|
مطابقات شعبية ترتقي لفعل مقاومة الاحتلال الاجتثاثي
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 1606 - 2006 / 7 / 9 - 09:15
المحور:
كتابات ساخرة
" صار طشارها مالة والي" " عصفور كفل زرزور واثنينهم طيارة " " تشتري منة وتبيع علينة ؟ " المقاومة هي كل اشكال الرفض والاستياء والدفع باتجاه التغيير الحقيقي من حالة الدنس الى حالة الطهر من اي كابوس كان ، لفساد او استبداد او خلل سياسي او اجتماعي او اقتصادي او فكري او اخلاقي ، فكيف والحالة طوفانية اجتثاثية مدمرة وفتاكة كحالة الاحتلال التي تحتوي كل انواع الكوابيس السوداء المعروفة وغير المعروفة للشعوب وعلى مر الزمن ؟. ان اوسع انواع المقاومة واكثرها شعبية في عراقنا اليوم هي التندر والتهكم والتشبيه باستخدام كنز المخزون الموروث واسقاطه على افعال المحتلين وازلامهم وعلى ادلائهم الكبار والصغار ، ان التشبث بتاهيل هذه اللغة الشعبية المتاصلة في العراقي الاصيل هي نوع من انواع الدفاع عن النوع والذات بوجه المتأمركين والطارئين وقرود التقليد والانبهار السطحي! هي الاشاعة التي تلحق ابلغ الضرر به ، ويتفنن الاهلون في استخدامها سلاحا مربكا ، يجعل كبيرهم قبل صغيرهم يتلفت ، ذعرا من شبح اشاعة سارية كالنار في الهشيم ، " دفع صولاغ نصف مليون دولار ، لانقاذ شقيقته ! ليس هذا فقط وانما اطلق سراح عشرة من النساء المحتجزات في اقبية وزارة الداخلية " بعدها حلف صولاغ الف يمين ان ذلك لم يحصل ، فقال له احدهم : لا تحلف مولانا نحن نصدقك ، فتمتم اخر متندرا ، من " طيز دبش "! وفي اشاعة اخرى ، ان رايس وجاك سترو قد قالا نصا واضحا الى الجعفري مفاده : اتفهم ام لا تفهم اننا مستعدون لمحاكمتك في اي وقت لاتتفهم فيه وصايانا ، فمحكمة الجنايات التي شكلناها جاهزة والتهم جاهزة والقضاة جاهزون ، فماذا تقول ؟ رد الجعفري سمعا وطاعة !! وهي الامثال والحكم ولوازم الحوار الشعبي العراقي التي يجهلها ولا يستطيع فهم مغازيها المستعربون الامريكان ، والعرب المتأمركون ، "لا نقصد هنا عرب العرق ، وانما عرب الثقافة ، الدين ، وكل الاديان شرقية ، وعادات ، وتقاليد ، وذوق ومذاق ، ومزاج ، وهنا يكون المفهوم اوسع ، ويشمل كل العراقيين دون استثناء " . نعم فالنطبق منطوق المثل الشعبي القائل " اكعد اعوج واحجي عدل " اليس هذا عين العدل ؟ ان حالة التلاطم والفوضى والتقطيع وخلط الاوراق ، التي يعانيها العراق وشعبه في ظل الاحتلال ، الذي جعل " الاخضربسعر اليابس " وقلب الموازين ، مستخدما وبكثافة عصارة الرقي الاستعماري في القتل والابادة وتمزيق الشعوب بالمبدأ القديم الجديد "فرق تسد" لينفثه سما مهلكا في الجسد العراقي المتعب ، لكن روح هذا الجسد تقاوم وتقاوم ، فالمسألة مسألة وجود ، والجسد يتشبث باسنانه واظفاره بعراقه المسجى ! انه يتقصد اجترار موروثه بل واعادة تأهيله ، انه يستنهض كل خطوط دفاعه ومناعته بوجه هذا المارد الارعن ، ففي اوقات الخطر القصوى يعمل العقل الباطن عمله ، والذاكرة تعتصر نسغها لتحصين الجسد من فقدان عمقها وترابط صورها المخزونة ، ومن خطر الغيبوبة الكلية ! ان نزوعا شعبيا اخذ بالتزايد نحو ارتداء الازياء التي ترمز الى العراقية وهويتها " السدارة ، والعقال ، والحجاب " كلها تقول قولتها بالضد من ثقافة المحتل وبطانته ، حتى عند صاغة الذهب تحولت خارطة العراق الى اكثر المصوغات شعبية في صناعتهم واسواقهم ، والناس تشتريها بشغف مقصود ! . النكتة والسخرية والحكمة المأثورة ، والمثل الذي خلفه حكاية ، هي ادعى للاستدعاء والاسقاط