عباس موسى الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 6700 - 2020 / 10 / 11 - 20:36
المحور:
الادب والفن
الى اين؟ الى اين؟ الى اين؟
من هؤلاء .. انهما يحملان نعشي؟
شخصان غريبان.. لم يسبق لي رؤيتهما.. من هؤلاء؟
لماذا يرتديان بدلات زرقاء.. ويلبسان الكمامات والكفوف؟..
اين ذهب الاهل والاصدقاء والاقارب؟؟
لقد اختفوا جميعا .. لم يبق منهم سوى شخص واحد لم يذكرني قبل وفاتي ولم يسأل عني منذ سنوات عديدة..
لماذا تخلى الاخرون عني؟ .. لا احد يبكي على فقداني.. لا احد يحزن على فراقي..!!
ما هذه الارض المقرفة.. المهجورة .. لماذا القبور هنا متباعدة؟؟
اشعر بهزة ارضية تكاد تحطم كفني الهش..
عرفت الان مصدرها.. لقد رميا بجثتي على الارض..
لماذا وجوه من يحملاني غاضبة.. وشفاههما تلعنني؟..
لقد نزعا جسدي عن كفني بقسوة.. تركاني تحت اشعة الشمس..
مسك احدهما بخرطوم طويل.. رش كفني بمادة سائلة تزكم الانوف..
رفعا ايديهما بالصلاة والدعاء وتمتمات لم افهمها.. ثم رماني داخل حفرة..
الجميل ان احدهم تلقفني ووضع جسدي في ركن ما من الحفرة.. و دفع برأسي بعنف..
وضع حجرا تحت هامتي.. وقدمي.. وقفز الى الاعلى.. نظف جسده من بقايا آثامي..
مسك مجرفته وأهال التراب علي .. بصق عدة مرات ورمى بالمجرفة بعيدا...
يا هذا لا تلمني.. لا تلعنني.. ليس ذنبي ان اموت هكذا وبهذه الطريقة..
ياهذا .. كنت مثلك من قبل.. واتمنى ان لا تفقد حياتك مثلي .. غريبا بعيدا عن احبائك..
(يتبع...)
#عباس_موسى_الكعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