|
مناظرة مع مشروع الدبلوماسية الروحية المتمثلة بمقولاتها المركزية المتعلقة بالابراهمية-
عيسى بن ضيف الله حداد
الحوار المتمدن-العدد: 6700 - 2020 / 10 / 11 - 13:27
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مناظرة مع مشروع الدبلوماسية الروحية المتمثلة بمقولاتها المركزية المتعلقة بالابراهمية- كدين ابراهيمي مقترح يصب عبر مجراه في القدس الابراهيمة .. (المادة المعلوماتية مستمدة من هبة جمال الدين – مصر ) الموضوع - كبداية وجدت هذه الدعوة منطلقها من مراكز بحثية أوربية، ومن موقع بحثي في وزارة الخارجية الأمريكية – أشار أيضاً إلى الدين الإبراهيمى الواحد الرئيس الأمريكى باراك أوباما؛ خلال تقرير الدين والدبلوماسية الصادر عن معهد بروكينجز الدوحة 2013، ولوحظ أن المراكز المروجة لهذا الفكر أخذت خطوة أكثر تطرفاً وبدأت تُعد لـ«كتاب مقدس» جديد..ودين جديد..-- تمكنت السيدة هبة من إحصاء ما ظهر منها – 18 مركزا.. وتمكن المركز الدولي للدين والدبلوماسية وهو أحد مراكز الدبلوماسية الروحية، من تطوير مناهج 1600 مدرسة في باكستان – وتنظيم حلقات دراسية في القاهرةـ جمعت قادة سوريين، وتدريب لاجئين سوريين عام 2012.. – على وقع من هذا الحدث، ظهر قس كورى من معتنقى هذا الفكر ألف كتاباً حديثاً يحمل عنوان «القدس الجديدة» دعا فيه إلى ضرورة قيام دين عالمى وتحدّث عن واقع جديد تماماً للقدس، إذ يعتبرها مدينة إبراهيمية، أتى هذا الرجل إلى مصر، قابل فيها جماعات من النخبة المصرية.. وفي ظل من ذلك ظهر من يحاول خلق جيل كاره للأديان بوضعها الحالى، ليصبح مهيئاً لقبول فكرة الدين الجديد. كما يبدو أن أحد أهم محاور اهتمام هذا الفكر هو الصراع العربي الإسرائيلى والصراع السنى الشيعى، و الحديث بكثافة عن القدس.. خطوط موازية - البنك الدولي ومؤسسات مماثلة تدخل على الخط: مع مطلع الألفية من خلال عدد من مؤسسات الدولية، مثل البنك الدولى وصندوق النقد الدولى وغيرهما من المؤسسات التابعة للأمم المتحدة، أصدرت تقارير تتحدث فيها عن أهمية دور الدين كأداة لتسوية الصراعات، وسعت لتقديم مساعدات للمؤسسات الدينية. وهي ترى أن العالم الغربي قد حقق التنمية المستدامة ، أما النصف الثانى المتدين فلم يحقق التنمية، ومنطق هذه المؤسسات الدولية أنه يجب عليهم أن يستوعبوا الجمعيات الدينية، لأنها تساعدهم فى جهودهم لمكافحة الفقر ودعم المرأة، والحث على العمل، وحماية البيئة وتحقيق السلام، وبالتالى التنمية.-- في هذه المناظرة، وتجنباً للإطالة سنكتفي بالتداول مع المقولات المركزية في هذا العرض.. أول القول - هذا العنوان المتمثل في الدبلوماسية الروحية، يفصح عما فيه من معنى من حيث كونه مناورة سياسية، ثم تأتي التصورات الآتية بعده لتفضح جل ما يهدف إليه، بما فيه المدى الجغرافي الذي يسعى للمناورة عليه.. وهو المدى العربي والإسلامي دونما غيره، وتأتي القدس لتكون الرمز الأمثل لهذا المسعى.