أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن عطا الرضيع - في زحمة التناقضات؛ الفلسطيني من سينتخب !














المزيد.....

في زحمة التناقضات؛ الفلسطيني من سينتخب !


حسن عطا الرضيع
باحث في الشأن الاقتصادي وكاتب محتوى نقدي ساخر

(Hasan Atta Al Radee)


الحوار المتمدن-العدد: 6698 - 2020 / 10 / 9 - 17:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا تنتخب أي من حركات الإسلام السياسي لأنها لا تعرف الله ولأن سياستها في التعيين والتوظيف بعد الوصول إلى الحكم يعتمد على تزكية أمير المسجد ؛ فتزكية أمير المسجد تُعد بمثابة صكوك الغفران التي سادت في أوروبا في العصور الوسطى, عصور الظلام لأن الكنيسة كانت الآمرة الناهية في قضايا الاقتصاد والاجتماع والسياسة.
لأجل مستقبل أولادك ومُحبيك ولأجل تكافؤ الفرص والمساواة أمام القانون , لا تنتخب من يرفع شعارات دينية ومن يُفتي في كل مسألة سياسية أو اقتصادية باستحضار آية قرآنية لتحقيق مآربه الخاص وليس لتعميم منفعة ما, ولأنها شعارات تسويقية للوصول إلى الحُكم والسلطة فلا تنتخب كل من يرفع مثل تلك الشعارات, لأن التجربة تقول بعد الوصول إلى السلطة يتم ركل الشعارات في أدرج مكاتب الُحكام الجدد الفندقية .
لا تنتخب أي من الحركات الوطنية لأنها لا تعرف الوطن ولا تئن لمعاناة مواطني الوطن بل تُسهم فيها بقصد أو بغير قصد, ولأنها لا تعرف الوطن فإن سياسة التعيينات والتوظيفات لديها ستعتمد على تقارير التنظيم وتوصيات أطر الحركة وأجهزة المخابرات وقوى الأمن الداخلي وما أوقح مثل تلك الأجهزة وما أقساها على المواطنين , فهي ذات صيت سيء ويُعبر عن قبح السياسي المتنفذ .
لأجل مستقبل أولادك ومحُبيك فلا تنتخب من يرفع شعارات وطنية فالوطن منهم براء .
لا تنتخب أي من قوى اليسار, لأنها الأكثر بُعداً عن مفاهيم وأخلاقيات اليسار, فإذا وصلت للسلطة فإنها ستبتعد عن العدالة وتوزيع الثروة بشكل عادل, والسبب في الابتعاد عنها هو أن مثل تلك الشعارات هي شعارات نظرية وفي الحياة العملية فإن الأمر مختلف تماماً.
لأجل مستقبل أولادك ومحُبيك فلا تنتخب من يرفع شعارات يسارية وتقدمية فسياسة التعيين والتوظيف ستعتمد على توصيات الرفيق, حيث يبتعد الرفيق عن الواقعية وعن إنصاف من يتقدم للوظيفة الحكومية , حيث أن الأقرب إلى الطوبائية والأكثر إيماناً بفكر اليسار سيكون له فرصة العمل حتى وإن كان مستواه دون المستوى المطلوب.
لا تنتخب أي قائمة تضم مدراء لجمعيات خيرية ومؤسسات المجتمع المدني, فهم وكلاء للغرب والأكثر ابتعاداً عن تطبيق مفاهيم جميلة وراقية كالعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان ومساواة المرأة مع الرجل والحريات العامة والتداول السلمي للسلطة.
لأجل مستقبل أولادك ومحُبيك فلا تنتخب من يرفع شعارات غربية ؛ ففي حال حققت تلك القوائم نجاحاً بفعل أصوات الفقراء والجوعى والذين تم استغلال حاجاتهم لإبقائهم فقراء فلا غرابة أن
يتحول مدراء الجمعيات الخيرية إلى ظل للحكومة , و أمراء وأثرياء بفعل بيع الوهم ويتزوجون كاثوليكيا بالسلطة التنفيذية والتي تُقيد الحريات وتستنزف الثروات وترفع الضرائب .
لا تنتخب المستقلين لأنهم يسبحون بحمد السياسيين , فهم منتفعين ولا يمدون للاستقلالية بأي صلة فمجموع المستقلين الحقيقيين لا يمثلون تيار مستقل.
لأجل مستقبل أولادك ومحُبيك فلا تنتخب من يقول لك أننا المستقلون طريقكم للنجاة, فإن سياستهم في التعيين والتوظيف تعتمد على ديكتاتورية العائلة والجغرافيا والانتماء السياسي.
لا تنتخب قائمة لحزب الكنبه فهم أغلبية صامتة , ولأن وصولهم للسلطة سيؤسس لخلق شريحة هامشية وممثلة للأغلبية , لكن ستسرق الأغلبية , فمع مرور الوقت ستتحول هذه الشريحة الهامشية إلى سيف يُسلط على رقاب الأغلبية الصامتة.
لا تنتخب كل من يقول لك إنني أمثل التيار الثالث أو التيار الجديد والعابر للقارات والحدود, فلا يوجد تيار ثالث أو تيار رابع, فالموجود على الساحة السياسية تيارين , تيار يميني وتيار يساري , والمسميات الأخرى هي جزء من هذين التيارين, فوجود تيار ثالث سواء للمستقلين أو لرجالات أل NGOS هي بمثابة أناس يترنحون يميناً ويساراً, في الصباح الباكر تجده يميناً وفي سهرة المساء تجده يساراً وهكذا .
لأجل مستقبل أولادك ومحُبيك فلا تنتخب من يرفع شعارات التجديد.
انتخب من يعمل خادماً لك ليس امتناء أو صدقة منه , وإنما خدمتك مقابل حصوله على راتبه بشكل لا يزيد عن متوسط الأجور العام كثيراً, فهو يعمل ومُسخر لتقديم خدمة ما , أنت تستحقها وهو يتقاضى حقه من خدمتك .
انتخب من سيوفر لك ولأولادك التعليم المجاني والمستوى الصحي المتطور والحياة الكريمة .
قوى الإسلام السياسي لن تُوفر لك حياة كريمة وستكبح جماح توفر بيئة خصبة للتدين الاجتماعي على حساب التدين السياسي.
الحركات الوطنية لن تبني لك وطناً, ولن توفر لك إمكانيات العيش الكريم.
قوي اليسار لن توفر لك مجتمع العدالة الاجتماعية ولن تؤسس لمجتمع بلا اضطرابات اجتماعية.
منظومة الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني لن تبني لك مصنعاً ولن تسعى لبناء اقتصاد منتج وبالتالي لن تُشغلك مدى الحياة .
حزب الكنبه لن يوفر لك طاقات الإنتاج ولن يُحفزك للعمل باعتباره قيمة إنسانية راقية.
المستقلين ومن في محلهم من تيارات لن توفر لك القرار المستقل ولن تجعلك تُفكر في أن تكون نداً للسلطة السياسية ولأغوال الاقتصاد.
إذن الفلسطيني في ضوء هذه التناقضات من سينتخب .



