أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سالم روضان الموسوي - الارهاب والدين














المزيد.....

الارهاب والدين


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6706 - 2020 / 10 / 17 - 14:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الإرهاب والدين
كلما حصل حادث إرهابي ينسب الفعل إلى الدين الذي يعتنقه ذلك المجرم الإرهابي ومن ثم تتصاعد الاحتجاجات والاعتراضات على نسبة الفعل إلى الدين بدلا من نسبته إلى الشخص الفاعل، وتستمر المعارك الكلامية حتى يتناسى الجميع أصل المشكلة في استفحال ظاهرة الاعتداء الإرهابي ويبتعدون عن البحث في مغذياته الفكرية، وفي الأيام الماضية حصل حادث، هو من بين سلسلة حوادث تتسم بالطابع الإرهابي ، وهذا الحادث في باريس حيث تم ذبح احد المدرسين في المدارس الفرنسية ، ونسب الفعل إلى الإسلام لان المجرم كان مسلما، ورئيس الدولة الفرنسي قد وصف الفعل "بالإرهاب الإسلامي" وقبل ذلك قوله بان "الإسلام يعيش في أزمة" ، وتعالت الاحتجاجات والاعتراضات على هذا التوصيف، وبعض الدوائر الرسمية قد تبنت الرد على ذلك ، لكن وجدت بعض الأفاضل من المفكرين في الوطن العربي قد استهجنوا نسبة الإرهاب إلى الإسلام بينما لا ينسب إرهاب الدول الغربية إلى دينهم، مع إنها بشكل عام تمارس إرهاب دولي وتقتل وتشرد الشعوب وليس الأفراد فقط وعلى وفق تغريدة احد الأفاضل في تويتر التي جاء فيها الآتي (يدمرون بلاد الإسلام ويشردون شعوب بلاد الإسلام ويسرقون خيرات بلاد الإسلام ومع ذلك لا نصف جرائمهم بالإرهاب المسيحي ولكن إذا ارتكب مسخ إرهابي داعشي تكفيري جريمته البشعة في حق مدرس فرنسي ربط ماكرون ووزيره الجريمة بوحشية الإرهاب الإسلامي!!) وعلى الرغم من إدانة الفعل الذي ارتكبه ذلك المجرم، لكن هذه التغريدة لفتت الانتباه إلى سبب نسبة تلك الأفعال إلى الدين الإسلامي الحنيف إذا ما كان الجاني مسلم، ارى ان السبب ليس في ربط الفعل بالدين بشكل مجرد عن أسباب تقود إليه ، وإنما لأننا نجد إن اغلب من ارتكب الإرهاب والتفجير والتفخيخ يعلن بان دوافعه هي حماية الدين الإسلامي ويوفر الغطاء الشرعي لفعله بفتاوى الإرهاب والتفخيخ من بعض ممن زعم انه رجل دين إسلامي وتبنى أفكار لأشخاص تم تأليههم وتقديسهم دون فحص أو تمحيص لصدق أقوالهم ونواياهم عند الإفتاء ، لأنهم وان كانوا على درجة عالية من المعرفة إلا إنهم من بني البشر الذين تقودهم نواياهم وتسول لهم أنفسهم، والله عز وجل قال في محكم كتابه يصف النفس البشرية بأنها أمارة بالسوء وعلى وفق الآية الكريمة (وَمَآ أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ ٱلنَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّىٓ إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ، كما إنهم معرضون إلى الخطأ في الرأي والاجتهاد بمصداق الحديث النبوي الشريف (كل بني آدم خطاء, وخير الخطّائين التوابون) ، وهذا ما يقود غير المسلمين إلى الاعتقاد بان هذا هو فعل الدين الإسلامي ، بينما نجد إن الغرب في كل أفعاله المشينة وغزواته الحربية لم يربط أفعال القتل التي مارسها بأي صلة بدينهم المسيحي، وإنما وفر لها أسباب أخرى منها أسباب اقتصادية وآخرها تتعلق بحقوق الإنسان وغيرها من المبررات للعدوان على الشعوب ، كذلك بالنسبة لافعال القتل والترهيب والتشريد التي يقوم بها الغرب لم تكن بفعل أفراد وإنما أفعال دول تتبنى خطاب الحرب بوصفها دولة وقرار سيادي تتخذه قياداتها وتنفذه جيوشها وكل أثاره تعود إلى الدولة، بينما نجد إن أفعال هؤلاء الإرهابيين ممن يعتنقون الإسلام يجعلون فعلهم لنصرة الإسلام وإنهم ينفذون ما اقره الإسلام، كذلك نجد إن الدول الغربية ومنها التي تزعمت الإرهاب سواء في أوربا أو أمريكا عملت على فصل الدين عن الدولة، مما وفر الحماية لدينهم من أن تناله سهام الاتهام برعاية تلك الأفعال، بينما في العالم الإسلامي ما زالت الدول تجعل من الإسلام قرين كل فعل بشري، بل إنها جعلت من إخفاقات زعماء تلك البلدان هي منطلقات إسلامية وأضفت عليها القداسة وبشكل معلن ، وتم تسويقه إلى الغرب على إن الإسلام هو الفاعل في كل تصرفات الدول الإسلامية، وبذلك ينعكس الفعل المرتكب على الدين وليس على الأشخاص ، وحتى على المستويات الصحية التي يجب أن تتوفر على العمل والمعرفة الطبية والأبحاث الفنية المتخصصة نجد إن الدول الإسلامية لجأت إلى الدين باعتباره مؤسس لوجود الأوبئة لأنها من جنود الله عز وجل واعتبرته عقاب رباني القصد منه تطهير البشر من الخطايا وسوقت هذا المفهوم إلى الغرب عبر وسائل إعلام ضخمة، وجعلت من العلاج هو الدعاء فقط وتناست إن الله عز وجعل قد أمر البشر بالتفكير والعمل في إيجاد الحل للمشاكل ودون اللجوء إلى الغيبيات التي تضر ولا تنفع أحيانا، بل ان بعضهم قد اتبع الفتاوى دون ان يبحث فيها حتى وان دعته إلى القتل والانتحار، بينما الله عز وجل في كتابه العزيز يقول (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) أي لا تسير وتتبع ما لم تعلم ماهيته وهدفه وإنما عليك التبصر والبحث فيه، لذلك أرى إن الخلل الذي أدى تمكين غير المسلمين من النيل من ديننا الحنيف ، يتجلى في ربط أفعالنا جميعها بالدين، وان الدول الإسلامية ومؤسساته الدينية جعلت من الإسلام وسيلة تنفيذ غايتها، ووظفت وعاظها لتعزيز سلطتها، وفي مثال حي نجد ان الدول العربية وهي جميعا دول إسلامية وتنص في معظم دساتيرها على إن الدين الإسلامي هو دين الدولة الرسمي، ومع ذلك فانها شكل نظامها السياسي يختلف بين نظام جمهوري وملكي ونيابي وديمقراطي وديكتاتوري ، ويتخاصم زعمائها فيما بينهم، مع ان مرجعيتها الدينية واحدة ، لكن نجد إن كل نظام وظف عدد غفير ممن يسمون أنفسهم برجال الدين إلى تأويل النصوص الدينية لمصلحة الحاكم، حتى إن بعضهم لا يتورع عن أن ينقلب على ما سبق قوله إلى رأي أخر مضاد له ، وفي عملية التطبيع الأخيرة بين الكيان الصهويني وبعض العرب مثال حي على ذلك، وارى الحل لصيانة الإسلام من أن تلحق به هذه الأفعال المشينة التي نهى عنها، بان نتعامل مع الدين في إطاره الصحيح، وان لا نلوثه بعقابيل السياسة التي لا تعتمد على الثبات في المبدأ بل إن أهم مبدأ فيها هو التقلب والتلون.
القاضي



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الالتزام والثبات على المبادئ
- القانون المدني العراق والاحتفاء بذكرى صدوره
- الموظف في خدمة المواطن
- هل تخضع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لأحكام الملكية المعنوي ...
- لماذا نقيم الشعائر في ذكرى ثورة الإمام الحسين عليه السلام؟
- هل ينتقل الشرط الجزائي في العقد إلى الورثة؟
- أسباب تعطيل القانون النافذ وعدم تطبيقه (القرار 141 لسنة 2002 ...
- مراكز البحوث والدراسات وأهميتها في معالجة الأزمات في العراق
- الحق الدستوري للمواطن في الرعاية الصحية
- حل مجلس النواب بواسطة السلطة التنفيذية ومبدأ التوازن بين الس ...
- هل يجوز توقيف البريء؟
- السياسة الجنائية تجاه جريمة التسول
- من هي الجهة المختصة بتفسير النصوص القانونية؟
- بدر شاكر السياب والتعليق على الأحكام القضائية
- حق المواطن في معرفة مصير أمواله -قانون رسم بناء المدارس إنمو ...
- الراتب التقاعدي هل هو تعويض أم التزام تعاقدي؟
- دار الظالم والفاسد مآلها الخراب
- الدفاع الاجتماعي بين التعليم والقضاء
- صفات القاضي في فكر الإمام على بن أبي طالب (ع)
- ابطال عريضة الدعوى بين النص القانوني والعرف القضائي


المزيد.....




- إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي ...
- 10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
- برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح ...
- DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال ...
- روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
- مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي ...
- -ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
- ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
- إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل ...
- الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سالم روضان الموسوي - الارهاب والدين