رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 6700 - 2020 / 10 / 11 - 16:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا ينتظر من تركيا وإيران موقف براغماتي في تحول دورهما من دول ذات سيادة في المنبع إلى دول مبادرٍة والبدء بمبادرة دبلوماسية متعددة الأطراف بشأن المياه المشتركة العابرة للحدود بسبب هشاشة وضعف المؤسسات والمشهد الاقتصادي المتغير في المنطقة، وتغير المصالح وهياكل السلطة وعدم الإستقرارالسياسي. هناك مساران واضحان تبين سلوك الدول التي تشترك في أحواض الأنهار المشتركة وهما مسار "عدم إتخاذ القرارات" ومسار "القوة الفكرية" هذان المساران يمكن أن يغيران الوضع الراهن في دبلوماسية المياه. حيث قيمة الفوائد الاقتصادية والبيئية والجيوسياسية من خلال دبلوماسية مسار "القوة الفكرية" في المفاوضات حول تحديد الحصص من المياه من الأنهار المشتركة العابرة للحدود يكون مجدياً ومفيدأًعندما لا تؤدي دبلوماسية مسار "عدم إتخاذ القرارات" إلى تعاون إيجابي بين الدول المشاطئة بسبب التفاعل المعقد بين دول المنبع المهيمنة ودول المصب الغير المهيمنة ، مما يؤدي إلى حالة تحافظ فيها الدول عن قصد أو غير قصدعلى الوضع القائم لحماية مواطن الضعف المحلية أو حالة الهيمنة. تركيا وإيران تحاولان المحافظة على الوضع الراهن بسبب وضعهما المهمين على مصادر المياه المشتركة العابرة للحدود وكسب المزيد من الوقت لإكمال مشاريعهما المائية في أحواض الأنهار المشتركة ، من جانبها يحاول العراق الانتظار بصبر لإيجاد الوقت المناسب لبدء المفاوضات معهم ولكن دون أن يكون هناك تعزيز لمهاراتها الفنية والتفاوضية من خلال المزيد من البحث والتطويروعرض ما يسبب هذا الواقع المفروض على حدوث أزمات مائية وكوارث إنسانية لسكان العراق وخاصة بعد العام 2025. يعمل مسار "قوة التفكير"على زيادة قوة التفاعل ، وحدٍة التحليل ، وبيان كيفية تأثير الضغوط الإقليمية على الدبلوماسية الوطنية. يمكن للجهات الفاعلة الدولية أن تلعب دورًا مهمًا في بناء توافق الآراء وتوفر المعرفة على أرض الواقع أثناء عملية التفاوض. وأن تكون هذه المفاوضات ذات قيمة عالية في تنفيذ ترتيبات الحوكمة والإدارة الرشيدة للمياه، لذا في ظل هذا الوضع على العراق التحرك نحو المجتمع الدولي وإبراز أحقية حقوقها المائية بإشراك طرف ثالث في محادثات حول المياه مع دول الجوار المائي تركيا وإيران وكجزء من دبلوماسية مسار "القوة الفكرية"
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