والتشبيه النافذ الصارخ والمحكم ، كلها ادوات تصنع قوة شحن معنوية وتعبوية ، فعلها لا يقل عن فعل البندقية بوجه الخصوم المحليين والمحتلين ، انها البلاغة الشعبية ، والحكمة الفطرية والتورية الذكية ، كلها تدخل القلوب وتهيج المشاعر دون استأذان ، انها السهلة الممتنعة في ارقى صورها ، انها مقاومة شعبية . في نطاق دراسة اعكف على انجازها تتناول هذا الموضوع ، استعير منها واستدعي اكثر من 100 من الامثلة والتشبيهات والاسقاطات الشعبية وهي مما تيسر ، وسنترك توضيح بعض المفردات الصعبة ودلالاتها ، وامكانيات مطابقاتها على حالات التردي الشامل الذي يعيشه العراقيون الى محاولات القراء انفسهم ، علما ان الحوار الشعبي العراقي يزخر عموما بالتشبيه وذكر الامثلة بشكل ملفت اثناء الحديث الدارج واليومي ، واعتقد انه اكثر من الشعوب الاخرى في منطقتنا استخداما للتشبيهات، على الرغم من ان شعوبنا العربية والاسلامية تشترك بهذه الخاصية ، وكثيرا ماتجد مايعادل بل ويطابق المثل الشعبي العراقي قرينه عند الاشقاء العرب والمسلمين ، ولا ادري تحديدا ان كان مرد ذلك يرجع الى ضعف في القدرة على استنباط الاشتقاقات اللفظية للتعليل او التعليق على الحالات والافعال الجارية ، ام انها ملكة مضاعفة بالفطرة وتجود بكرم ، في الربط واستخراج الدلالة ، بفن التشبيه الاستطرادي المحكم ؟
" ضاع الخيط والعصفور " "الحجي ماعليه ضرائب " " ايدور على النغل ياهو ابوه " "مثل حال السدانة بالماي حالي " " عرب وين طمبورة وين " "لا حظت برجيلها ولا اخذت ملا علي " " الحمى تجي من الرجلين " " مشتهي او مستحي " " ضيع الصاية والصرماية " " خبزة لا تثلمين باقة لا تحلين اكلي لمن تشبعين " " او على هالرنة اطحينج ناعم " " جماعتنا مثل ، اطرش بالزفة " " ان جانت هاي مثل ذيج خوش مركة او خوش ديج " " قيم الركاع من ديرة عفج " " مثل خبز باب الاغا حار و مكسب ورخيص " " مثل السمك ماكول مذموم " " ضرطة بسوق الصفافير " " شنو خان اجغان ؟" " شنو سوق الهرج؟" " شنو حمام نسوان ؟" " شنو حمة حمامك؟" " شنو دواء العقرب غير النعال ؟ " " صارت ماسخة " " العب بالمكصص لمن يجيك الطيار " " الامام اللي ما يشور ايسموه ابو الخرك " " من قلة الخيل شدوا على الجلاب اسروج " " رادو ايسرجون الخيل ، الخنفسانة شالت رجلها " " ذيل الجلب ما ينعدل " " ماكو زور يخلة من الواوية " " يتخنث للغلب " " مو كلمن صخم وجهة صار حداد " " مو كل امدعبل جوز " " ايدك بالدهن " " من هذا المال حمل اجمال " " يا من تعب يامن شقا يامن على الحاضر لقا " " صفة البيت لمطيرة او طارة بيه فرد طيرة " " سلم البزون شحمة " " صح لها رجل فقالت اعور ! " .
في البخل ، والدناءة : "ايدور بالخرة حب رقي !" " ما ايخري حتى لا يجوع !" .
" لا تطلب الحاجات الا من اهلها " " الطبع اللي بالبدن ما يغيرة الا الكفن " " اللي تكرصة الحية بيدة ايخاف من جرت الحبل " . اهازيج ، وتستخدم كامثلة ايضا : " عالو بيك يلي منك تجي العيلة " " ياكاع اترابج كافوري " " يدحج بالحايط حظة ايدولب بيه " .
" خوجة علي ملا علي " " صب بيهة جب بيهة " " نفس الطاس والحمام " " مثل العجايز بس ايدردم " " على حس الطبل خفن يا رجلية " " شله وعبر " " ابو الكروة ، ايبين بالعبرة " " محد يعرفك يالبن ، الا الي خضك " " اللي ما ايسوكة مرضعة سوك العصى ما ينفعة " " لو تموتين مالبسج خزامة " " شاف او ما شاف " تشبيهات : " عسى نارهم تاكل حطبهم " " يضرب اخماس باسداس " " الصفنة مو الك " " روحك ابخشمك " " ترجف مثل السعفة " .
امثلة بحكايات : " اذا صارت حاجتك عند الجلب كلة حجي جلب " " منو ياخذ امي اقل له عمي " " الرجال في الهزيمة كالغزال ! " " وصلت يم ابن عمها وتحشمت " " ضاعت افلوس المعجون يا خريفان " " ياكل وية العميان " " يجي الليل وتسمع حس العياط " " اشعيط ومعيط او جرار الخيط " " عرس واوية " " اكعد اعوج واحجي عدل " " جانت عايزة التمت " " امجدي او يشرط " " يطلب من الحافي انعال " " من ايدة الله ايزيدة " " ابكل عزة يلطم " " حمص بالجدر ينبص " " اللي ابعبة صخل ايمعمع " " لحم الخروف معروف " " ايطوف على ماي الكروش " " حجي مايلبس عليه ثوب " " مثل ام البزازين كل يوم ابمكان " " قالوا للبزون خراج دوة ، كامت تطمة !" " كل لشة تنشال من اكراعه " " الجذب المصفط احسن من الصدك المخربط " " البيه ما ايخليه " " اذبحه على قبلة "
" امضيع صول اجعابة " " اشكول اشكول ورد الباجلة " " الفار يلعب ابعبة " " تساوت الكرعة وام الشعر " " تتباهة ابشعر اختها " " الطول طول النخلة والعقل عقل الصخلة " " خراعة خضرة " " جاء ليكحلها عماها " " شيم العربي واخذ عباتة" " جنة بدون الناس ما تنداس " " السمكة خايسة من راسها " " خيط او خرابيط " " كص راس موت خبر " " كاكة وكلمبة وجليب الماي " " حاميها حراميها " " اتريد صاحبك دوم حاسبة كل يوم " " كمل الغركان غطة " " الله ينطي الجوز للماعندة اسنون " " يتيمة او جابت ابنية " " رضينا بالبين والبين مارضا بينة " " ما ايبول على ايد مجروح " " من برة هالله هالله اومن جوة يعلم الله !" " تريدها اكبار اكبار اتريدها اصغار اصغار " " اتريد ارنب اخذ ارنب اتريد غزال اخذ ارنب " . " الباب التجي منها الريح سدها واستريح " " اسمة بالحصاد او منجلة مكسور " " الحجارة اللي ماتعجبك تفشخك " " تيتي تيتي مثلما رحتي اجيتي " * ياعمي صرنا مثل بول البعير بس نرجع ليورا . * البوك افلس ، بس وزارة النفط مليار دولار شهريا ، او عندك الحساب ! اما الباقي ففرهود واصل لأم اسليمة ، والدايرة ادور ، او عينك ما اشوف الا النور ، يمعود خلي الطابك مستور. * راحوا منا اكثر من 200 الف قتيل من الشهداء ، بيد ها الاوباش المحتلين ، والحبل على الجرار . * والله لنراويهم نجوم الظهر ! " اللي يدري يدري واللي ما يدري ايكول كبضة عدس " تدري او لا تدري فان الذي يعرف مايريد ، يدري كيف يقصص اجنحة الظلام ، حتى يعود الضياء ؟
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هبوا ضحايا الاغتصاب
-
خازوق الاحتلال لا يستثني احد
-
الاحتلال الغائب الحاضر في مبادرة المالكي
-
الصومال تتناطح للتخلص من قبضة الشر الاوسط الكبير
-
دولة الناس ودولة الله
-
أرهابيون لكن ظرفاء
-
كذب الامريكان وان صدقوا ! يريدون الزرقاوي قميص عثمان لجرائمه
...
-
هجوم امريكي مضاد لتثبيت افرازات الاحتلال ! خمس ساعات من التو
...
-
عصيان مدني على الموت
-
ماذا بعد الزرقاوي ؟
-
عراقيات مع سبق الاصرار
-
مجانين امريكا وبريطانيا يقاتلون في العراق
-
هولوكست اطفال العراق
-
بصرتنا لم تعذب محب ، لكن النفط عذبها
-
في حاج عمران حصان طروادة امريكي يترصد ايران
-
اربيل وبغداد شهدت (مولد) حكومي صاخب ، صاحبه غائب
-
دولة الفشل المذهل !
-
من هم الارهابيون ؟ من المطالب بتزكية نفسه ، المقاومة ام الاح
...
-
هنري كسينجر يطالب بالانتقام من العراق
-
المقاومة الرقم الاصعب في المعادلة العراقية
المزيد.....
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|