- أما لماذا ظهر إبراهيم كجسر عبور لهذه الدعوة، الأمر بيّن من حيث هو من جهة، الأب الذي انحدر منه - أسطورياً - بني إسرائيل، ومن جهة ثانية لكونه يتمتع إسلاميا بصفة أبي الأنبياء، ويصبح من السهولة بمكان نسج خيوط الحبكة التي يراد صناعتها..- ثاني القول = القدس في التاريخ – مقتطف من المفصل في تاريخ القدس، للمؤلف المقدسي عارف العارف: تعود أول آثار معروفة للإنسان في منطقة القدس إلى ما قبل 40 ألف سنة، ولكن في العصور الحجرية المتوسطة التي تعود إلى 8 آلاف سنة قبل الميلاد فيوجد آثار في وادي النطوف شمال غربي القدس تدل على ثقافة متطورة نسبياً، مثل البيوت والأكواخ وتماثيل الحيوان والإنسان. وعرف عن القدس في العصر الحجري الحديث العمليات الزراعية المنظمة، مثل الفخار والطواحين، والمستوطنات الزراعية، ولكن هذه الآثار لا تدل على أن القدس كانت تتمتع بمكانة عظيمة في تلك العصور، فربما كانت أريحا القريبة منها أهم منها بكثير. الفترة ما قبل الكنعانية نقش úru-sa-lim ، رسائل تل العمارنة، القرن 14 ق.م.. يمتاز هذا العصر باستعمال البرونز (خليط من النحاس والقصدير)، وظهرت فيه الكتابة (3200 ق.م) التي تعتبر نقطة تحول ما قبل التاريخ إلى العصور التاريخية، وكانت أول وأقدم الهجرات السامية هي الآمورية إلى فلسطين خلال الألف الخامس قبل الميلاد، ثم الكنعانية.- تشير الحفريات إلى أن مدينة القدس بنيت مع بداية العصر البرونزي المبكر أي قبل مجيء الكنعانيين واليبوسيين كما هو شائع، وكانت ذات هوية آمورية، وكانت بلدة صغيرة على مرتفع قرب عين جيحون، وشهدت استيطاناً بشرياً ونشاطاً زراعياً واضحاً، وامتاز عمران المدينة بالتخطيط المعماري الدائري في شكل البيوت، وحفر الآبار فيها، والاعتماد على الأعمدة الكبيرة وسط البيوت، والشكل الدائري للأسوار. وفي نهاية العصر البرونزي المبكر شهدت جفافاً قاسياً، فازدادت عمليات الهجرة العشوائية إلى شرق الأردن وشمال الجزيرة العربية. وبنيت مدينة القدس ثانية في العصر البرونزي الأوسط (القدس الكنعانية) أو (أورو سالم) أي مدينة الإله سالم، وكان من تقاليد الكنعانيين الدينية عبادة آلهة كبرى تشترك فيها جميع المدن الكنعانية، وكان لكل مدينة إله خاص بها والذي غالباً ما تشتق اسمها منه مثل (بيت شان) بيسان فهي مدينة الإله شان، وأريحا مدينة إله القمر يرح.- وتظهر الآثار في العصر البرونزي الأوسط أن القدس الكنعانية كانت محاطة بسور من الطين والحجر من جهاتها الأربع، وتربطها بعين جيحون قناة سرية تنتهي بخزان داخل السور، وعرفت كذلك الصخرة المقدسة لبيت المقدس التي كانت مقدسة عند الكنعانيين عامة واليبوسيين خاصة.- وشاعت تسمية القدس كما في الوثائق والأواني المصرية في ذلك الوقت باسم "أورشليم"، وكان اسمها قبل ذلك "منورتا" الذي يوحي بأصل آموري، ومعناه الشمعة أو الضوء، وهو المعنى نفسه لكلمة "شالم" أو "سالم" الكنعانية.