أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - في ذكرى تشرين وكل أيام العراق المشرقة ح2














المزيد.....


في ذكرى تشرين وكل أيام العراق المشرقة ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6693 - 2020 / 10 / 3 - 20:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم ونحن نستعيد الأيام الأولى للثورة فما زلنا نؤمن بحقيقة واحدة هي أن الثورة ولدت من رحم الشخصية العراقية التي ترفض كل أشكال المهادنة والمساومة والقبول بالأمر الواقع، مهما كانت التضحيات ومهما كان الثمن غاليا فهو ليس بالأخر أغلى من العراق ومستقبله، ومهما حاول المضللون من النيل من الثورة ومن وقودها الدافع ومحورها الفاعل جيل التمرد والتطور والحرية، فلن ينالوا إلا من جرفهم ويحطموا أصنامهم بأيديهم بعد أن كشفت الثورة كل الخنادق الأصيلة والمزيفة والواهنة والصامدة، الثورة اليوم أقوى من كل وقت مضى وأصبح الشعب قادر على أن يجعل من السلطة الغاشمة والخارجة عن إرادته مثل الذي يناطح السماء لعلها تسقط بيديه، كل ذلك لم يكن من صنع أحد ولا إرادة أحد غير دماء الشباب الذين خرجوا وهم يحلمون بغد مشرق يعيد الكرامة ويبني مجدا عراقيا خالصا يعبر عن روح أمة العراق وما يستحق من مجد ورفعة ومستقبل مكفول لشعبه الذي لم يبخل يوما أن يكون عضوا حضاريا إنسانيا في عالم البشرية والوجود.
في هذا الوقت المتجدد لا بد من مراجعة نقدية لمسيرة عام كامل سرقت منه جائحة الكرونا ثمانية أشهر من التعطيل وكانت فرصة للنظام وطبقته الحاكمة أن تلتقط أنفاسها مرة أخرى، في الوقت الذي لم يستغل شباب الثورة هذا التوقف الجبري في مسيرتهم لإعادة تقييم العمل الثوري محاولة قراءة ورسم طريق للقادم من الأيام وفق معطيات الأرض والواقع بعيدا عن رومنسيات الثورة والنضال، كما لم ينجح شباب الثورة ونتيجة للكثير من التدخلات والعوامل الذاتية والموضوعية أن يؤطروا نضالهم الذي هو صورة حقيقية وأصيلة لنضال الشعب العراقي في قالب تنظيمي، أو على الأقل ترسيخ ثوابت ومنطلقات للعمل القادم تستند في جوهرها على قضية التغيير التام والشامل والكامل للمنظومة السياسية الحالية أو محاولة طرح المشروع البديل، مما سهل على الكثير من أحزاب السلطة التسلل إلى صفوفهم وأنشاء مجموعات شبابية تدعي أنتمائها للثورة علنا وهي تعمل كحصان طروادة في الخفاء لضرب ثورة تشرين في أقوى معاقلها.
كما كان على شباب الثورة والأصوات العالية التي بقيت على طريقها دون أن تهادن السلطة أو تحرف عن الطريق الذي رسمه الشهداء والمضحين لها، أن يلتفوا حول راية واحدة لتشكيل نواة مولدة وقابلة لتكون ضمير الثورة وصوتها وطرح مشروعها الوطني القابل للنضج من خلال الحوار والنقاش المخلص، كونهم الأقدر والأجدر على فعل ذلك دون أن تغريهم السلطة وأحزابها بمغريات الفساد وتكشف معدنهم المنافق الوصولي، كما أن التهاون في طرح ثقافة المواطنة ونبذ التعصب والطائفية والمناطقية من تفكير الشارع المنتفض لم يكن بمستوى حلم الثورة في الخلاص، وبقيت شعارات الساحات متفرقة ومناطقية محلية دون أن يكون هناك صوت وطني مركزي واحد يطرح في كل الساحات وبصوت كل الشباب، التشكيك أحيانا والتخوين من البعض للبعض دون وجود حقائق على الأرض يقت سمة واضحة في الكثير من الشخصيات التي ركبت الموجة مدفوعة بمصالح خارجية لا تمت للانتفاضة ولا إلى جمهورها بصلة، ولكنها وللدعم الذي تحصل عليه إعلاميا وماديا تمكنت من تشتيت الصوت الواحد الذي أنطلق عشية الأول من تشرين موحدا وواحدا وغاب شعار نريد وطن في أغلب الخطاب السياسي لهم ليحل محله ما هو أدنى من ذلك بكثير.
