أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - للتأمُّلِ: بطاقة تعريفي الوطنيّة، هل تُعرِّفُ بي كذاتٍ أو كفردٍ مُجَزَّءٍ من مجموعةٍ؟














المزيد.....


للتأمُّلِ: بطاقة تعريفي الوطنيّة، هل تُعرِّفُ بي كذاتٍ أو كفردٍ مُجَزَّءٍ من مجموعةٍ؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6707 - 2020 / 10 / 18 - 19:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


04357189. هل عرفتني؟ لا، رقمٌ بِثمانية أعداد (Un nombre à 8 chiffres)! قد يكون رقمَ هاتفٍ قارٍّ؟
اللقب كشكار. هل عرفتني؟ لا، لقب منتشر في تونس والجزائر وسوريا وتركيا وروسيا!
الاسم محمد. هل عرفتني؟ لا، منك ملايين في كل العالَم الإسلامي!
تاريخ الولادة 16 نوفمبر 1952. هل عرفتني؟ لا، ملايين وُلِدوا في نفس التاريخ!
مكانها جمنة. هل عرفتني؟ لا، عشرات المئات وُلدوا بنفس الفردوس الأرضي!
اسم ولقب الأم آمنة بن حمودة. هل عرفتني؟ لا، ما أكثر الآمنات تبرّكًا بأم الرسول صلى الله عليه وسلم!
المهنة متقاعد. هل عرفتني؟ لا، قرابة المليون من المهمّشين أمثالك!
العنوان 4 نهج باردو حمّام الشط بن عروس. هل عرفتني؟ لا، أنتَ أو زوجتك أو ابنتك أو ابنك الأول أو ابنك الثاني أو قريبٌ مقيمٌ عندك؟
اجمَعْ كل هذه المعلومات أعلاه. هل عرفتني؟ لا، كلها أسماء لمجموعة انتماءات (Des appartenances). أنتَ، أين أنتَ كذاتٍ داخل هذه الانتماءات الواسعة والغامضة؟

بماذا يُعرّفُ الفردُ إذن؟ ربّما بِموروثِه الجيني (Son ADN)؟
ألم تقل لي في محاضرتك السابقة أن شخصية الفرد تنبثق من تَفاعُلِ جيناته مع محيطه؟ ألا تعرفُ أن الفردَ هو كائنٌ مستقبليٌّ متحوِّلٌ (Un être en perpétuel devenir)، وليس حاضرًا ولا ماضيًا؟
ربّما بِطَيْفِهِ الفيروسي (Son spectre viral)؟ تسكن الجسم البشري مليارات الفيروسات موزّعة على شكل خريطة لا تتكرّر من فردٍ إلى آخرَ، مثل خريطة خطوط البصمات.

هل عرفتني؟ المعذرة، لم أعرفك! وهل أعرفُ نفسي حتى تعرفني أنتَ؟ فرويد نفسه فشل في تعريفي فكيف تدّعي أنتَ معرفتي؟ أنسيتَ منطقة اللاوعي في شخصيتي (L`inconscient)؟
قالها سقراط منذ قرابة 25 قرنًا: اِعْرَفْ نفسكَ (“Connais-toi toi-même”).
كرّرها ديكارت منذ 5 قرونٍ: أنا أفكر إذن أنا موجود (“Je pense donc je suis”).

خلاصة القول: ذاتُ الفردِ أو ماهيتُه مفهومٌ قديمٌ قِدَمَ تاريخ الحضارات، ورغم ذلك ما زال الفردُ يُظلَمُ ويُعرّفُ بانتماءاته. انتماءاتٌ لا تعرّفه بل في بعض الأحيان قد تشوّهه: مثلاً، في أوروبا يعرّفونني بـ"مسلم عربي" وعن جهلٍ منهم بالإسلام والعرب يصنّفونني فورًا وظلمًا في خانة الإرهابِ والتخلّفِ! فهل أشرحُ لكل فردٍ منهم أن المسلمَ هو مَن سلِمَ الناسُ من يدِه ولسانِه، وأن العروبة ثقافة، ولا ثقافة تعلو على ثقافة حسب ما علّمنا علماء الأنتروبولوجيا الأوروبيون أنفسهم! في جمنة يعرّفونني بـ"يساري عَلماني" وعن عدم سِعةِ اطّلاعٍ منهم بتاريخ اليسار وتاريخ العلمانية وتفرّعاتهما، يحشرونني فورًا وظلمًا أيضاً في خانة ماركس وبُشرَى! أيُرضيني هذا التعريفُ بالانتماء إلى مجموعة مفاهيم-حقائب (Des concept-valise)؟ طبعًا لا وألفُ لا! ماذا أفعلُ؟ أأشرحُ لكل جمني منهم أن اليسارَ مفهومٌ سابقٌ لماركس وأن بُشرَى لا تمثلني مع أنني أومن بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة في الحقوق رغم اختلافِهِما في الواجبات، اختلافاتٌ تفرضها عليهما طبيعة كل واحدٍ منهما البيولوجية المتباينة.