-- وتحولت القدس في العصور البرونزية المتأخرة إلى يبوسية، واليبوسيون هم أشراف وزعماء الكنعانيين في القدس، ثم وقعت تحت الاحتلال المصري، ثم استولى عليها الحثيون عندما احتلوا بلاد الشام ودخلوا في حروب طويلة مع المصريين، ثم تحولت القدس إلى مركز للمجتعات الزراعية والرعوية التي تشكلت فيما بعد من الكنعانيين والحوريين والبدو "العابرين" من الصحاري والأراضي الزراعية الجافة.-- وقد ظهر مصطلح كنعان عام 1280 ق.م.، أي قبل ظهور التوراة بزمن طويل، وكان الكنعانيون قبل ذلك يسمون "شام".-- وظهر اسم إسرائيل للمرة الأولى في لوح مرنبتاح في وصف مدينة كنعانية، ولم تُذكر إسرائيل آثاريا في جميع منطقة الشرق الأدنى إلا عام 842 ق.م عندما حارب ميشع إسرائيل.- عبد اليبوسيون الإله بعل وكان مقر عبادته جبل صهيون، وصهيون اسم كنعاني عرف قبل ظهور اليهود بألف سنة، ثم نسبه اليهود إلى أنفسهم كما نسبوا "سالم" إلى سليمان.-- حقبة الكنعانيين - للمزيد من المعلومات: مدينة أورشليم عربية المنشأ والتطور فقد أسسها العرب الكنعانيون الذين سكنوا فلسطين في الألف الثالث قبل الميلاد، وقد قدم إليها العرب الساميون في هجرتين كبيرتين الأولى في بداية الألف الثالث قبل الميلاد، والثانية في بداية الألف الثاني قبل الميلاد، والمؤكد أنه عندما قدم الإسرائيليون إليها في القرن الثاني عشر قبل الميلاد كان الشعب الموجود أصلا شعبا عربيا أخذ منه الإسرائيليون لغته ومظاهر كثيرة من ديانته وحضارته.[4]-- يعود أقدم أثر يحمل اسم مدينة أوروسالم إلى الفترة ما بين 2000ق.م.-1900ق.م.، وقد عثر على هذه القطعة الأثرية عام 1926م ويظهر الاسم مرة أخرى في إحدى الرسائل التي تم اكتشافها ضمن مجموعة من الألواح عام 1887 في تل العمارنة في مصر الوسطى، وتعود هذه الألواح إلى عام 1350ق.م. وفي هذه الرسائل يرد اسم ملك أورشليم عبد خيبا الذي وجه هذه الرسائل إلى فرعون مصر أمنحوتب الرابع أحد ملوك السلالة الثامنة عشرة والمعروف باسم أخناتون الداعي إلى التوحيد والذي حكم من 1375-1358ق.م. وفي هذه الرسائل يطلب ملك أورساليم عبد خيبا المساعدة من ملك مصر في صد هجمات أهل البادية "الخبيرو" وهم العبريون، ويقول نص الرسالة في جزء منه: "إن هذه الأرض، أرض أوروسالم، لم يعطني إياها أبي وأمي، ولكن أيدي الملك القوية هي التي ثبتتني في دار آبائي وأجدادي، ولم أكن أميرا بل جنديا للملك وراعيا تابعا للملك.. منحت ملكية الأرض أوروسالم إلى الملك إلى الأبد ولا يمكن أن يتركها للأعداء". تشير هذه الآثار والوثائق إلى أن المدينة عرفت بالاسم أوروسالم منذ بداية الألف الثاني قبل الميلاد، وتؤكد كتب العهد القديم هذا الاستخدام للاسم أوروسالم في وقت مبكر يعود إلى بدايات الألف الثاني قبل الميلاد. ومن التوراة - التي ليست من التاريخية بشي.. _(أنظر آخر المقال)— يتضح من هذا أن الاسم أورشليم الذي أصبحت المدينة تعرف به من بين أسماء متعددة اسم عربي كنعاني، وليس اسما عبريا كما يتبادر إلى الذهن، فقد تم تداول هذا الاسم منذ بداية الألف الثاني قبل