أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود كرم - الصومال في المأزق الديني














المزيد.....


الصومال في المأزق الديني


محمود كرم

الحوار المتمدن-العدد: 1607 - 2006 / 7 / 10 - 02:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تناقلت عدداً من الصحف اليومية قبل أيام خبراً يتعلق بالصومال مفاده : أن الشيخ عبدالله علي المؤسس للمجلس الإسلامي الأعلى في الصومال أعلن لدى تدشينه محكمة إسلامية جديدة في حي غوبتا الواقع جنوب مقديشو أن : كل شخص لا يؤدي الصلاة يعتبر كافراً وتأمر أحكام الشريعة بقتله ، وأضاف : أن الشريعة تأمر بقتل أي مسلم لا يؤدي الصلاة ..

ومن المعروف أن المحاكم الشرعية تسيطر على مقديشو وثلاث مناطق ونصف من أصل 18 منطقة في الصومال التي تشهد كما هو معروف أيضاً حرباً أهلية منذ العام 1991 ، وأعلنت المحاكم الشرعية إنها تريد فرض الشريعة على كامل الأراضي الصومالية ..

لا أدري في الحقيقة ما الذي يدعو إلى الحيرة في هذا البلد المنكوب ، الحرب الأهلية المدمرة والصراعات القبلية الفتاكة ، أم دخول الصومال في عهد الأسلمة والشرعنة والأصولية المتزمتة ..

هذه الفتوى التي يعمد المجلس الإسلامي الصومالي الأعلى على تنفيذها بداية لدخول الصومال نفق الأصولية المقيتة على النمط الطالباني الظلامي ، وكأن الصومال تنقصها فقط أن تدخل النادي الأصولي بامتياز لتبرهن على إنها دولة متخلفة من النوع الذي لا تنفع معها كل أساليب الحياة العصرية الحديثة ..

فهل يعقل أن بلداً في هذا العصر يصدر فتوى تأمر بقتل الشخص ( المسلم ) وتعلن عن كفره لمجرد أنه لا يؤدي الصلاة في انتهاكٍ صارخ للحرية الفردية وقداسة الذات الإنسانية ..

وكيف يعقل في ظل انتشار حقوق الإنسان وثقافة المجتمع المدني في الدول التي تحترم اختيار الفرد وتحترم حريته ، أن تقوم في المقابل محاكم التفتيش الدينية في دولة كالصومال للتدخل السافر الهنجهي في نوايا الناس ومعرفة إن كانوا يؤدون الصلاة أم لا ..!!

وفي ظل هذه الفتوى لا نعلم هل الصلاة التي يؤديها الفرد المسلم هي للناس ، أم إنها للرب الذي يعتقد أنه الوحيد الذي يجب أن يتوجه له بالصلاة ، وهل انتهت كل مشاكل الصومال لتتفرغ الآن لإصدار هذه الفتاوى العجيبة ..

في بلد مثل الصومال حيث تعصف به شرور الصراعات القبلية على السلطة وتفتك به الأمراض والأوبئة والفقر ، ويعاني من التشرذم وانتشار السلاح ، ويُقتل فيه الإنسان لأسباب تافهة ، وتنعدم فيه الحريات وحقوق الإنسان وثقافة المجتمع المدني ، فهل ما ينقص هذا البلد فقط أن تعلن إنها بصدد قيام الدولة الإسلامية ، وإصدار الفتاوى من هذه النوعية لتدخل تبعاً لذلك عهد الوصاية الدينية المقيتة على تصرفات الناس وميولهم ومعتقداتهم وحريتهم الفردية ..

ولا أدري حقيقة ، لماذا كلما كان المجتمع متخلفاً في كل النواحي ويسير نحو الهاوية يرجع إلى التمسك بالأصولية الدينية ، ولا يحاول أن يعرف أن سبب بلاءه وتأخره ومشاكله إنما بسبب تشبثه اللامعقول بالهوس الديني وتعلقه الشديد بالمظاهر الدينية الشكلية التي لن تحل له مشاكله أبداً ، فضلا عن إنها لا تصنع له مستقبلاً مزدهراً ..

ولا نعرف لماذا لا تعمل الجماعات الدينية في الصومال على إيجاد الحلول لظاهرة التقاتل القبلي والاحتراب العشائري الذي أخذ يفتك ببلدهم بدلاً من الانشغال بإصدار هذه الفتاوى التي لن تزيد الصومال إلا تخلفاً وانحداراً ورجوعاً لزمن المحاكم الدينية التفتيشية كالتي كانت شائعة في عصور الظلام الأوروبي ..

متى سيفهم المسلمون أن علاقة الإنسان بربه شأن خاص به ولا يجوز لأحد التدخل في هذه العلاقة أياً كان ومها كان موقعه ..



#محمود_كرم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة صانعة الحياة
- الانتخابات الكويتية : المرأة خذلت المرأة
- الإنسانيون وقيم الفرد
- مجتمعات المعرفيات الفاعلة
- الزرقاويون الحزانى
- ألمانيا 2006 وسحر الحبيبات
- التفكير فعلٌ في الخَلق
- الفكر العقلاني والفاعلية التغييرية
- كفرتُ بسحر الشرق
- ما أصعب الكلام
- فلسفة التحايل على الموت
- ظاهرة الثقافة الشفهية
- قراءات
- بعض فنون الحب جنون
- النووي الإيراني .. تتويج لأحلام القوة
- العالم يسير بعكس أحلامي
- جدلية التراث والحداثة
- الاستبداد المشروع
- الأنسنة في الفعل الأخلاقي
- الأنثى ولذة العقاب


المزيد.....




- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود كرم - الصومال في المأزق الديني