أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - اسرائيل/فلسطين .. وحدود الغرب؟/5















المزيد.....


اسرائيل/فلسطين .. وحدود الغرب؟/5


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 6694 - 2020 / 10 / 4 - 14:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إسرائيل/ فلسطين.. وحدود الغرب؟/5
عبدالاميرالركابي
تبدو حدود ونهايات الغرب بارزه بوضوح عند نقطتين: الأولى منهما تكريسه لفكرة كونه منتهى العقل والعلم ونهاية المعرفة، والثانية تتاتى من تسويغه باسم التقدم لما يخالف مقتضى العدل والمساواة. وفي هذين المنحيين وعبرهما تتحول الظاهرة الغربية الحديثة الى خرافة، والى همجية لاتختلف في العمق عن أي مظهر من مظاهر الاجحاف، والميل النازع للغلبة في التاريخ الانسايواني، ولايعني ذلك ان الغرب الحديث لم يكن بالفعل محطة ولحظة من لحظات التاريخ المتقدمه، والفاصلة نوعيا، او ان ماقد انجز في العصور الحديثة لم يكن هائلا، او انقلابيا على الصعد الحياتية كافة، غير ان ذلك شيء، ومانتحدث عنه شيء اخر مختلف.
وبمحاولة تعداد مناحي قصور الظاهرة الغربية الحديثةـ نجد ان هذه قد عجزت عن ان تتميز عما قبلها عند ناحية أساس من نواحي حضورها الحاسم على مستوى الكوكب، او مااعتبر بداهة من قبيل الالية الطبيعية المؤدية الى نقل المنجز الجديد، و "الحضارة" بنموذجها الغربي الى المعمورة، او مايسميه ماركس "مدفعية السلعة" التي تجبر اكثر الشعوب بدائية على الخروج من عالمها المظلم، من دون ان يذكر تلازم المدفعيتين، وبالمقابلة بين "الديمقراطية" الغربية و"حكم الشعب" والمساواة في الحقوق المدنية، بدا هذا الصنف من الممارسة الاكراهية بمثابة شرط لازم، انطلاقا منه واستنادا له، تمارس اشنع اشكال السيطرة على الشعوب الأخرى، وسلبها ارادتها وحريتها بالقوة والاكراه، في حين لم يسبق ان أبدت "الديمقراطيات الغربية" ككتل ومواضع وشعوب متقدمه، رفضا او اعتراضا بائنا ومستمديما يلحظ ويكون مؤثرا، ليساوي بين حقيقة الديمقراطية والمدنيه وطبيعتها المفترضة، وشكل واليات تطبيقها المعمم على الكوكب.
هذا ناهيك عن استمرار عامل الغرض والمصلحة الذاتيه، والغلبة كقوة أساس، حاسمه في العلاقات بين "الأمم" على مستوى المعمورة، مع تفاقمها غير العادي بظل تطور وسائل الحرب، وماقد نجم عنه من اغراق العالم في الحروب المدمرة الكبرى والصغرى، ذلك ولم يتوانى الغرب الحديث، بغض النظر عن كل مايتصل بمفاهيمه المعممة نظريا، من ان يغطي مموها جريمه كبرى لاسابق لها في التاريخ البشري، تمثلت في إبادة شعب وجضارة، تبلغ السبعين مليونا، اضيف لها مايقارب من سبعين مليون اخرين، راحوا ضحية حروب اوربا العظمى، هذا وغيره يحيلنا الى نقطة أساسية، هي علاقة التقدم المادي، بالانساني، وتفارقهما الرهيب بحالة الصعود الأوربي الحديث لصالح الانسايوانيه.
الأهم من ذلك والافظع بما لايقاس، هو حال القبول لدرجة التبني المواكبه للظاهرة الغربية على مستوى المعمورة، باسم العلم والتقدم التقني والمادي، عدا عن التقدم الحاصل في المجالات المختلفة، لابل واستمرا ر اقتناع الغالبية من البشر بوضع الحال الغربي، بموضع الحلم والهدف، وبالذات النموذج "المدني / الديمقراطي" في الدولة وشكل تنظيمها، والمتزايد الانتشار مؤخرا، بعد لمحة من الاعتراض وطلب اشكال اخرى من تنظيم الحياة باسم "الاشتراكية" المؤسسة على التناقضية الغربية الذاتيه، وشكل دولتها الممثل في ( الدولة/ الامة). مايجعل المعمورة محكومة لعالم بلا افق، مطلبه وحلمه هو مولد افظع اشكال اللامساواة والهيمنة والاكراه والافقار والتنافس المحموم وتدميرالارض.