الميلاد قبل أن يظهر العبريون، وقبل أن تعرف اللغة العبرية في التاريخ، فالكلمة عربية كنعانية ويشير الدكتور أحمد سوستة إلى ضرورة الاعتزاز بهذه التسمية فهي ليست تسمية يهودية كما يدعي اليهود، وقد أورد شعرا جاهليا للأعشى قيس استخدم فيه التسمية أوريشليم، وفي هذا يقول د. حسن ظاظا :"اسم أورشليم ليس عبريا أصيلا، فقد كانت تحمل هذا الاسم قبل دخول العبريين إليها بشهادة نص تل العمارنة، وبدليل أن اليهود وجدوا صعوبة في كتابة اسمها باللغة العبرية "يروشالايم" فهذه الياء الواقعة قبل الميم الأخيرة لم تكن تثبت في الكتابة العبرية، وقد كتبت بدونها في أسفار العهد القديم 606 مرة وكتبت بها ست مرات فقط، ولذلك نص علماء التلمود على وجوب كتابتها بلا ياء (التوسفتا، كتاب الصوم تعنيت16/5)". وهناك اتفاق بين العلماء على أن الجزء الأخير من التسمية وهو ساليم وشاليم أو شلم في بعض النصوص هو اسم لإله كنعاني قديم معناه السلام أو السلامة، أي إله السلام أو إله السلامة، وأن المدينة كانت مكرسة لعبادة إله السلام، قبل وصول العبريين إليها، وقد اختلف في تفسير معنى الجزء الأول من التسمية فقد ترجمت أور بمعنى موضع أو مدينة، فيصبح الاسم مركب "أورشسالم" بمعنى مدينة السلام، أو موضع عبادة إله السلام كما فسرت بمعنى ميراث، فيصبح المعنى ميراث السلام. وقد نسب اليهود إلى إبراهيم تسميتها "يرأه" بمعنى الخوف، بينما سماها نوح عليه السلام شليم بمعنى السلام فنحتوا تسمية مركبة "يرأة شلم" بمعنى الخوف والسلام، وهناك رأي آخر يرى أن يرو تعني إله واسم المدينة إله السلام. وقد سميت المدينة بعدة أسماء أخرى من بينها الاسم القديم يبوس نسبة إلى اليبوسيين وهم جماعة أو قبيلة من قبائل الكنعانيين، وقد ورد ذكر اليبوسي في التوراة على أنه من ولد كنعان الذي اعتبرته التوراة ابنا لحام بن سام، وهي نسبة خاطئة لم يقبلها معظم الباحثين، وفي هذا يقول النص التوراتي: "وبنو رحام كوش ومضرايم وفوط وكنعان.. وكنعان ولد صيدون بكره وحثا واليبوسي والأموري والجرجاشي والحوي والعرقي والسيني والاوروادي والصماري والحماتي، وبعد ذلك تفرقت قبائل الكنعاني وكانت تخوم الكنعاني من صيدون حينما تجيء نحو جرار إلى غزة وحينما تجيء نحو سدوم وعمورة وأدامة وصبوييم إلى لاشع".-- من حكايات التوراة – [ والتاريخ فيها محرف لا مصداقية فيه - أنظر آخر المقال].. واليبوسيون هم سكان أورشليم الأصليون ، وقد تكرر ذكرهم على هذا الوضع في كتاب العهد القديم، وقد ظلوا يسكنون المدينة حتى عصر داود عليه السلام الذي تركهم يعيشون فيها بعد فتحه لها، ولم يتمكن الإسرائيليون من طردهم من المدينة، ففي يوشع 15: 63 يرد: "وأما اليبوسيون الساكنون في أورشليم فلم يقدر بنو يهوذا على طردهم فسكن اليبوسيون مع بني يهوذا في أورشليم إلى هذا اليوم" وفي مكان آخر يرد: "وبنو بنيامين لم يطردوا اليبوسيين سكان أورشليم فسكن اليبوسيون مع بني بنيامين في أورشليم إلى هذا اليوم". وقد