أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - خواصّ الأسلوب العصري!














المزيد.....

خواصّ الأسلوب العصري!


سليمان جبران

الحوار المتمدن-العدد: 6697 - 2020 / 10 / 7 - 13:05
المحور: الادب والفن
    


سليمان جبران: خواصّ الأسلوب العصري!

اتّصل بي أحد الأصدقاء ، فكانتْ لنا محادثة طويلة بالتلفون. هكذا صرنا في هذه الأيّام الغبراء نتناقش، حتّى في المسائل النظريّة المطوّلة! منعتنا الكورونه من الخروج والجلوس معا، على فنجان قهوة مهيّل، والحديث على راحتنا. . فلا أقلّ مِن محادثات مسهبة على التلفون طبعا! قال الصديق ما معناه أنّه يقرأ كتاباتي كلّها، ويوافق على معظم ما يجده فيها، لكنّه يعتبر أسلوبي المكتوب ضعيفا لا يكاد يختلف عن الحديث الشفهي بيننا. فهل الأمر مقصود؟ لماذا لا تكتب في لغة فصحى معاصرة، كما نقرأ عند كثيرين غيرك؟
أجبتُ الصديق إجابة مطوّلة، تمثّل في رأيي الأسلوب العصري. باختصار يجب على المقالة في نظري، المقالة الصحفيّة خاصّة، أنْ تعكس حرارة الحديث الواقعي وضوابطه. أكرّر أنّ المقصود هنا هو المقال الصحفي في الجريدة أو الإذاعي، لا المقال العلمي المحكوم بضوابط أخرى قد تختلف عمّا نقترح هنا طبعا.
الصفة الأولى هي الإيجاز طبعا. لا يمكن للجملة أنْ تطول إلى ما لا نهاية. هل يصغي جليسك إلى جملة تبدأ ولا تكاد تنتهي؟ هكذا كان الأسلوب في الماضي، وكثيرون حولنا لا يعرفون سبيلا للخلاص منه. لا يمكن الكتابة اليوم بأسلوب السابقين. في الماضي، في "الأيّام" عند طه حسين مثلا، تمتدّ الجملة وتمتدّ حتّى تكاذ تغطّي صفحة كاملة. لو عاش طه حسين حتّى أيّامنا لغيّر بحسّه المرهف من أسلوبه المذكور. إذا كنّا نعيش اليوم عصر الإيجاز والسرعة فلا بدّ لذلك أنْ ينعكس في مجالات حياتنا كلّها، وفي أسلوبنا في الكتابة أيضا!
في مقال لنا في الماضي [على هامش التجديد والتقييد. . ص. 128 – 129] تناولنا "مرض" الواو تُلصق في بداية الجملة والفقرة في الأسلوب التقليدي، بحيث تبدو الجملة مبتورة إذا لم تفتتحها الواو! ما من قاعدة في لغتنا العربيّة تفرض ابتداء الجملة بالفعل فتبدو ناقصة إذا بدأتْ بغيره. نبدأ الجملة بالجزء الأحقّ منها، اسم أو فعل أو حرف، إذا كان الكلام يقتضي ذلك.
وللصديق المهاتف أقول إنّ خير أساليب الكتابة ما كان "نقلا" لمبناها في الحياة، في الحديث الطبيعي! ليس في ذلك ضعف ولا خروج على اللغة. بل يجب علينا انتهاج ذلك ما أمكن. هذاهو الأسلوب الذي سمّاه الآباء "السهل الممتنع". تقرؤه فتشعر كأنك جالس إلى صاحبه تحادثه.
في لغتنا المحكيّة مئات، بل آلاف المفردات، نبذناها مثل "البعير المعبّد" لأنها تقوم في المعياريّة وفي المحكيّة على حدّ سواء. والتشبيهات: نشبّه بما لم نعرف ولم نشاهد رأي العين. ما زالتْ في راسي تتردّد قولة طيّب الذكر مارون عبّود: يشبّهون برضوى وصنين قبالة عيونهم!
لا ننسَ أيضا علامات الترقيم. آباؤنا لم يعرفوا هذه النعمة. أمّا نحن فنعرفها ويجب علينا مراعاتها أيضا. كلّ مَنْ يكتب ويقرأ يعرف الأهميّة القصوى لذلك. علامات الترقيم ضرورة في النصوص لا غنى عنها لكلّ قارئ وكاتب. مؤسف فعلا أنّ معلّمي العربيّة لا يولونها الوقت والعناية الضروريّين. بل يمكن تبيّن فروق في معناها واستخداماتها بين مرجع وآخر أيضا. علامات الترقيم، وتوحيد قواعد استمالاتها أهمّ بكثير من موضوعات أخرى يحفظها طلّابنا ولا تنفعهم في شيء!
في قرارة ضميري أغبط طيّب الذكر أحمد فؤاد نجم. فقد كتب حتّى مقدّمات قصائده، لا القصائد فحسب، بالمحكيّة المصريّة! لكنّ اللهجة القاهريّة، لأسباب لا مجال لتفصيلها هنا، يكاد يستسيغها ويفهمها كلّ قارئ في البلاد العربيّة. أمّا نحن هنا فمن سيفهمنا يا حسرتي إذا كتبنا بمحكيّنا؟!
أخيرا أقول: لو تطوّرت لغتنا العربيّة تطوّرا طبيعيّا، دونما عوامل خارجيّة فُرضت عليها، لكنّا اليوم في البلاد العربيّة الشاسعة، نكتب ونقرأ لغات عدّة، تماما كما نجد في أوروبا اليوم: لغات عدّة، تختلف في الكثير، وتتشابه في الكثير أيضا، لأنّ اللاتينيّة، ولم تعدْ هذه لغة حياة، هي الأمّ المشتركة لجميعها!



#سليمان_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنية / قصّة قصيرة!
- نعم، أنا مع ابن خلدون!
- على هامش العربيّة الحديثة – 1
- الأحياء أوّلًا!!حكايات - 2
- حكايات - 1 خَسِرَتْ دِرْهَمًا.. فَرَبِحَتْ دينارًا!!
- الحضارة لا تتجزّأ!!
- الشدياق أوّل من كتب السيرة الذاتيّة في الأدب العربي
- في جوع دَيْقوع دَهْقوع
- سليمان جبران: في اللغة الحديثة مرّة أخرى
- الجديد – نعم، المبالغة والهوس – لا !
- عاهدير البوسطة
- كان العظيمُ المجدَ والأخطاءَ!
- اعذروني . . مرّة أخيرة !
- بكِكيرة صار . . الحاجّ بكّار!
- شعر النسيب في أبيات: بنفسيَ هذي الأرصُ ما أطيبّ الربا وما أح ...
- كتاب -الساق على الساق-
- العظيم يعرف العظماء ويعترف بهم!
- إلى كلّ من لم يقرأ الشدياق، ويجهل مكانته، هذا الفصل من كتابه ...
- تنبّهوا واستفيقوا أيّها العربُ ..!
- عودة إلى اللغة الحديثة!


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليمان جبران - خواصّ الأسلوب العصري!