|
قصة أهل الكهف والوحى الغشاش
عبدالجواد سيد
كاتب مصرى
(Abdelgawad Sayed)
الحوار المتمدن-العدد: 6697 - 2020 / 10 / 8 - 18:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقتطف من المصادر الأصلية للقرآن ، الفصل الرابع ، المؤثرات المسيحية، كلير تيسدال ، ترجمة عبدالجواد سيد إهداء إلى الهكر الداعشية زينة زياد إبراهيم ، لو هكرت حساب سنفتح لك ألف حساب ، محمدك مات ، والحقيقة تعيش !!! سوف نبدأ بأسطورة أهل الكهف، المتضمنة فى الآيات من 8 إلى 25 ، من سورة الكهف( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً، إذ آوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً، فضربنا على آذانهم فى الكهف سنين عدداً، ثم بعثناهم لنعلم أى الحزبين أحصى مما لبثوا أمداً، نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى، وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعوا من دونه إلهاً لقد قلنا إذاً شططا، هؤلاء قومنا إتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن أفترى على الله كذباً، وإذا إعتذلتموهم ومايعبدون إلا الله فأووا إلى كهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقاً، وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال، وهم فى فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له مرشداً، وتحسبهم إيقاظاً وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو أطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً، وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فإبعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أذكى طعاماً فليأتكم برزق منه وليتلطف ولايشعرن بكم أحداً، إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم فى ملتهم ولن تفلحوا إذاً أبداً، وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لاريب فيها إذا يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا إبنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً، سيقولون ثلاثة رابعهم كلب ويقولون خمسة سادسهم كلب رجماً بالغيب، ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربى أعلم بعدتهم مايعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهراً ، ولاتستفت فيهم منهم أحداً، ولاتقولن لشئ إنى فاعل ذلك غداً ، إلا أن يشاء الله وأذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربى لأقرب من هذا رشداً، ولبثوا فى كهفهم ثلاث مائة سنين وإزدادوا تسعاً، قل ألله أعلم بما لبثوا له غيب والسماوات والأرض). لكى نفهم تلك الرواية المرتبكة يجب أن نتذكر ، وكما يخبرنا المفسرون، إن بعض وثنى مكة العرب قد تحدوا محمداً لوقت طويل، ليخبرهم عن قصة أصحاب الكهف، إذا إستطاع، من أجل إختبار إدعائه بالوحى. وبناء على ذلك، فإنه من الواضح أن القصة كانت معروفة فى زمن محمد، فى شكل من الأشكال، وربما فى أكثر من شكل. وقد كان هناك خلاف فيما يتعلق بعدد أصحاب الكهف، وكان هناك كثير من الآراء حول الموضوع، وقد وعدهم محمد ، وكما يتضح من الآيتين 22-23 ، بإعطائهم الإجابة فى الغد، مما يرجح أنه كان ينوى الإستعلام عن الموضوع من أحد الأشخاص، ومن الواضح أنه قد فشل فى الحصول على معلومات مؤكدة ، ومن ثم فقد ترك مسألة عدد شباب الكهف غير محسومة، ولاحتى إستطاع الإخبار عن مكان وزمان الحدث، ولذا فلم تكن محاولته الخروج من تلك الورطة ناجحة تماماً. ومع ذلك ، فقد غامر بالتأكيد إيجاباً على حقيقة واحدة، وهى أن الوقت الذى قضاه الشباب فى الكهف بلغ ثلاثمائة وتسع سنة. ولسوء الحظ، وكما سوف نرى، فحتى فى هذه الحقيقة، فقد كان مخطئاً، لكنه مع ذلك ، لم يكن لديه شك فى أن الحدث المسجل فى القصة قد وقع فعلاً. ومن كل أسلوب الفقرة يمكننا أن نستنتج أن محمداً، لم يكن لدية وثيقة مكتوبة، ولاراوى موثوق، كان يمكنهما إعطائه التفاصيل الدقيقة عن الموضوع. ورغم أن لدينا أكثر من شكل للأسطورة كتب قبل زمن محمد ، فمن الواضح أن تفاصيل رواية القرآن عنها قد إعتمدت على مصدر شفوى. وليس على وحى إلهى، كما إدعى. ويذكر الكاتب