أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد الشديدي - الزرقاوي.. نحروه أم انتحر؟















المزيد.....

الزرقاوي.. نحروه أم انتحر؟


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1605 - 2006 / 7 / 8 - 10:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في مقابلةٍ لصحيفة لاريبوبليكا الأيطالية اجريت في جنيف مع احدى زوجات الزرقاوي المقبور, اوضحت فيها ان زوجها سقط ضحية صفقة عقدها تنظيم القاعدة مع الأمريكيين. وان هدف تلك الصفقة، على حدّ تعبير الأرملة التي يبدو انها حطت رحالها كدخيلة لدى عشائر جينيفوا السويسرية, كان تخفيف الطوق عن اسامة بن لادن والتقليل من النشاطات الأستخبارية الهادفة الى القاء القبض عليه. كما كشفت النقاب عن ان القاعدة كانت وراء اعطاء معلومات استخبارية مهمة عن زعيم تنظيم القاعدة في العراق للأمريكيين ادت الى مقتله.
وأكدت السيدة زرقاوي بأن هناك اسباب اخرى وراء تلك الصفقة منها ان زوجها اصبح اقوى شخصية في التنظيم على المستوى العالمي, الأمر الذي لم يرق لأسامة بن لادن والمجموعة المحيطة به.
من الواضح ان المعلومات التي ادلت بها أرملة الزرقاوي لم تأتِ من فراغ ولم تكن بدعاً من خيالها. بل تستند الى اساس واقعي, وان معلومات موثوقة من جهةٍ ما قد وصلت الى عائلة الأرهابي, عدو الشعب العراقي رقم واحد, لتزيح بعض الغموض الذي احاط بظروف تصفيته على يد القوات الأمريكية- العراقية المشتركة في احدى قرى محافظة ديالى.
ورغم ان ما جاء في تصريحات أرملة زعيم تنظيم القاعدة الأرهابي في العراق قريبة جداً الى الواقع, إلا ان اعتبارها السبب الوحيد والمباشر الذي كان وراء القضاء على الزرقاوي ُيعدّ ضرباً من السذاجة.
فقد كانت الانظار, انظار الأعداء والمؤيدين على حدٍّ سواء, متجهة نحوه منذ الوقت الذي انتقل فيه الى العراق ليؤسس "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين". ومن البديهي ان عملياته التي خططّ لها وقادها, والتي كانت على الأغلب مجازر ارتكبت بحق العراقيين من المدنيين العُزّل, ادت في مرحلةٍ تاليةٍ من مراحل الصراع ,الدائر حتى هذه اللحظة في العراق, الى توجيه كافة الأضواء نحوه كشخصية ذات اهمية خاصة.
وجد الكثيرون من اتباع التيار السلفي "الجهادي" ضالتهم في شخص الزرقاوي بعد دخول بن لادن, الزعيم التقليدي للقاعدة, في حالة من السبات القسري نتيجة لتركيز الولايات المتحدة وحلفائها جهودهم في عمليات الرصد المنهجي والمستمر لتحركاته وتحركات الدائرة المحيطة به من قيادات عناصر القاعدة وحصرهم في دائرة ضيقة خصوصاً بعد ان تمَّ تجميد ارصدتهم المصرفية. و مما لا شكّ فيه ان الزرقاوي كان يراقب كل ذلك ويستثمره لحسابه الخاص في محاولةٍ منه لتأسيس حالته الخاصة التي ربما اعتقد انه سيستطيع التفوق من خلالها على ارباب نعمته من قيادات القاعدة.