كل هذا من شانه اخراج المطلوب والمامول ان وجد هنا، من نطاق ودائرة مايعرف ب " البديل" ضمن عالم الغرب وقواعد ماقد ارساه من نظام على مستوى المعمورة، ذهابا الى " مابعد"، ذلك بعد الحسم بما يخص كون الغرب هو لحظة نهوض كبرى على مستوى التاريخ، بعد اللحظة التأسيسية الشرق متوسطية، تقدمت معها العلوم والمعارف والتقنيات، كما تقدمت أسباب الاجحاف واللاعدالة والقهر، وتهديد البيئة، وأسباب الحياة البشرية، فلم تفلح في تجاوزها او الانتقاص من وطاتها قياسا بالتاريخ السابق عليها، الامر الذي يضع هذه اللحظة ضمن دائرة المتجاوز، وفي عداد مايواجه الكائن البشري من التحديات الكبرى، لابل الاكبرالمتصلة بوجوده واستمراره.
ولا شك ان الغرب ومنجزه ينطوي على مقومات وأسباب تنفي ممكنات تجاوزه، وان المؤقت، وهو مايتولد عن أسباب موضوعية تاريخيه تخص سيرورة الكائن البشري، وعلاقة العقل بالمجتمعية وتصيّرة المطرد داخلها، وقصوره الموضوعي بازائها، وبين وطاة المنجز الغربي المتاتية من ضخامته ونوعه، بمقابل ماينطوي عليه كبنية شاملة من حدود، ومن ممكنات نظر دالة من جهه على موقعه الأدنى كنمط، برغم علوه الاستثنائي داخل نوعه المجتمعي، ومن محركات كينونة انسايوانية قاصرة، ومحكومه لدوافع ماقبل الإنسانية الباقية بلا تجل ضمن المنجز الجديد الأخير، مامن شانه إيقاف الجموح العقلي، وحصرة ضمن دائرة وهيمنه الجسدية وتجلياتها، كما تتمثل في الأحادية المجتمعية، حتى في حالة اوربا وانشطارها الطبقي، وعلو مرتبتها ضمن نمطها تركيبا بنيويا وديناميات.
الأحادية النمطية تمنع الغرب ومنعته من ان يبلغ ماوراء، او مالايكتمل قوام منجزاته الرئيسية من دونه في مجالات:
1 ـ الذهاب الى ابعد من مجرد النشوئية الحيوانيه، بحسب مااستطاع "دارون" وعبقريته الأحادية ان يكتشف، ليتوقف قائلا بان العضو البشري بلغ نهاية تطوره وتوقف، فعجز عن ان يرى طبيعة الطور الثاني من "النشوئية العقلية"، التي تبدا مباشرة بعد انبثاق عنصر العقل في الجسد الحيواني، ليصير هذا الأخير من يومها خاضعا لاعتبارات ومقتضيات النشوئية مابعد الجسدية.
2 ـ عجزه هو نفسه عن تبين الثنائية او "الازدواج" المتولد عن انبثاق العقل في الجسد الحيواني(عقل/جسد) كعنصرين متفارقين وموجدين ضمن كيانيه وحامل جسدي، فظل هو ومن جاء بعده يحكمون على "الانسايوان" كوحده أحادية، ومظهر اكتمال اطلقوا عليه اعتباطا اسم "الانسان"، في حين ان ماقد ظهر وقتها مع العقل وانبثاقه، هو طور انتقالي من الحيوان الى "الانسان"، الكائن الذي وجد ابانه ليس بانسان، كما انه لم يعد حيوانا، وهو محكوم بالذهاب الى زوال ماتبقى عالقا به من بقايا الحيوانيه المتخلفة من الطور الأحادي الحيواني، السابق على الحيوان المنتصب.
3 ـ عجز العقل الغربي برغم مقاربته حدود كشف النقاب عن الظاهرة المجتمعية ومنطوياتها مع ظهور علم الاجتماع كبداية أولية في هذا المضمار، عن اكتشاف النمطية المجتمعية الثلاثية: مجتمعية الازدواج التحولي الامبراطوري الرافدينية، ومجتمعية أحادية الدولة النيلية كنموذج ابتداء، وانشطارية طبقية كاعلى شكل من اشكالها كما حال اوربا، واحادية لادولة شائعه في أمريكا قبل الغزو واستراليا وامريكا اللاتينيه، وبعض افريقا واسيا والجزيرة العربية، مع أنماط مختلطة، وصولا الى الازدواج الأخير المؤقت، الطبقي المجتمعي الأمريكي.