ورد ذكر يبوس كاسم لأورشليم في العهد القديم :" فلم يرد الرجل أن يبيت بل قام وذهب إلى مقابل يبوس، وهي أورشليم.. وفيما هم عند يبوس والنهار قد انحدر جدا قال الغلام لسيده تعال نميل إلى مدينة اليبوسيين هذه ونبيت فيها، فقال له سيده لا نميل إلى مدينة غريبة حيث ليس أحد من بني إسرائيل هنا". ويشير هذا النص إشارة واضحة وصريحة إلى كون أورشليم مدينة يبوسية كنعانية غريبة على الإسرائيليين وليس بها أحد منهم، وقد ورد اسم يبوس في بعض المصادر المصرية القديمة حيث أسماها الفراعنة يانيثو يابيثي، وهو تحريف للاسم يبوس.-- وكما أن التسمية أورساليم عربية كنعانية، وكذلك التسمية يبوس، فإن الاسم صهيون الذي ورد في العهد القديم وشاع حديثا في الحركة التي أخذت اسم الصهيونية نسبة إلى صهيون، هذا الاسم هو أيضا كنعاني أطلقه الكنعانيون على قلعتهم الحصينة الواقعة على الرابية الجنوبية الشرقية من مدينتهم أور ساليم، فقد سميت هذه الرابية حصن صهيون بواسطة الكنعانيين، وقد غير داود هذه التسمية وأطلق على الحصن اسم مدينة داود، في صموئيل الثاني نقرأ: "كان دود ابن ثلاثين سنة حين ملك، وملك أربعين سنة في حبرون ملك على يهوذا سبع سنين وستة أشهر، وفي أورشليم ملك ثلاثا وثلاثين سنة على جميع إسرائيل ويهوذا، وذهب الملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين سكان الأرض فكلموا داود قائلين لا تدخل إلى هنا ما لم تنزع العميان والعرج أي لا يدخل داود إلى هنا، وأخذ داود حصن صهيون، وهي مدينة داود.. وأقام داود في الحصن وسماه مدينة داود، وبنى داود مستديرا من القلعة فداخلا ويرد الاسمان "ساليم" و"صهيون" معا في المزمور 76 مما يشير إلى ارتباطهما وقداستهما، ويلاحظ أن الاسم ساليم ورد بحرف السين وليس بحرف الشين المعهود في الاستخدام العبري بما يشير إلى الأصل العربي الكنعاني "الله معروف في يهوذا اسمه عظيم في إسرائيل، كانت في ساليم مظلته ومسكنه في صهيون" كما يلاحظ أن الفعل كان مستخدم في صيغة الماضي وذلك يشير إلى أن الحديث عن الماضي المدينة وليس عن تسميتها الحديثة في عصر داود ويلاحظ أيضا أن صيغة ساليم كانت لا تزال مستخدمة على عهد المسيح عليه السلام، ففي إنجيل يوحنا: "وكان يوحنا أيضا تعمد في عيني نون بقرب ساليم لأنه كان هناك مياه كثيرة".-- من التاريخ عن داود وسليمان والقدس-- من كتاب" التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها "(ص 176 و289- 290). الكتاب من تأليف كاتبين إسرائيليين، ويكون من التعسف بمكان أن نشكك في بعض المظاهر التي يمكن أن تضفي حالة سلبية على ذلك الكيان، ولاسيما قد انتهجا سبل العثور على سياق تبريري للأحداث التوراتية، يتجوّل في منحى توظيف الأسطورة لتكون عنواناً لتحقيق رغبات شعب في زمن تاريخي معقد...!-- في (ص187)، يذكر: أكثر التقييمات تفاؤلاً لهذا الفقدان لأي دليل عن آثار تعود للقرن العاشر، هو أن القدس لم تكن في تلك الفترة أكثر من مجرد قرية مرتفعات نمطية صغيرة.. ويهوذا كانت ما تزال منطقة بعيدة ومتخلفة في ذلك الوقت..