هناك من يحاول أن يرسم نهاية للثورة وهناك من باشر منذ اليوم الأول لانطلاقتها للتشكيك فيها وفي أهدافها وأن أجندتها ليست عراقية ووو الخ من الأقاويل التي لم تفلح كثيرا في وأد الثورة وواصلت مسيرتها بدم شهدائها وكم الضحايا المتزايد يوميا، كما أن التأييد الشعبي الكبير من الكثير من المفصليات المهمة في النظام الأجتماعي العراقي ساهمت في ترسخ نهجها بالرغم من بعض الأخطاء المتوقعة في جزء من مسيرتها وجزء من نشاطها، وهذا الأمر لا يشكل مثلبة ولا يحط من قدرها لضخامة وجودها وقوته التأثيرية على الواقع السياسي والاجتماعي، وهذا أيضا زاد من حنق السلطة ومكوناتها وأعتبرت كل ذلك أستهدافا حقيقيا لوجودها مما يصعب عليها المواجهة الحازمة والحتمية، فقررت العمل واللعب على عامل الزمن والمتغيرات التي قد تحدث نتيجة طول الفترة وتفكك الإرادة الشبابية بما تفعله من أحداث تخويف أو ترهيب أو تسويف للواقع، وهنا أيضا لم تنجح بدليل أن الثورة دخلت عامها الثاني ولم تتراجع عن طريقها بالرغم من كل ما فعلته قوى الفساد والمحاصصة والطائفية.
لقد رسمت أيام تشرين الماضية صورة لمستقبل العراق الجديد الذي أطرته دماء شهداءه وضحايا العنف المفرط من قبل قوى السلطة وأحزابها المتحكمة، فعلى شباب الثورة أن يجسدوا هذه الصورة في مخيالهم وواقعا دون أن يلتفتوا إلى ما يثار حولها وعليها، وخاصة من أطراف إقليمية ودولية تحاول توظيف صدامها مع النظام المتهالك لجني مكاسب سياسية لها دون مراعاة لحقيقة أن العراقيين هم من يقرر المصير وهم وحدهم أصحاب المشروعية في تقرير مستقبلهم ووجودهم، كما أن التدخلات الخارجية والداخلية لم ولن تتوقف طالما أنها تعارض مشروع الثورة وترى فيه مساسا بمصالحها، هذا الوعي المتقدم هو من يحصن الثورة ويحميها من تأثيرا مهمة وقد تكون مضرة في أحيان كثيرة، لكن يبقى ذلك كله في عهدة النخبة الواعية المستنيرة التي تعرف كيف تواجه وكيف تقاوم كل ما يسيء للعراق وشعبه.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى تشرين وكل أيام العراق المشرقة ح1
- في ذكرى الفاتح من تشرين ... الوطن يريد وطن
- قيم الأخلاق وصنع السلام والحرية
- الدولة وأدواتها القانونية لحماية وجودها
- من المسؤول؟
- رسالة إلى الأنام
- الإسلام في مكة ج 2 _ من سلسلة تاريخ محمد الصحيح
- الإسلام في مكة ج 1 _ من سلسلة تاريخ محمد الصحيح
- الخطوة الأولى _ من سلسلة تاريخ محمد الصحيح
- الأعداد النفسي لمرحلة البعث
- تأريخ الجزيرة العربية وما حولها قبل النبوة المحمدية
- محمد النبي الولادة والنشأة
- تأريخ مكة القريب قبل الإسلام
- التأريخ والإنسان عاقلا
- عبادة التاريخ
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 11
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 10
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 8
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 9
- القراءة التاريخية كيفاً _ عبد الكريم سروش مثلا 6


المزيد.....




- بيونسيه تتوج مسيرتها بجائزة طال انتظارها ونانسي عجرم تطوي صف ...
- فرنسا: هل ينجو بايرو من حجب الثقة؟
- أمريكا - إسرائيل: أي حدود للتحالف بين ترامب ونتنياهو؟
- بعد تبرعه بـ 100 مليار دولار للأعمال الخيرية، هل يترك بيل غي ...
- شتاينماير يطالب من الرياض بإطلاق الرهائن وبتطبيق حل الدولتين ...
- -مازلت متعطشا-.. نوير مستمر في حراسة عرين بايرن ميونيخ
- ترامب يعلن رغبة بلاده في الحصول على المعادن من أوكرانيا مقاب ...
- -زومبي من أجناس متعددة-.. زاخاروفا تعلق على عدم قدرة أوروبا ...
- رئيس البرلمان البولندي يدعو أوروبا لتقليص الاعتماد على الولا ...
- بيسكوف: لا يوجد أي تقدم في عملية تنظيم لقاء بوتين وترامب


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - في ذكرى تشرين وكل أيام العراق المشرقة ح2