ملاحظة ديونتولوجية: فكرةُ المقالِ، فكرةٌ مستوحاةٌ من محاضرةٍ للفيلسوفِ الفرنسيِّ المعاصرِ، العظيمِ ميشيل سارّ، سمعتها أمس على اليوتوب. يَرْحَمُ والِدَين ميشيل سارّ ويَرْحَمُ مَن مَن فكّرَ في ابتكار اليوتوب ونفّذَ!

إمضائي
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين نحنُ في تونس مِن حديثِ رسولِنا الكريمِ صلى الله عليه وسل ...
- كل ما في الحياة غير ثابتٍ وغير متوازنٍ وغير مستقرٍّ، فمن الع ...
- مرّت ثماني سنوات على التقاعد، ماذا جنيتُ؟
- كَيْفَ لِجِسْمِنا العَرَبِي أن يَتَعافَى وبعضُ خَلاياه سَرَط ...
- شَرُّ البلية في المجتمع التونسي هُمُ أنصافُ المثقفين!
- منذ القرن التاسع عشر، قالوا لنا سننهض. لقد مرّ قرنان ولم ننه ...
- فكرة قرأتها في كتاب: هل الجينات تحدّد مسبّقا الصفات الجسمية ...
- بعض أسباب نفور الجماهير العربية من الفكر اليساري؟
- تاريخ بعض المفاهيم الإسلامية: ملاحظات وفرضيات شخصية وليست اس ...
- سؤالٌ كبيرٌ أجابني عليه مفكرٌ كبيرٌ؟ (سؤال عدد 3)
- سؤالٌ كبيرٌ أجابني عليه مفكرٌ كبيرٌ؟ (سؤال عدد 2)
- سؤالٌ كبيرٌ أجابني عليه مفكرٌ كبيرٌ بعد الأكبرُ؟ (سؤال عدد 1 ...
- -الحضارة اليهودية-المسيحية تحتضر والمستقبل للإسلام-
- تسلّ فكري في مقهى الشيحي صباحاً؟
- صرخةٌ تونسيةٌ ضد -غزو القِيم الرأسمالية-!
- أختلفُ معهم، أحترمُ ذَواتِهم، لكنني، وبكل لياقةٍ وَوِدٍّ، أح ...
- ما الفرق بين العقلانية والعقلنة ؟
- أشواكٌ معرفيةٌ على الطريق: ماذا يحدث اليوم في الدول العربية ...
- سارقُ المعرفة يُقرِئُكم السلام ويدعوكم لمقاضاة المفاهيم الثل ...
- وجهة نظر نقدية شخصية ومحدودة حول -الإعجاز العلمي في الكتب ال ...


المزيد.....




- -حلم بعد كابوس-.. أمريكية من أصل سوري تروي لـCNN شعور عودتها ...
- بوتين يتوعد العدو بالندم والدمار!
- لغز الفرعون: هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي تحدث عنه الك ...
- كاتس من جنوب لبنان: باقون هنا للدفاع عن الجليل ولقد قلعنا أس ...
- بين حماية الدروز وتطبيع العلاقات.. ماذا يخفي لقاء جنبلاط بال ...
- الشرع يطمئن أقليات سوريا ويبحث مع جنبلاط تعزيز الحوار
- الشرع: تركيا وقفت مع الشعب السوري وسنبني علاقات استراتيجية م ...
- أمير الكويت ورئيس الوزراء الهندي يبحثان آخر المستجدات الإقلي ...
- قديروف يتنشر لقطات لتدمير معدات الجيش الأوكراني في خاركوف
- لوكاشينكو يدعو الشيخ محمد بن زايد لزيارة بيلاروس


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - للتأمُّلِ: بطاقة تعريفي الوطنيّة، هل تُعرِّفُ بي كذاتٍ أو كفردٍ مُجَزَّءٍ من مجموعةٍ؟