- فالمزاعم التي حطت على هامة المملكة الموحدة (مملكة داود وسليمان) لا تمثل بحقيقتها سوى مجموعة قرى جبلية منعزلة نائية، لا وزن لها، ولا يؤبه بها في منطقة التلال والمرتفعات الوسطى من أرض كنعان. ناهيك عن ما له صلة بشاؤل الذي حوله التوراتيون إلى رماد.." -- ومما يؤيد تلك النظرة – ما ورد في العهد القديم - من حيث كون داود وهو على سطح منزله، رأى جارته وهي تتحمم وهي زوجة أحد أتباعه، حيث قد دبر له مكيدة في قتله ليحتويها، مما يؤكد الطابع المتواضع في القرية..(صموئيل 2 اصحاح 11) -- القدس في العهد الملكي، كانت بظل ملوك ديانتهم على نمط محيطهم، فاليهودية لم يشرق فجرها قبل العصر الفارسي، وسارت توراتهم في طريق التشكّل الذي لم يستكمل حتى صدر في القرن العاشر ميلادي في مصنفات بن ياشر.. -- أما ما جرى في القدس من تطور معماري فلم يحدث فبل هيرودس – حيرود – العربي النبطي وأولاده، حيث جعل هيكله للطوائف الدينية قاطبة، ومنها اليهود، ولغير اليهود موقعهم في ذات الهيكل.. وما الهيكل لديهم سوى إدارة الدولة.. أما ما قيل عن هيكل سليمان وغيره فهو محض ادعاء والقدس في عهده لم تكن أكثر من قرية، كما مر..-- وبكل الأحوال، كان الوجود الكنعاني في مجمل المنطقة دائم الحضور، تحت اسم شعب الأرض الغزير الوجود في نصوص العهد القديم.--- ثالث القول = ابراهيم في التوراة - ورد في سفر التكوين من التوراة في الروايات المرتبطة بإبراهيم - حيث يذكر النص التوراتي اسم ملكي صادق ملك شاليم، الذي كان في استقبال إبراهيم، بعد أن عاد من معركة خلص منها قومه ومن بينهم لوط من الأسر حيث يبارك ملكي صادق إبراهيم "فخرج ملك سدوم لاستقباله بعد رجوعه.. وملكي صادق ملك شاليم أخرج خبزا وخمرا، وكان كاهنا لله العلي وباركه وقال مبارك إبرام من الله العلي مالك السماوات والأرض، ومبارك الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك". = (هنا ابراهيم على دين ملكي صادق) ( تكوين 14/17-20) – وزيارة إبراهيم قد انتهت وبقيت شالم لإصحابها.. -- ابراهام في التاريخ = من التوارة المكشوفة على حقيقتها (ص 371). - كي يفهم التقليد النصي القائل أن قبور الآباء في كهف حبرون (الخليل) والذي ينتمي لمصدر كهنوتي، ولما كانت هذه المدينة لم تلتحق بالمقاطعة اليهودية، آنذاك، " وسواء أكانت القصة قديمة أو لم تكن، وكان التقليد حقيقياً أو لم يكن، فإنه كان مغرياً جداً لمؤلفي المصدر الكهنوتي، ولذلك أُكد هذا الموضوع من قبلهم في قصص الآباء " * [المصدر الكهنوتي = هو الوثيقة الرابعة والأخيرة في مجرى تشكل التوراة]-- من جانب آخر.: لم يكتف المحررون المتأخرون لسفر التكوين بالاستعارة المجردة. لقد أرادوا أن يظهروا كيف أن أصل شعب إسرائيل توجد في قلب العالم المتحضر ذاته، وعليه، وعلى خلاف الشعوب الأقل شأناً، والتي برزت في مناطق جاهلة متخلفة حولهم، لمحّ محررو سفر التكوين إلى أن الأب العظيم لشعب إسرائيل جاء من المدينة المشهورة العالمية أور.. (ص 372).. لقد ذُكرت قصة، أصول إبراهيم في مدينة أور في آيتين منعزلتين (تكوين11/ 28 و31، في وثيقة كهنوتية)، بينما قصته متمركزة أكثر بكثير حول مدينة حاران السورية الشمالية الآرامية، لكن الإشارة القصيرة كانت كافية..