|
مخاطر الإستمرار في التنازل .. عن ارض الأجداد فلسطين ..
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6697 - 2020 / 10 / 8 - 15:49
المحور:
القضية الفلسطينية
ان واقع الحال السيئ الذي يسود عالمنا العربي نتيجة مخاطر التنازلات المتتالية التي تفرضها امريكا وزبانيتها على العرب ناتج عن التخبط العميق في الخلافات ما بين اهل البيت الواحد في الإستمالة والنزعة للأستحواذ على السلطة مهما كلّف ذلك من تنازل سواءاً كانت القضية فلسطين ام غيرها على سبيل المثال وليس الحصر الثروات من النفط والغاز . هذا ما جعل دونالد ترامب عندما رمى شباكهِ للأصطياد الثمين كان يعتقد ان لعب دور التفرقة ودق الأسافين هي عوامل تاريخية اتخذتها القوى لأعماء العرب وتركهم في نومهم العميق باحثين عن مدى بعيد لإستمرارهم في السلطة بعيدا عن الكلفة او عن ابعاد مآسي الشعوب . لذلك المخاطر باقية وتتفاقم يوماً بعد يوم اذا ما نظر العرب لإستعادة علاقاتهم من منظار اخوي وليس سلطوي . لقد إنقسم الموقف العربي منذ بدايات الإشارات التي كانت تحلُ في منطقتنا العربية بعد الحروب الثلاثة حيثُ كانت معظمها في مصلحة الدولة الغاصبة والناشئة الكيان الصهيوني التي تُعتبرُ الى الان الورقة الرابحة في ميزان اية تسوية او خطوة نحو مشروع سلام دائم. في خريف "1977" قرر الرئيس المصري "محمد أنور السادات" زيارة الاراضي العربية المغتصبة بعدما اعلن في خطاب تاريخي داخل مجلس الشعب المصري، وكانت الخطبة تلك قد وقعت كالصاعقة داخل المجلس وخارجهِ ، الى ان وصلت الى الكنيست الصهيوني. الذي بادر الى عقد إجتماعات متواصلة بغية النقاش في ما سمعوه هل كان مصادفة ؟ ام "نكتة ساداتية ثقيلة " ام لعبة عربية لم تخطر على بال جيران مصر، لكونهم ليس لديهم خبرة جيدة عن فن وخفة دم المصري. عندما حطت الطائرة في مطار "بن غوريون" تل ابيب" ،لم يتوقع أحداً من الذين كانوا ينتظرون حقيقة خروج الرئيس أنور السادات رافعاً يديه لكي يُحيّ من ينتظره ويستقبله من زعماء وقادة الصهاينة، الذين يكنون كل العداء لمصر اولاً وللعرب كافة اجمعين. لكن الغرابة في تلك اللحظات كانت بعدما دخل السادات خلف الكواليس لكي يسلم على مستقبليه وكان "عايزر وايتزمان" قائداً عسكرياً مهماً وخطيراًشارك في معارك كبرى وقتل من الجنود والضباط المصرين اكثرُ مما يتصوره العقل. لكنهُ كان متكئاً على عكازهِ وتحدث الى السادات مباشرة وقال" ليك يا ريس" في لهجة ولكنة مصرية كأنهُ يُخاطب واحد من مواطنيهِ ،هؤلاء لم يصدقوني اثناء الحوارات والإستشارات قبل قدومك بإنك فعلاً جاداً في مشروع الزيارة السلمية واسبابها. للحديث بقية وعميق، في خوض المسارات المختلفة، التى أوصلتنا اليوم الى "فتح الأبواب" العربية كافة لا بل تسليم مفاتيح عواصمها الى الصهاينة لكي يدخلوها ساعة يشاؤون، تنعقد في "المنامة في عاصمة البحرين" قمة إقتصادية جديدة ما بين (25/26 / )من نهاية شهر حزيران القادم، لكي يتم التداول في مؤتمر وحوار قالت الولايات المتحدة الامريكية عن الزمان والمكان والموقع والخيار "للبحرين "، كونها عاصمة هادئة وقد نتوصل الى وضع حد للعداء داخل الشرق الاوسط وسوف تكون دولة اسرائيل حاضرة و موجودة في الواجهة وفِي المقدمة الى جانب "ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة "، الذي سوف يفتتح المؤتمر مرحباً بالضيوف والصهاينة أولهم، الى جانب وفد رفيع المستوى من الاشقاء في المملكة العربية السعودية ،ودولة الإمارات العربية المتحدة، وباقي دول مجلس التعاون الخليجي ، وفتح صفحة جديدة في التطبيع والإنفتاح مع الكيان الصهيوني ، بالرغم رفض كافة الاطياف للذين يمثلون الشعب الفلسطيني إبتداءاً من السلطة الوطنية الفلسطينية في راماالله متمثلة في الرئيس "محمد عباس" ، و قيادة حماس، في غزة، مروراً بكل القيادات التي لها تأثير وطني فلسطيني وإقتصادي الى الان لم نسمع عن شخص واحد قد يوافق على "التنازل وبيع" "فلسطين" مجدداً، لكن هذه المرة من منطقة خليجية مطلةً على دولة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيثُ تبرز الفجوات في إحتمال وقوع الحرب مجدداً، لكن هذه الحرب سوف تكون بديلة عن اسرائيل، وكل الأنظار تتجه نحو تصاعد التهديدات بين راعي المؤتمر في المنامة الولايات المتحدة الامريكية وإيران من جهة المواجهة الثانية، إذاً نحن في عصر القوة، وفرض الخوة من قبل "زبانية ترامب وتوابعه واذنابه"، في المنطقة إنطلاقاً من مبدأ ، فلسطين غائبة ..