|
هل للمسرح الكردي وجود
نوري شوقي
الحوار المتمدن-العدد: 1605 - 2006 / 7 / 8 - 06:04
المحور:
الادب والفن
(أعطني خبزاً ومسرحاً ------ أعطيك شعبأ ) العمران، الأدب، الدين، التراث، الموسيقى، الثقافة، المسرح، كلها إضائات تدخل في مضمون الحضارة، لذلك تعتبر الحضارة بما تعنيها من مدلولات الأساس المتين لبناء كبير ترتقي آية أمة من خلالها إلى الوجود. كم ترتب من خلالها الأمة تاريخها وتستفاد من مجهود أسلافها في شتى المجالات ويبدأالابداع جموحه ليتبوأ بمآثره إلى أعلى المستويات، لكن إن فقد التواصل بين الأمة وحضارتها وتعرض الشيء المتبقي من تلك الحضارة إلى السرقة والتشويه والطعن عندئذ يتوقف الإبداع عن المسير بل سيهمل من قبل الشعب لتأمين لحظة آمنة لا يهددها شبح الجوع وتبقى خائفة من اللحظة التي تتلوها لأنها ستكون في فضاء مجهول. هذا هو الحال الأمة الكردية أصحاب الأمبرطوريتين ( ميديا – المتيانية) كما كانوا أصحاب أول ثورة عرفتها البشرية حين ثار كاوا الحداد مع المسحوقين من الكرد ضد الطاغية أزداهاك، مروراً باعتناقهم للديانة الزردشتية وإيمانهم بوحدانية الله من خلال نبيهم زرادشت وإيمانهم فيما بعد بالرسالة المحمدية والقرآن الكريم حيث بقوا على أمل تحقيق الحلم ولم الشمل وفاء الذي قطعوه لأسلافهم. وواضبوا بخطى حثيثة أن لا يتخلفوا عن وكب الحضارة والتقدم، لا سيما وأن أن الأسلاف قد تركو لهم فائض من حضارة تجعلهم الأوائل من أسياد العالم، لكن هيهات فقد قيد ما قيد من ذلك الفائض وما تبقى منه لا يستطيع الكرد التفرغ له لأنهم لا زالوا يعيشون في ذلك الرطب، حالة من الإرهاق الدائم غايتها الاحتضار ومن ثم الموت لكن روح الصراع طغى عليهم، وأثرو أن يمثلوا مرغمين عرضاً هرمونيا من المأساة و الملهاة على المسرح الحياة. وكلما يسدل الستار على فصل يظنون إنها النهاية لكنهم يتفاجئون بتجدد العرض اوتوماتيكياً بانسياب أحداث جديدة وربط عقدة متمكنة وبأحداث، أقنعة والديكورات وكالعادة يصل الكرد إلى ذروة العمل حيث ستبدأ العقدة بالأنفكاك، حينئذ يكون النص الجديد قد وزعت أدواره على الممثلين لتمثيل من جديد في ديمومة دائمة ومتعطشة لشيء مرسوم أيضاًُ في فضاء المجهول، لكن الكرد هذه المرة كانوا يعرفون بأنها الحرية ولا مانع من دفع الثمن من أجلها. بعد هذا التمهيد هناك مجموعة من الأسئلة و الاستفسارات تتوارد في ذهن كل كردي بما يخص الفن المسرحي لا سيما هضم تاريخه المليء بالانتصارات والنافح بأريج الذي بدأ من أسلافهم وخاصة وأن الكثير من القوميات استفادوا من تلك الحضارة على مر السنين وبالفور يفرض التسأول الأول نفسه هل للمسرح الكردي وجود ضمن إطار حضارتهم المتعاقبة. لقد استفادت شعوب المعمورة قاطبة من فن المسرح في حياتهم الاجتماعية والسياسية وحتى العسكرية، وللتذكير فقط فأن التاريخ يذكر بأن ولادة الحقيقية للمسرح بدأ من الفراعنة الذين سخروه لإيصال أفكارهم الدينية إلى عموم الشعب لتمتين أواصر الحبال الروحية بين العائلة المالكة والشعب حيث كانت تعرض النصوص الدرامية نحواها الارتباط بالإله وعدم التفكير في أمور الدنيا فكان الشعب يتقبل ذلك الخشوع وذلك الخنوع بنفس راضية، وبعد ذلك أستقر المسرح عند الإغريق الذين استفادوا منه من الناحية الاجتماعية أولا ثم من الناحية السياسية ثانياً وذلك أثناء خوضهم لأية معركة كانت الفرق العسكرية المقاتلة تنشد في ساحة المعركة بتوجيه خاص من القادة تفادياً لأي تخاذل وإذا تم ذلك كانت تلك الفرق تقدم نصوص تبث من خلالها الشجاعة والأقدام في نفوس القادة. بالمسرح بشكلاً جدي أمثال ايفيلوس / سوفوكليس كان لذلك أثر في نفوس المفكرين والمؤرخين والفلاسفة الإغريق حيث اهتموا / يوربيدس / وقد أوجدوا في البداية الطريقة المثلى للمكان التي ستقدم فيه النصوص المسرحية فيما بعد ثم خلق مستلزمات العمل المسرحي وكيفية العمل بآلية العرض حتى ظهر /أرسطو/ فأطر هذا الفن بقواعد علمية وفصل بين المأساة lوالملهاة في كتابة فن الشعر وحدد فيها المصطلحات الضرورية لفن المسرح يعتبر ذلك الكتاب أول مصدر علمي للمسرح ولأن أوربا القرون الوسطى لم تعطي الأهمية لمثل ذلك الكتاب فقد ضاع الكتاب وبعد قرون من ضياعه وجدوا نسخة ناقصة منه فأضيف عليه وحذف منه الكثير أولاً بسبب النقص الموجود بين أجزائه ثانياُ لسوء فهم بعض المفكرين لما كان يرمي إليه أرسطو لسبب سوء الترجمة، وعدم فهم المترجمين ما كان يقصده أرسطو من مصطلحات والقواعد ومستلزمات العمل المسرحي فتعاملوا مع الكتاب ومع فن المسرح حسب ضروفهم الذاتية والموضوعية لكنه أصبح فيما بعد وسيطاً فعالاً لتبادل أشكال الثقافة والمبادىءالسامية بين الشعوب والأقوام،ومن كل ذلك تفرعت المدارس المسرحية ابتدأ من الملهاة والمأساة مروراً بالاتباعية والإبداعية فالواقعية والرمزية ،ومن المسرح اللامعقول إلى المسرحية الواقعية الجديدة . الملاحظ في الأمر لكل مرحلة خصائصها ومميزاتها المختلفة وكثرت المدارس المسرحية لكن المسرح الجاد والهادف ضل يعرف عن نفسه أينما كان وفي إي زمان من خلال قاعة العرض واللقاء الارتجالي والعمل ضمن القواعد المنصوص لها وحسب عناصر الاختصاص داخل النص المعروض بالإضافة إلى تلاحم الجماهير وتوفير الكادر الفني وسيطرة الهيبة والرهبة على الأجواء ابتداء من بداية حتى النهاية
#نوري_شوقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
-
فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف
...
-
تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|