-- يواصل الكاتب على سبيل استشفاف الدوافع -: كانت أور كمسقط رأٍس إبراهيم، ستمنح سمعة كبيرة عن الوطن الأصلي لسلف قومي مشهور، لم تكن أور مشهورة كموقع عريق له وعلمي حضاري جداً فحسب، بل اكتسب، كذلك، سمعة ونفوذاً في السادس ق م. وهكذا فإن الإشارة إلى أصل إبراهيم في أور، كانت ستقدم لليهود نسباً وأصالة ثقافية بارزة.. = وهذا يعني أن لا علاقة لإبراهيم مع اور شليم..-- تؤكد هذه الأقوال الاضطراب في سيرة ابراهيم، ولا سيما قد ظهرت علاقته في القدس لا تتعدى لقاءه مع ملكي صادق المتحكم بها.. -- رابع القول كنتيجة = أليس من الغرابة بمكان هذا الإمعان بدفعنا للخضوع لمقولات غير تاريخية ونتخلى بها عن أرضنا التاريخية.. ثم كيف تناسى هؤلاء علمانيتهم وأصبحوا يروجون لمقولات منفية من قبل التاريخ الواقعي الذي أدركه الباحثون من القائمين بين ظهرانيهم.. !! -- والسؤال، من ذا الذي سيقع في مطب الدبلوماسية الروحية – تلك غير المسلمين والعرب، فاليهود لهم ما يحميهم في ظل كونهم، شعب الله المختار ولن يرضوا عن ذلك بديلا.. أما الغرب المسيحي فقد تبنى العلمانية وهي تحميه من غزو الأسطورة المتمثلة بالدين الإبراهيمي الجديد، الذي لا صلة قطعية بإبراهيم.. والمستفيد الوحيد لن يكن سوى الصهيونية، وما الخاسر في ظله سوى المسلمين والعرب (وهذا محال بعد زوال زوبعة البهتان.. ) موجز القول = يريدوننا الغرق في عالم الأساطير، وحجبنا عن عالم الفكر والتنوير والنهوض البشري العلمي والعولمي.. تذييل - في تاريخيات التوراة من حيث كونها ذات صلة عميقة في محتوى هذه المناظرة..-- النص الأول – يلخص الكاتب الأمريكي ريشار إيليوت فريدمان، موقفه بشأن موسى في مقدمة كتابه– من كتب الإنجيل – في الآتي: في زمننا، لا يوجد عملياً على مستوى العالم، أي عالم يعمل بجدية في هذا الموضوع، يدعم الزعم القائل بكون الأسفار الخمسة (أي التوراة) قد كُتبت من قبل موسى، وحتى من قبل كاتب واحد، وقد غدا كل كتاب من هذه الكتب موضوعاً للبحث من قبل الأخصائيين لمعرفة كم من المؤلفين قد أسهموا في كتابته. كما يجري السجال لمعرفة إلى أي من وثائق الأصول الأولية ينتمي هذا السطر أو ذاك.-- النص الثاني - أعلنه كتاب التوراة مكشوفة على حقيقتها: بكون الخروج الجماعي من مصر لم يحدث، لا في الوقت ولا حسب الطريقة التي تذكرها التوراة. إن هذا الأمر غير قابل للدحض.؟ " لا يوجد دليل علمي أكيد على وجود شخصية موسى الموصوفة في التوراة العبرية، ولا على قصة التجوّل في البرية، والعجل الذهبي والصعود إلى سيناء.. - والأرجح في ناظريهما - أنه لم تكن هناك أصلاً فترة عبودية في مصر في تاريخ إسرائيل."