مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر
(M.yammine)
الحوار المتمدن-العدد: 6700 - 2020 / 10 / 11 - 02:40
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
======
هناك رفاق يحذروننا من أن رفض الاعتراف بالكورونا جائحةً عالمية وأن المواقف المتخذة والتظاهر ضد الإجراءات الشرسة إنكاراً لضرورتها ومعارضةً لما يجري من احتقار للكرامة الإنسانية بكل معنى الكلمة: من عزل قسري يشبه الإقامة الجبرية لأن السجون لا تتسع للكم الهائل من البشر (ويسمونه هزءا بالعزلة الذاتية أي الطوعية فيما يفرضون الغرامات الضخمة على عدم الامتثال)، ومن كم للأفواه بالكمامات التي تحقّر الإنسان وتساويه بالكلاب علماً أن كل العلماء قالوا إنها لا تنفع، وإن فرضت فيجب أن تفرض على المرضى فقط وليس على كل حاملي الفيروس من دون أية أعراض، كما في أي كريب موسمي، ومن إغلاق للبلاد وإرهاق للعباد وتدمير للاقتصاد... هذا الرفض يجعلك في أحضان اليمين العنصري الذي يزعمون أنه يقود التظاهرات ضد الكورونا وتدابيرها.
من المؤسف جداً طبعا أن نضطر لأن نتكل اليوم على ترامب الجمهوري اليميني ليخفف عنا وطأة خصومه الديمقراطيين "اليساريين" المرتبطين بعملية النصب العالمية المسماة كورونا حيث يمثلهم بيل غيتس وفاوتشي وغيرهما ويقف وراءهم روكفلر ومافياه المالية الضخمة. طبعا لو كان الاتحاد السوفياتي بقيادة الرفيق ستالين موجودا لما فعلنا وما اتكلنا إلا عليه كقائد بروليتاري دفن النازية الكارهة للإنسانية في حينه. بل لما كان حصل ما يحصل الآن من استهتار بالبشرية جمعاء.
قد يكون الأمر غريباً، ولكن الطبيعة لا تحب الفراغ. لنعترف بأن أحزابنا الشيوعية واليسارية لا تزال نائمة كـ"نواطير مصر" عن ثعالب العالم التي ابتدعت هذه الحرب العالمية الثالثة الهجينة البيولوجية - الإعلامية - الرشائية (رشوا كل من يمكن رشوه من سياسيين ومستشفيات وأطباء) لاستعباد البشر والمزيد من إفقارهم.
الثورات المخملية أيضا من صنع اليمين العنصري بممثليه جورج سوروس وبرنار ليفي وغيرهما، وهي لم تصبح ممكنة إلا عندما تخلت الأحزاب الشيوعية بدايةً عن مبدإ دكتاتورية البروليتاريا الذي هو عماد من أعمدة الماركسية للدفاع عن الثورة الاشتراكية والبناء الاشتراكي تحت وطأة الحرب المزعومة للبرجوازية على الدكتاتورية، ثم عندما تخلت لاحقا عن الثورة أصلا وأخذت تحتمي بشعارات "رفع عتب" كاعتراف ضمني بـ"خطل" عقيدتها الاشتراكية الثورية وكل نضالها السابق، شعارات كالدولة المدنية والانتخابات النزيهة (البرجوازية الجوهر بقوانينها وممارساتها). واليوم أيضا تتكرر هذه المأساة مع الأحزاب الشيوعية واليسارية التي هلعت كجميع الهالعين المساكين واختبأت في بيوتها ومكاتبها كالفئران.
لنتعلم أن نرى أخطاءنا وننسب إليها سقطاتنا! ويجب أن نحذر تنظيماتنا الثورية من أن قافلة التاريخ لا تنتظر وأحكامه لا ترحم، وأن التخلف عن الركب الثوري وعدم القبض على ناصية الحلقات الراهنة من أزمة الرأسمالية سيجعلنا نجرجر أذيال الخيبة غداً.
#مشعل_يسار (هاشتاغ)
M.yammine#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