تقسيم العمل لدى ماركس 1

طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 6694 - 2020 / 10 / 4 - 01:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

في بعض الفصول الشهيرة لرأس المال (وفي أماكن أخرى)، شرح ماركس كيف إن عمال المانيفكتورة يعانون من التقزم بسبب أداؤهم وظائف جزئية فقط ومن خلّفهم من العاملين في الصناعة واسعة النطاق كزوائد حية للماكنة.

في تلك الفصول قدم ماركس وصفًا حيًا للعديد من العيوب والآثار السلبية لتقسيم العمل والعمل الآلي في ظل الرأسمالية من منتصف القرن السادس عشر حتى عام 1867, اي السنة التي صدر فيها رأس المال.

منذ حوالي عام 1947 كان هناك انتشارا للأدبيات التي تركز بشكل خاص على سيرورة العمل الرأسمالية في القرن العشرين, مع إيلاء اهتمام خاص للآثار الضارة لتقسيم العمل الآلي.

كما اوضح ماركس ، فإن دراسة سيرورة العمل في ظل الرأسمالية تعمل على صقل فهمنا للتغييرات في ظل ذلك النظام الاقتصادي لجوانب مختلفة من تلك السيرورة - من الاغتراب إلى فقدان السيطرة إلى تدهور العمل العادي. تسهًل دراسة النظام الرأسمالي أيضًا التحقق في مصادر العيوب والصعوبات في سيرورة العمل في الحاضر والمسقبل , كما يقترح باحثون مثل Harry Braverman
Labor and Monopoly Capital
https://caringlabor.files.wordpress.com/2010/11/8755-labor_and_monopoly_capitalism.pdf

من خلال فهم مصادر الصعوبات، يمكن للمرء أن يكتشف ما الذي يمكن أن يُنسب إلى النظام الاقتصادي من ناحية وطبيعة العمل البشري المتقدم بشكل عام من ناحية أخرى. هذا يساعد في اقتراح بديل ، للحاضر والمستقبل. رأى ماركس أيضًا أن دراسة موضوعة العمل هي طريقة لفهم مصدر وطبيعة مقاومة العمال للسيرورة الرأسمالية. إضافةً إلى ذلك، فإن الاعتبارات الدقيقة لوجهة نظر ماركس حول تقسيم العمل يمكن أن تساعد في توضيح رسالته الأوسع المتضمنة في المادية التاريخية - من أجل ملاءمة نظرية ماركس للتاريخ, انظر
Karl Marx s Theory of History
2000
G. A. Cohen
https://www.amazon.com/Karl-Marxs-Theory-History-Cohen/dp/0691070687
وكذالك
G. A. Cohen Karl Marx s Theory of History: A Defense. Oxford: Clarendon Press, 1978. Pp. xvi and 369.
Canadian Journal of Philosophy
https://www.cambridge.org/core/journals/canadian-journal-of-philosophy/article/g-a-cohen-karl-marxs-theory-of-history-a-defense-oxford-clarendon-press-1978-pp-xvi-and-369/E98A1E56C4489B4A58EBDE0D27F7953B

لسوء الحظ ، اساء فهم ماركس العديد من المعارضين غير الوديين لماركس, و كذلك ايضا العديد من المدافعين عنه. من خلال سوء الفهم وسوء القراءة وسوء الترجمات ، أسيء تفسير تقييم ماركس لتقسيم العمل في فترات اقتصادية مختلفة. كنتيجة جزئية لهذا ، يجب أن يُعتقد على نطاق واسع أن ماركس دعا إلى إلغاء كل تقسيم للعمل في مجتمع شيوعي مستقبلي. هذه المقالة محاولة لتصحيح نتيجتين مؤسفتين لسوء الفهم هذا . إحدى النتيجيتين، هي أنه يتم التأكيد بشكل متكرر على اهمال ملاحظات ماركس الصريحة على العكس من ذلك ، فقد تم تصوير ماركس وكأنه طوباويً مثالي وافكاره غير قابلة للتحقيق و ساذجة بخصوص الصناعة الحديثة, او عموما, بالغاء تقسيم العمل. هناك أدلة جيدة على نفي وجود هذه المثالية لدى ماركس. النتيجة الثانية هي تجاهل طبيعة تقسيم العمل إلى حد كبير ، لا سيما فيما يتعلق بإمكانيات المستقبل. حول هذا يمكننا في أحسن الأحوال اقتراح بعض الطرق لاكتشاف إمكانيات تقسيم العمل.

لذا سأبدأ ببعض الخصائص والاختلافات ذات الصلة بتقسيم العمل. كثير منها يرجع إلى ماركس. سيتم استخدام هذه في محاولة فهم دقيق للعمل في المانيفكتورة والصناعة واسعة النطاق. بعد ذلك ، ساسرد بإيجاز بعض الطرق التي أكد بها الأدب المعاصر مفاهيم ماركس وصقلها. ومن ثم ، سأنتقل إلى تأكيد ماركس ان تقسيم العمل هو قوة إنتاج يجب الحفاظ عليها وتطويرها في شكل أعلى. يؤدي النظر في بعض أسباب هذا التأكيد إلى بعض المبادئ التوجيهية لتقسيم العمل في مجتمع من العاملين المرتبطين في اتحاد حر. وهو يشير إلى احتمالات مجتمع أفضل. جانب مهم من هذا البحث هو الزعم أن هناك حاجة إلى فهم أفضل للطبيعة البشرية.

يتبع

#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات