زهراء الياسري
الحوار المتمدن-العدد: 6705 - 2020 / 10 / 16 - 10:54
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
في حادثة غريبة من نوعها قامت بها عائلة عراقية في إقليم كردستان العراق حيث قامت بأستئجار طائرة خاصة بمبلغ 55 الف جنيه استرليني متوجهة إلى ألمانيا و تدعي أنها وفد دبلوماسي رفيع المستوى من أحد بلدان الكاريبي و عند اخذ الأذن بالهبوط تبين أنهم أدعو ذلك لطلب اللجوء إلى ألمانيا ذاكرين أن السبب هو ضغوط عائلية على الزوجين لتنفيذ عملية ختان ابنتهم البالغة من العمر سبعة سنوات و الذي قوبل بمعارضة الزوجين رغم إصرار الأقارب و الاهل بتطبيق هذا الأمر باعتباره من العادات والتقاليد الواجبة.
تعليقي على هذا الموضوع :
قد يكون هذا الحادث حجة استخدمها الزوجين للحصول على اللجوء في ألمانيا بأتخاذ هذه الذريعة مستغلة مناهضة ألمانيا لهكذا ممارسات بحق الفتيات و النساء و نشاط حقوق الإنسان و الطفل في تلك الدولة رغم أنها قد دفعت ثمن ذلك مبلغا ضخما جدا و لكن باعتقادي أن الأمر بالنسبة لهم يستحق المجازفة و لا نعلم حجم الضغوط التي تعرضوا لها بالفعل أو هل فعلا هو السبب الحقيقي وراء هذه القصة التي تبدو انها تحمل الكثير بين طياتها.
اما موضوع ختان الإناث الذي يعتبر موضوع حساس جدا و شائك يرفض العديد من دعاة المحافظين على الأعراف و التقاليد و المتطرفين و القبليين ممن غلبت عليهم صفة التطرف الفكري و التخلف و الجهل أن يتم نقاشهم فيه.
الموضوع شائع الاستخدام في دول أفريقيا و بعض الدول التي تنظر للمرأة نظرة دونية و تعتقد أن هذا الموضوع من شأنه المحافظة على شرف البنات و عدم استغلالهن و استمالتهن و لكنه خطأ فادح و كبير بحق الطفولة و الإنسانية يقضي على الفتاة الصغيرة أن تعيش حياة نفسية مريضة و معقدة و تعاني من مشاكل و تراكمات نتيجة هذا الأمر.
العديد من البلدان العربية مثل مصر و السودان و المغرب و غيرها تعاني الفتاة فيها منذ مراحل مبكرة تدفع ثمن تخلف و جهل مجتمع كامل بحجة الحفاظ على عفة البنت و طهارتها.
مؤخرا أخذت بعض الناشطات في حقوق المرأة و الطفل في السودان و مصر و غيرها بتنظيم حملات لمناهضة تفشي ظاهرة ختان الإناث و إطلاق حملاتهم عبر السوشال ميديا لجمع تواقيع لإيقاف هذه الظاهرة البشعة التي دمرت حياة الكثير من الفتيات الصغار.
و اعود إلى موضوع هجرة العائلة العراقية و التي بعد تفحص وجود ظاهرة ختان الإناث في العراق اكتشفت انها تتم بسرية في بعض مناطق العراق و بشكل محدود جدا و لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل فعلا الأمر كما قيل و انه كذلك ام انها خدعة عيد الهالوين مقدما ابتدعوها للهروب من أمر ما أو من واقع متردي لطلب اللجوء؟؟!!
الايام كفيلة بالإجابة.
#زهراء_الياسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