أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس عوده قاسم الكناني - فلسفة الموسيقى فيزيائياً ورياضياً














المزيد.....

فلسفة الموسيقى فيزيائياً ورياضياً


قيس عوده قاسم الكناني
(Qays Oudah Qasim)


الحوار المتمدن-العدد: 6695 - 2020 / 10 / 5 - 02:48
المحور: الادب والفن
    


الموسيقى تتعامل مع الصوت والصوت مادة تتلاشى، وهي حركة اهتزازية وبالتالي فأنها علم فيزيائي له ذبذبات وترددات ليس لها شكل جسماني ولا استمرارية فيزيقية, ومن هنا فإن الموسيقى هي من أقدر الفنون تعبيراً عن الداخلي حيث ان البعد الذاتي هو شكلهـــا ومضمونها ومادتها معاً, وفي رأي هيغل فإن المهمة الرئيسة للموسيقى تكمن، لا في تصوير الأشياء الواقعية، بل في موسقة الأنا الداخلي الحميم، وجوّانيته العميقة، وذاتيته الفكرية, وفي هذا الإطار يحرص هيغل على ان يقول لنا ان الموسيقى لا تكتفي بأن تعبّــر عن النفس بل هي تخاطب النفس أيضاً لأنها من حيث تعريفها الفن الذي تستخدمه النفس للتأثير على النفوس ، كما ان الموسيقى هي علم رياضي من حيث الأصوات والمسافات والحسابات الرياضية فكل مقام موسيقي له ابعاد ودرجات حسابية تختلف عن غيرها في المقامات الأخرى .
كما يسعى الفن الموسيقى الى اضفاء المعاني الجمالية على الحياة حيث يلونها ويزخرفها محاولا بذلك ان ينسينا همومها وأحزانها وترسباتها المؤلمة, لذلك دائما ما نجد اعمال الفنانين تشرق بالحياة والفرح واالسرور والكثير من علماء النفس اعتبروا الموسيقى وسيلة من وسائل الراحة النفسية فالإنسان يجد في الموسيقى "آماله وطموحاته ورغباته ولذلك فان سيمفونيات الموسيقيين وأغاني المطربين وأشعار الشعراء هي انعكاس لواقع حياتنا الخاصة على حد سواء" ( ) لذا فان الموسيقى هي فن يثير الرغبة لتحقيق الانفتاح النفسي على رحاب انسانية جديدة كانت مجهولة بالنسبة للماضي
كما يرى بعض الفلاسفة أن الموسيقى هي علم رياضي هندسي فيزيائي ومن خلال الترددات الصوتيه والذبابات فانها تعد احد العلوم الفيزيائية كما انها وسيلة من وسائل دعم الفضيلة والأخلاق فالموسيقى تؤثر في مشاعر الإنسان وفي حياته الباطنية حيث تأثير الإيقاع واللحن في هذا الفن أقوى من تأثير فن العمارة والتصوير والنحت على روح الإنسان وحياته الانفعالية لذا فهو يرى أن الموسيقى ارفع من الفنون الأخرى ويدلل افلاطون على ذالك أن الطفل حينما يسمع الى مقامات موسيقية مناسبة تنمو لديه عادات وقدرات مرهقه تتيح له قدرة تميز الخير من الشر فالموسيقى بذالك تشكل شخصية الطفل وتجعله مستقرا في انفعالاته وكذال نظر أرسطو إلى الموسيقى على أنها أكثر الفنون تقليدا للشخصية وتمثيلا لها ففي الإيقاع واللحن نجد محاكاة شديدة الواقعية للغضب والهدوء فضلا عن شجاعة والاعتدال وأضداد هذه الصفات أي أن المحاكاة الموسيقية لا تقتصر على الأحوال الشعورية فحسب بل تشمل الصفات والاستعدادات الذهنية أيضا.
ورغم أن الموسيقى لم تنشأ كفن مستقل بل كفن تابع، فإن مكانتها عند القدماء _ مثلما هي عند المحدثين المعاصرين _ ظلت مكانة رفيعة, إذ فطنوا إلى عمق تأثيرها النفسي والأخلاقي والاجتماعي، فها هو ذا «فيثاغورث» يرى أن «الكون في مجمله عدد ونغم» وأن النظام والانسجام الذي نشاهده في الكون وفي دورات السماء يشبه النظام الذي نشاهده في الموسيقى، فضلاً عن ضرورتها لانسجام النفس وتطهيرها. وها هو ذا «أفلاطون» في محاورة «الجمهورية» يبين لنا أهمية التعليم الموسيقي ودوره في تربية النشء، حتى إنه كان يحث على مقامات موسيقية معينة واستبعاد أخرى؛ مما يكون له تأثير أخلاقي ونفسي ضار، وقد كان هذا راجعًا أيضًا إلى تصور أفلاطون للنفس على أساس من مفهوم الانسجام الرياضي.
وهكذا يمكن القول بأن التصور النفسي والأخلاقي لدى فيثاغورث وأفلاطون هو تصور مبني على أساس من تصور فيزيقي _ رياضي للكون باعتباره نظامًا منسجمًا. وهذا هو ما دعا اليونان إلى تأسيس النغمات الموسيقية السبع باعتبارها الكواكب السبعة.
وإذا تأملنا الموسيقى كإبداع فني متميز على الإدراك الحسي، في محاولة لاستخلاص القيمة الجمالية في الإبداع الفني الموسيقي باعتبار أن الموسيقى في أساسها تعبير عن المشاعر في شكل فني قوام أسلوبه الإيقاع والنغم، وباعتبار أنها تنبعث من المشاعر، وتأثيرها ينصب على المشاعر، كما يقول (جوليوس بورتنوي) فإن الموسيقى ناشئة من العاطفة لكي تحرك العاطفة لذلك يقول : ان الموسيقى ينبغي ان تؤدي الى السلوك القويم والا لكانت مخدرا يؤدي بنا الى الهروب من الواقع والتحليق في اجواء عالم الخيال المحض. ( )



#قيس_عوده_قاسم_الكناني (هاشتاغ)       Qays_Oudah_Qasim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموسيقى والتكوين الافتراضي لصورة المكان
- الاثر النفسي لجماليات الموسيقى
- كيف نرى الموسيقى في منظور جمالي
- الموسيقى في مسرح فاختانكوف تقنية أساسية في إنشاء المشهد الخي ...
- الخطاب الذهني وكسر الإيهام في موسيقى المسرح التغريبي
- الأغنية الوطنية خطاب درامي لإظهار الهوية
- مقاربات في الصورة الدرامية لأعمال بتهوفن الموسيقية ..
- قراءة في فضاء استطيقيا الموسيقى...
- هل الموسيقى في المسرح عنصر من عناصر السينوغرافيا


المزيد.....




- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- ”أحـــداث شيقـــة وممتعـــة” متـــابعـــة مسلسل المؤسس عثمان ...
- الشمبانزي يطور مثل البشر ثقافة تراكمية تنتقل عبر الأجيال


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس عوده قاسم الكناني - فلسفة الموسيقى فيزيائياً ورياضياً