سجى مشعل
الحوار المتمدن-العدد: 6705 - 2020 / 10 / 16 - 01:37
المحور:
الادب والفن
سلامٌ عليّ حينما وطِئتُ بدايات النّضج، وعرفت بأنّ ناصية الحزن ليست إِلّا مِنصّة نتعايش معها، ولا بدّ من غلَبة أحدنا على الآخر في النّهاية، ثمّ إنّي أقول وإن كانت حصيلة ما قد حصدته من سنيّ العمرِ ليست إلّا اثنان وعشرون عامًا، لكنّها مفعمة بكلّ ما قد يوصل المرء إلى قناعة النّضج والتّعايش مع الموجودات، إلى قناعة الصّلابة، وتصنّع القوّة أو السّعادة في غيرِ موضع من مواضع العمر؛ وبالإيقان التّامّ بأنّ الهشاشة ليست علّة أو نقصًا غائرًا، إنّما هي طبيعة مُتأصّلة بين ثنايا هذا الجلد وفي جزيئاته، وبأنّ العيون مغارف الكلام، وبأنّ مداراة الشّعور على حوافّ الذّاكرة لا يفعل شيئًا غيرَ دفعِه إلى مدامع المُقَل، وهذا ما يستحثّ الصّادقين على قراءتنا، وعرفت بأنّ القلوب مصانع القوّة والضّعف في آنٍ معًا، ولست مُنكرة في أيّ يوم شقاق النّفس وصراعاتها، ولن أكون أقلّ خبرة منّي في معرفتي، ولأنّ كلام النّاس لا يُسمن ولا يُغني من جوع؛ فإنّي أضع نُصْب عينيّ روحًا شغوفة، وضميرًا ما فتئ يُصرّ عليّ بالرّجفات وفي عزّ اغترار الأزمات، لست في صَدد تَكرار حشود الشّعور، لكنّي متعايشة جدًّا مع فكرة الغرق في الواقع حدّ الذّوبان في التّعايش، من خلال ملامسة مكامن النّدم والألم، والانتصار عليها بمُغالبة النّفس
#سجى_مشعل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