4 ـ عجزه الكلي بناء عليه عن مقاربة والكشف عن المضمر الأهم والرئيسي في العملية المجتمعية، وفي ظاهرة المجتمعات، باعتبارها ظاهرة متحولة، وسائرة الى انتهاء الصلاحية، والى بلوغ العقل نهايات عمليته النشوئية المبتدئة مع انبثاقه في الجسد الحيواني، حين توقفت يومها واكتملت عملية التحول الحيواني، مرورا بالعضايا واللبونات، كمثال، وماقبلها، وصولا الى "الانسايوان"، لتبدا من يومها "التحولية المجتمعية العقلية"، وصولا لتحرر العقل من وطاة الجسدية، وبدء انتقاله كما مقرر له أصلا، الى الاكوان العليا.
5 ـ وقد يكون الأهم من بين مايقف العقل الغربي بسبب احاديته دونه، هو عجزه عن وعي مااستجد من اسباب وعوامل نفي ذاتيته او خاصيته الأساس، كما ممثلة في "الانشطارية الطبقية" مايؤدي الى التحاقه، او اندغامه في العملية التحولية الكوكبيه، بعد توقف الياته، فماركس الذي كرس الصراعية الطبقية، وعممها نظريا لم يكن له، كما حال "دارون" ان يكتشف بان الالة التي انتقل لها الغرب، ستكون سببا في انتهاء فعل الطبقية الاوربية والياتها التاريخية، وإيقاف عملها الذي كانت تؤدية في المراحل المنقضية، العبودية والاقطاعية، وبالامكان تصور ماركس وقتها ماخوذا بوطاة احتدامات الراسمالية المصنعيىة، ومارافقها وتولد عنها من تاجج وذرة صراعية طبقية، لم تكن بالأحرى سوى مقدمة تنتهي بانتهائها مفاعيل الطبقية وصراعها، لتحل مكانها اليات التحولية المجتمعية. فالالة ومن ثم التكنولوجيا الطور الراسمالي الثاني، توجد قوة تدخليه مافوق طبقية، خارجة عن فعل الطبقات ووجودهاالموضوعي، تدخل على البنية الطبقية، وتاخذ بها لايقاف مفعول الصراعية ومالاتها التقليدية الاوربية كما كانت، بالاخص بعد انتقال محور وثقل حضور الظاهرة الغربية الى القارة الجديده الامريكية، ونوع ازدواجها المختلف.
ولا داعي لان نعدد كل مناحي القصور الأحادي المنبثة بين تضاعيف المنجز الغربي، بالاخص داخل اركانه ومرتكزاته الأساسية، بما فيها علم النفس الفرويدي الأحادي، المنحاز بداهة للجسدية، بدون تبين الفعل العقلي المفارق، وآليات تصيره، الامر الذي يبرر القول بلزوم وحتمية الغرب الحديث، وظاهرته الكبرى كعتبة تاريخية تحولية، من المستحيل انتقال الكائن البشري والمجتمعات الى مابعدها، والى بدء عملية ولحظة مابعد المجتمعية، وتحرر العقل، وظهور ملامح "الانسان"، الغائب الذي مازال ينتظرالانبثاق من تحت جلد "الانسايوان".
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل/ فلسطين.. وقرآن العراق؟/4
- اسرائيل/ فلسطين والراسمالية المصنعية؟/3
- اسرائيل / فلسطين والراسمالية الابراهيمه الامريكيه؟/2
- اسرائيل /فلسطين وتآكل الاليات المجتمعيه*؟/1
- الوطنية المتعذرة والطور التكنولوجي؟/ ملحق 6
- الوطنية المتعذره والطور التكنولوجي؟/ملحق5
- الوطنية المتعذرة والطور التكنولوجي؟/4
- الوطنية المتعذرة والطور التكنولوجي؟/ملحق3
- الوطنية المتعذرة والغاء العراق؟/ملحق2
- الوطنيه المتعذرة وتتفيه العراق؟/ ملحق 1
- الوطنية المتعذره وتتفيه العراق؟(2/2)
- الوطنية المتعذرة وتتفيه العراق؟(1/2)
- تجديد المواجهة العراقوأمريكيه :-مهدويا-/4
- تجديد المواجهة العراقو أمريكيه ابراهيميا؟/3
- تجديد المواجهة الكونيه العراقوأمريكيه؟/2
- تجديد المواجهه الكونية العراقوأمريكية؟/1
- الوطنية اللاوطنيه: ثورة اكتوبر الثانيه/3
- الوطنية اللاوطنيه: العراق كنموذج صارخ/2
- الوطنية اللاوطنية: العراق كنموذج صارخ/2
- وثبة العقل الكبرى وانحطاط الانحطاط؟/3


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - اسرائيل/فلسطين .. وحدود الغرب؟/5