|
المرأة التى قتلناها
منسى موريس
الحوار المتمدن-العدد: 6699 - 2020 / 10 / 10 - 04:42
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
المرأة ليست نصف المجتمع فقط بل هى والدة المجتمع و قوة مُحركة للحب وللحياة لايمكن للرجل أن يعيش بدونها لأن طبيعتهما لاتكتمل إلا في حالة الإتحاد والوحدة رغم أن التاريخ في أغلبه يُثبت أن المرأة لم تأخذ حقها الطبيعى والإنسانى وكانت دائماً تُعانى وتُضطهد ويُنظر إليها كجسد وكشىء يملكه الرجل من حقه التمتع والتباهى به لكننا لم نتعلم من الماضى وإلى الآن لم تتخلص مجتمعاتنا من هذه النظرة الدونية للمرأة وليس من شك إننا نحن معشر الرجال قتلناها وجعلناها تنظر إلى ذاتها نظرة مليئة بالنقص وعدم المساواة وتربينا على هذه العادات والتقاليد حتى أصبح الرجل لايشعر برجولته إلا حين يُسيطر عليها ويسودها ويحدد مصيرها ، ولكن ماهى مظاهر هذه الجريمة ؟ 1- لغة الرجل : اللغة ليست فقط وسيلة للتواصل لكن لها إرتباط ضرورى وجوهرى بالفكر فلغتنا نحن الرجال تكشف مدى إحتقارنا للمرأة حين ننعت رجل ما بأنه امرأة فهذا يدل على أن هذا الرجل ليس له رأى ثابت وشخصية ومبدأ وهذا يوضح أن اللاوعى الإجتماعى الذى شكل عقلية الرجل يلصق هذه التهم بالمرأة فبالتالى المرأة حسب الضمير الثقافي ماهى إلا كائن ملىء بالنقائص والعيوب واللاشخصية والتردد وكأن الرجل فقط هو من يملك الرأى والشخصية والمبدأ فلغتنا التي شكلت أفكارنا طعنت في المرأة وقتلتها دون أن ندرى ونشعر.
2- الحب : في مجتمعنا المريض الذى يكيل بمكيالين يبرر الحب للرجل ويعتبره حق أصيل من حقوقه بل يُعطيه الشرعية أن يتزوج بمن يحب لكن المرأة ليس من حقها أن تُحب وتختار وتتزوج بمن تهواه لكن المجتمع يمنعها عمداً من الزواج بمن تُحب لأن هذه العقلية المريضة لاتعترف أن المرأة إنسانة مثل الرجل فكم بالأحرى أن تؤمن بمشاعرها وميولها وأمنياتها ؟ 3- الجنس : في نفس ذات المجتمع المريض تُمَجد غريزة الرجل وتصير مصدر للفخر وكلما زادت العلاقات كلما زاد التباهى والإحساس بالرجولة حتى أصبح مقياس الرجولة يُقاس بمقدار الغريزة وكأن الرجولة تتلخص في الجنس وهذا في حد ذاته إحتقار للرجل لكن العقل المريض لا يعرف كيف يُفكر ، أما بالنسبة للمرأة فهى تخاف أن تُعبر لزوجها عن إحتياجها الجنسى حتى لا تُعطى لزوجها إنطباع سىء عنها كى لا ينظر إليها كعاهرة ، ولو أقامت علاقة خارج إطار الزواج فلايغفر المجتمع لها هذه الخطيئة بل يأمر بقتلها وأنظروا إلى جرائم الشرف وإن لم تُقتل تعيش طيلة حياتها مُحتقرة مُهانة حتى وإن تابت وندمت والعقوبة لا تتوقف عندها فقط بل تنال أبنائها وسُمعة أهلها بالكامل ففي كل الحالات هي مقتولة في حين أن خطيئة الرجل ينساها المجتمع ويغفرها وكأنها لم تكن وأحياناً تكون هذه الخطيئة مصدر للفخر والرجولة ، وحتى في قضية التحرش الجنسى دائماً نُلقى اللوم على المرأة وملابسها وجسدها ونتجاهل أن الرجل هو السبب في هذه الجريمة.