السريانى، يعقوب الساروجى ، المتوفى سنة 521م ، وفى عظة دينية منشورة فى أعمال القديسين، الأسطورة فى شئ من التفصيل، كما أن هناك أشكال سريانية أخرى معروفة للأسطورة. وتقول معظم الروايات أنه قد كان هناك سبعة نيام، وهو الإسم الذى تعرف به القصة فى أوربا بشكل عام، ولكن هناك نص سريانى فى المتحف البريطانى يعود إلى القرن السادس الميلادى، يقول أن عددهم كان ثمانية. وأيضاً يذكر بعض المحمديين من مفسرى التراث القرآنى أن عددهم كان سبعة، ويذكر البعض الآخر أن العدد كان ثمانية، ذلك بينما إعترف محمد نفسه بعجزه عن تحديد العدد بشكل قاطع فى القرآن. وفى حدود معرفتنا ، فقد كان جريجورى التورى هو اول كاتب أوربى يذكر الأسطورة ، حيث روى أنه فى عهد الإمبراطور ديقيوس(249-251م) هرب سبعة من النبلاء المسيحيين الشباب من سكان منطقة إفسوس من إلإضهاد(وقع أول إضطهاد كبير للمسيحيين فى عهد الإمبراطور ديقيوس) ولجأوا إلى كهف ليس بعيدأ عن المدينة. وبعد بعض الوقت، مع ذلك، إكتشف أعدائهم مكانهم، وأغلقوا مدخل الكهف عليهم، تاركين إياهم يموتون جوعاً. وعندما إعتلى ثيودوسيوس الثانى العرش، بعد 196 عام من ذلك التاريخ، عثر أحد الرعاة على ذلك الكهف وقام بفتحه. وعندئذ أفاق النيام السبعة من سباتهم الطويل وقاموا، وكما يقول القرآن أيضاً، بإرسال أحدهم إلى المدينة لشراء طعام، ولدهشته الكبيرة، فقد وجد المسيحية وقد إنتصرت فى كل مكان، وفى أحد المحلات أخرج قطعة نقدية من زمن الإمبراطور ديقيوس ليدفع بها ثمن الطعام الذى أراد شرائه، وعندما إتهم بالعثور على كنز مخفى، روى للناس حكايته وحكاية أصحابه، ثم وعندما قادهم إلى الكهف، أثبت شكل أصحابه، الذين كانوا مازالوا شباباً يشعون نوراً سماوياً، حقيقة قصته. وسرعان ماسمع الإمبراطور عن الحادثة، وذهب بنفسه إلى الكهف، حيث روى له النيام المستيقظون ، أن الله قد حفظهم ، كى يثبت له حقيقة خلود الروح . وبعد أن أوصلوا رسالتهم ، أسلموا الروح. إنه ليس من الضرورى أن نعلق على السخف الشديد للقصة، كما رويت فى القرآن، رغم أن محمداً لايستحق اللوم على قبولها كحقيقة أكثر من جهلاء المسيحيين أنفسهم، والتى إنتشرت بواسطتهم على نطاق واسع، كما قد تكون قد إخترعت أيضاً. فمن المحتمل جداً أن القصة كانت تهدف فى منشأها لتعمل كحكاية رمزية، أو خيالاً دينياً، صيغ بهدف إظهار كيف إنتشر الإيمان المسيحى بتلك السرعة العجيبة، من خلال شجاعة وإيمان كثير من المؤمنين فى مواجهة الموت. وليكن أصل القصة كما يكون، لكن المؤكد أن القصة كانت معروفة ومصدقة، على نطاق واسع قبل زمن محمد، فى كثير من أنحاء الشرق المسيحى، وأيضاً فى مكة زمن محمد. إن خطأ محمد يكمن فى إدعاء تلقيها كوحى إلهى، بينما هى فى الواقع قصة لاتستحق التصديق أصلاً، قصة تشبه حكايات سان جورج والتنين، أو سندريلا والحذاء الزجاجى، أو معركة الضفادع والفئران فى إلياذة الإغريق ، أو مآثر رستم العجيبة بين الفرس.
#عبدالجواد_سيد (هاشتاغ)
Abdelgawad_Sayed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخلط بين مريام أخت موسى وهارون، ومريم أم المسيح أفدح أخطاء
...
-
تطبيع الإمارات بين السلام والعدوان
-
التحالف الفرنسى المصرى وأمن المتوسط الكبير
-
مصر بين تركيا وأثيوبيا والمستقبل
-
نتنياهو وضم الضفة والخطيئة الكبرى
-
كورونا والإشتراكية الديموقراطية
-
كتاب أساطير الدين والسياسة-تأليف عبدالجواد سيد
-
رسالة شادى حبش إلى الأجيال
-
كورونا وصراع الحضارات
-
حرروا وزارة الخارجية الإسرائيلية من الحجر الصحى- نمرود جورن
...
-
خطة ترامب ليست الطريق لدفع السلام الفلسطينى الإسرائيلى-معهد
...
-
كورونا ونهاية التاريخ
-
الجذور التاريخية والسياسية للصراع المصرى الإثيوبى
-
حسنى مبارك بين السياسى والديكتاتور
-
حسنى مبارك فى ميزان التاريخ
-
الدور المصرى الغائب وتأجيج الصراع الإقليمى فى الشرق الأوسط و
...
-
الحرية للمعتقلين
-
مقتطفات من كتابى قصة مصر فى العصر الإسلامى/ العصر العثمانى
-
كل عام وأنتم بخير
-
ثورة العراق ولبنان، وداعش الكبرى إيران
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|