وأسرائيل حاضرة..؟ هكذا كانت المفاوضات أنذاك قبل كامب ديفيد اثناء توقيع الاتفاقية تحت رعاية الرئيس الامريكي جيمي كارتر ورئيس وزراء اسرائيل مناحيم بيغين والرئيس المصري محمد أنور السادات.. هل نحن اليوم في المنامة بعد مرور اكثرُ من 42 عاماً على الاتفاقية تلك ولم يتم اي بند من بنودها إيجابياً لنصرة الشعب الفلسطيني . هل البحرين سوف تكون اخر المسافات لفرض الادارة الأمريكة فرصتها الاخيرة لكي تقضي على القضية الفلسطينية في مهدها العربي . اذاً وصولاً الى ذلك التاريخ هناك فرص عربية فلسطينية اخرى كيف يمكن البحث والتوصل الى عمل جماعي فلسطيني اولاً في رفع رفض منطق "صفقة القرن"، وتوابعها مهما كلّف ذلك من تنازل بين صفوف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وأصدقاؤها من شعبها العربي الذي ما تزال روح العروبة تتغلغل في دماؤها. ان المخاطر في الإعجاز المفروض على الأمة العربية لا يعني التنازل عن فلسطين وحدها بل عن كل المكتسبات والثروات في المنطقة مروراً بالنفط العربي الذي يسيلُ لُعاب العالم اجمع في التنافس من اجل عقد الاتفاقيات المختلفة تحت غطاء مسميات متعددة منها السلام المشترك، والأمن والدفاع، ضد التهديد الأيراني ،المتجدد وتناسي مختطات الصهاينة التي تدعو الى السيطرة على الشرق الاوسط من النهر الى البحر ، كان المحيط هادراً ..وكان الخليج ثائراً.. لكى تُصبحُ طموحاتنا واحلامنا فوارة علينا المثابرة في النضال الغير محدود ، عصام محمد جميل مروّة ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وأد إنتصار اكتوبر المجيد ..
-
النِزاعات في الشرق الأوسط .. تتحول الى دمار شامل .. صعب ايقا
...
-
حق العودة مَرهوّن بِلا تسوية ..
-
غزة تغرق في الدماء .. بين الشجبِ والتنديد ..
-
زيارة متأخرة إلى كتاب .. تلك الأيام - معتقدات وطقوس .. للإست
...
-
صِناعة الإبداع وفنون المناورة .. جموّل الحكاية منذُ البداية
...
-
صخب ديموقراطي و عضبٌ جمهوري
-
مجازر صبرا وشاتيلا حصاد الصهيونية والعنصرية .. الصامتة لكل م
...
-
مِن دياب الى اديب .. عون على السمع ارسل .. ماكرون إنجِزوا و
...
-
أعتراف الغرب شِئنا ام أبينا إن الإسلام .. مصدر قلق بعد الحاد
...
-
القناص والصائد هنري كيسنجر يُنجِزُ .. التطبيع من بوابة الوزي
...
-
هل ما زال لُغز الإختفاء والتغييب مُحيراً .. الإمام موسى الصد
...
-
مساعى السلام والتطبيع قطار سريع .. عربيٌ نحو الركوع وتناسى ف
...
-
القراصِنة الصهاينة يتذرعون بحماية امن .. معابر ناقلات النفط
...
-
من افكار الجنرال غورو إيصال .. لبنان الكبير الى جيل إيمانويل
...
-
الجمهورية العائمة على .. فساد وفوضى دائمة ..
-
الأسمال الثقيلة البالية .. لبيروت .. يحرقُها اكثرُ من نيرون
...
-
رِثاءُ بقايا رُبوع الوطن
-
كُنوز مِن مناجِمّ إبداعات كريم مروة. .. إصرار وإدخار دمج الز
...
-
أثار الخراب السياسي للعراق بعد .. إحتلال الكويت منذُ الثاني
...
المزيد.....
-
-غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق
...
-
بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين
...
-
تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف
...
-
مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو
...
-
تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات
...
-
يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض
...
-
الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع
...
-
قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
-
ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
-
ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ
...
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|