4- العقل : بكل تأكيد مجتمع يرى المرأة بهذا الشكل المُهين كيف يعترف ويُقر بأن المرأة لها عقل وفكر ؟ طبيعى مثل هذا المجتمع لا يؤمن بوجد عقل مستقل لها بل يختزلها في الجسد والنتيجة ليس من حقها إختيار أي شيء بل كل شيء يُفرض عليها من قبل الأسرة والمجتمع سواء " الزواج ، التعليم ، الملابس ، الأصدقاء .... ألخ " والسؤال هنا كيف يمكن أن يكون للمرأة عقل خاص بها وكل شيء تقريباً مُحدد لها سلفاً؟ 4- الحقوق : من الواضح أن مظاهر قتل المرأة كما ذكرتها كفيلة بأن تُخبرنا أن المرأة ليس لها حقوق لأننا لا ننظر إليها كونها إنسان ولها نفس طبيعة الرجل الروحية والعقلية فالنتيجة الطبيعية أيضاً لا تتمتع بنفس حقوق الرجل حتى في الميراث تأخذ نصف الرجل رغم أن المسيحية لاتُعلم هذا الأمر لكن الأغلبية من المسيحيين يتجاهلون هذا الأمر وفى مجال اللاهوت نجد عند بعض الطوائف المُنغلقة تمنعها أن تكون مثل الرجل وتُعلم داخل الكنائس بل الأمر وصل عند بعض المتشددين من الكهنة يمنعون المرأة من التناول أثناء فترة "الدورة الشهرية " رغم أن " السيد المسيح "لا يُعلم أن النجاسة تكمن في الجسد بل في الشر الأخلاقى الذى ينبُع من داخل الإنسان ، كل هذا يؤكد على أننا إغتصبنا حقوق المرأة.
والسؤال هنا إذا كان كل هذا لا يُعد قتل فما هو القتل إذن ؟ تخيل أنك تعيش لا تستطيع أن تختار بل كل شيء يُفرض عليك من الخارج وعليك أن تتحمل كل الأعباء والخطايا و يسرقون عقلك وحقوقك ولا يعترفون بمشاعرك وميولك ولا يرون فيك الإنسان بل الجسد أليس كل هذا قتل ؟ ونطرح سؤالاً آخر ماذا نتوقع من المرأة التي تعيش في هذا الوضع المأساوى هل نتوقع أن تصبح عالمة ، فيلسوفة ، روائية ؟ بالطبع لا لأننا قتلنا كل مواهبها وملكاتها بل نتوقع نساء حاملات لأمراض نفسية وروحية معقدة جداً . لذلك علينا أن نُدرك أن طبيعة المرأة هي من نفس طبيعة الرجل الروحية فكلاهما مخلوقان على صورة الله وأى تقليل من المرأة هو تقليل من صورة الله و طبيعة الرجل أيضاً ، فالمرأة إنسان ولاتختلف عن الرجل إلا فى التكوين الجسدى فقط .
#منسى_موريس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مغالطات العقل القبطى
-
نقد نظرية المؤامرة .
-
دفاع عن الفلسفة .
-
فك الترابط بين الإلحاد والتنوير
-
النقد والإدانة فى الفكر الكنسي .
-
شبهات حول العلمانية .
-
الثالوث المسيحي والعقل الإنسانى
-
آيا صوفيا وطمس التاريخ الإنسانى .
-
التحرش مسؤلية من ؟
-
الكنيسة والمرأة
-
مفهوم الجهاد فى -المسيحية- رداً على الدكتور -يوسف زيدان-
-
هل قضى كورونا على وجود الله ؟
-
سقراط والمسيح بين الشوكران والصليب .
-
كورونا كشف مساوئنا .
-
مستقبل المسيحية فى الشرق الأوسط .
-
كورونا وطقس - الإفخارستيا -
-
خدعونا فقالوا- القراءة هواية -
-
لاهوت الشر (كورونا نموذجا ً )
-
المسيحية والصوفية : تحليل ونقد .
-
هل من يقاوم السلطان يقاوم الله : رداً على الأب مكارى يونان .
المزيد.....
-
البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال
...
-
ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري
...
-
الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
-
غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال
...
-
-المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير
...
-
حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام
...
-
أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
-
سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|