#حسن_عطا_الرضيع (هاشتاغ)       Hasan_Atta_Al_Radee#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاب شمعة
- تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد في قطاع غزة
- دور البيانات في عصر الذكاء الاصطناعي
- الأزمة الإنسانية في قطاع غزة : بين استغلال التجار ودور جهات ...
- تأثير انخفاض عدد ساعات الكهرباء على القطاعات الإنسانية والخد ...
- متى نُصبح أولاد كلب !
- الإعلام الرقمي وتعزيز قيم التعايش السلمي في قطاع غزة: جيش ال ...
- الأسراب الثلاثة للغول الاقتصادي
- ترامب وسياسة فرض الإتاوة بالعصا
- ترامب عتريس القرن الحادي والعشرين
- وهم العملات المُشفرة
- مدونة الطير نقد اقتصادي وسياسي
- مبادرة الخُنفشار لإنهاء الانقسام الفلسطيني
- حكومة الفدائيين في الأراضي الفلسطينية المُحتلة .
- نظرة عامة للوضع الاقتصادي في قطاع غزة خلال العام 2018.
- كرتونة بيض والتيه الفلسطيني !
- ماذا لو سألك الله عن تعثر مليوني فلسطيني!
- متى كانت العقوبات سياسات علاجية !
- التداعيات الاقتصادية والتنموية لإصدار عملة وطنية فلسطينية
- البطالة والفقر ( توأم السوء ) في قطاع غزة : الأسباب والتداعي ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن عطا الرضيع - في زحمة التناقضات؛ الفلسطيني من سينتخب !