب تقنين عمل المرأة في الحقل أوّلا بتحديد ساعات العمل وضبط أجر واضح تتساوى فيه مع الرجل، إلى جانب تسوية قضية التغطية الاجتماعية والصحية حتى يتسنى للمرأة الريفية العلاج والحصول على تقاعد مثلها مثل غيرها من الأجراء وأن يكون ذلك بوسائل ناجعة وعملية وليس عبر بيع الأوهام والاقتطاع من الأجور الموسمية التي يأكل السماسرة نصفها وبالكاد يبقى منها ثمن “الخبزة”.



وحتى يتحقق لها كل هذا يجب أن تُحترم إنسانيتها وذلك بتوفير نقل لائق يضمن لها الراحة ولا يبقى شبحا يهدّد حياتها… فهل هذا قليل على من تمثّل مكوّنا بالغ الأهمية في البناء الاقتصادي لدولة بأسرها؟ بل هو أبسط حقوقها على دولة هي من أوّل من يضمن بقاءها واستمرارية الحياة فيها مثلها مثل بقية الأجراء والأجيرات والكادحين والكادحات.. المنسيين والمنسيات.



#عيدة_بن_يوسف_بالصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع المرأة الريفية بين الموجود والمنشود


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عيدة بن يوسف بالصادق - واقع المرأة الريفية بين الموجود والمنشود