(ص 98 و14).-- النص الثالث، جرى على لسان فرويد وقد اقتبسه من غيره: " بأن موسى محرر الشعب اليهودي ومشرعه ، كان مصرياً، لا يهودياً، وكان الباحثون قد لاحظوا منذ زمن بعيد أن اسمه من مفردات اللغة المصرية، ولكن من دون أن يعلقوا على هذه الملاحظة الأهمية التي تستأهلها فعلاً . وقد أضفت بأن تأويل أسطورة الهجر عند مياه النيل، المطبقة على موسى، ترغمنا على استنتاج بأن النبي كان مصرياً احتاج الشعب اليهودي إلى أن يجعل منه يهودياً."(موسى والتوحيد ص23)--- النص الرابع - ظهر بدوره في كتاب التوراة مكشوفة على حقيقتها، (ص 403): لقد أظهر قرنان من الزمان، من الدراسات الحديثة للكتاب المقدس العبري أن المادة التوراتية يجب ان تقيم فصلاً، فصلاً وأحياناً آية، آية. إن الكتاب المقدس يتضمن مواد تاريخية، وغير تاريخية، وشبه تاريخية، تظهر أحياناً قريبة جداً من بعضها الآخر في النص، إن جوهر أساس العلم في الكتاب المقدس العبري، هو أن نفصل الأجزاء التاريخية عن بقية النص طبقاً لاعتبارات أدبية ولغوية ومعلومات تاريخية من خارج الكتاب المقدس، لذا، نعم، يمكن أن نشكك في الصفة التاريخية لآيةـ ونقبل بصحة آية أخرى.
#عيسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شعر - أناشيد الوجع
-
وقفة نقدية مع منهج فرويد في موسى والتوحيد
-
من ذكريات الأمس - على صدى هزيمة حزيران - نشرت
-
وقفة مع ستينات القرن الماضي - كيف كنا - رؤية
-
من اوراق الأمس - على طريق العرقوب
-
معاناة باحث - من الواقع
-
من حكايات قريتنا
-
خارج عن النص – في عشق اللغة
-
قصيدة شعر - هلوسات الحاكم بأمره
-
وقفة فكرية مع السيرة الذاتية
-
شكوى سجن (رمز لواقع مرعب لبلدنا بكليته)
-
رؤية في الشعر - مقدمة من ديوان لي
-
قصة من الماضي
-
حفريات اركيولوجية في نصوص الأسفار النبوية - أحزاب وتيارات..
...
-
اسرار الكهوف - الحلقة المفقودة من الكتاب المقدس العبري - من
...
-
التوراة في ظل معتنقيها
-
الجذور التاريخية لتشكل الهوية العربية
-
رؤية في الفضاء العربي
-
- هل يمكن للاسلام ان يتماشى ويتعايش مع دولة علمانية -
-
مقاربة مختزلة لإشكالية عدم التدوين في التاريخ العربي القديم
...
المزيد.....
-
العثور على جثث 4 أطفال في الجزائر عليها آثار حروق
-
-إعصار القنبلة- يعصف بالساحل الشرقي لأمريكا مع فيضانات ورياح
...
-
في خطوة رائدة.. المغرب ينتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في
...
-
أذربيجان تتهم الخارجية الأمريكية بالتدخل في شؤونها
-
ماكرون يسابق الزمن لتعيين رئيس للوزراء
-
نائب روسي ينتقد رفض زيلينسكي وقف إطلاق النار خلال أعياد المي
...
-
ماكرون يزور بولندا لبحث الأزمة الأوكرانية مع توسك
-
الحكومة الانتقالية في سوريا تعلن استئناف عمل المدارس والجامع
...
-
رئيس القيادة المركزية الأمريكية يزور لبنان للتفاوض على تنفيذ
...
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|