وقد انتجَ ذلك شعوراً متنامياً لديه بأنه قاب قوسين أو ادنى من الوصول الى التربع على عرش تنظيم القاعدة. وربما اصابه ذلك بما اصاب قادة آخرين من طراز ديكتاتور العراق الساقط صدام حسين وبدأ بالأحساس بأنه القائد الذي اصطفته السماء والذي لن يستطيع احدٌ ان ينال منه. في خضم ذلك ارتكب الزرقاوي اخطاءاً, بل خطايا وحماقات, اظهرت انه لم يكن اكثر من مغامر امتطى موجةً كانت اكبر بكثير مما كان يظنّ وادت الى تصفيته ونهايته لا كرمز للأرهاب في العراق والمنطقة فحسب بل وضعته في مصاف سياسيي الدرجة الرابعة أو الخامسة أو ربما العاشرة. ومن الملفت للنظر ان الزرقاوي بدى واثقاً كل الثقة من نشاطه الذي سيجعله في مصاف ارباب نعمته, بن لادن وملاعمر والظواهري وغيرهم, الذين جعلوا منه قائداً كبيراً بعد ان كان لصاّ مغموراً يمارس هوايته المفضلة في سرقة السيارات في مدينة الزرقاء في الأردن.
يمكن للمراقب والمتتبع لنشاط الزرقاوي كأرهابي محترف ان يلّخص بعض اخطاءه كالتالي:
- تركيزه على شخصيته من الناحية الإعلامية وسرقَة الأضواء من قيادات القاعدة المحاصرة في القرى المناصرة لحركة طالبان على الحدود الأفغانية- الباكستانية. والتي يبدو انها كانت تعوّل عليه في استمرار الدعاية للقاعدة برمتها. وتظاهر بأن ذلك الأمر لم يكن ليعنيه من بعيد أو قريب. لذلك فقد بدأ في حشد كل طاقاته وطاقات التنظيمات الصغيرة المتحالفة معه لتسويق اسمه "كعلامة تجارية" لا ينافسه فيها احد. واستمر في استجلاب الدعم المالي من مناصري القاعدة في بلدان الخليج وغيرها ليكوّن حالته الخاصة التي تفوقت على التنظيم الأم. مما قللّ من الدعم المالي واللوجستي, وربما قطعه بشكل كامل, عن المجموعات مشلولة الحركة والغير قادرة على اداء اي فعل نتيجة الطوق المضروب على تحركاتها على طول خط الحدود ما بين باكستان وأفغانستان. مما ازعج بن لادن والظواهري وآخرين ممن لم يعلنوا ذلك صراحةً. لقد ارادوه عوناً فاصبح فرعونا.
- بالأضافة الى ان قيادات فصائل ما يسمى بالمقاومة العراقية من بقايا البعث والساعية الى استعادة السلطة في العراق شعرتْ في نفس الوقت بأن الزرقاوي سحب البساط من تحت اقدامها بشكل كامل. فقد جُيـّرت جميع العمليات الأرهابية لتحمل في النهاية اسمه وتوقيعه. الأمر الذي ادى الى انحسار "شعبيتهم" في الأوساط المؤيدة لهم. والحقيقة ان هذه المجموعة تقاتل لأستعادة مراكزها في الدولة العراقية ولن يروق لها تسليم السلطة في آخر الأمر الى الزرقاوي او غيره.
- ارتكب الزرقاوي خطأه القاتل حين اعلن عن نيته تأسيس إمارة اسلامية في المحافظات الغربية, تلك التي يقودها في الوقت الراهن شيوخ العشائر الذين توصلوا الى حقيقة مفادها ان ذلك الشخص الذي جاؤوا به ليخدم مشروعهم سيصبح عما قريب سيداً عليهم وسيصبحوا هم خدماً لمشروعه الخاص. وقد اتضحت بعض ردود افعالهم المناهضة لطموحات الزرقاوي, لوضعهم تحت سيطرته, في تشكيل عدد من شيوخ العشائر قوات خاصة بهم انيطت بها مهمة ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة الذي يقوده. وقاموا بالفعل بألقاء القبض على عناصر تعمل لصالح ذلك التنظيم وتـمّ تسليمهم الى القوات الأمريكية.
مما لا شكّ فيه ان اعلان الزرقاوي عن قراره بتأسيس إمارة اسلامية سحب منه الغطاء والحماية التي كانت توفره العشائر العراقية المتضررة من الأحتلال الأمريكي وأصبح من الصعب عليه التنقل بحرّية بين المدن والقرى والبلدات العراقية في تلك المنطقة. ومن جانبه استمر في الدعاية لأمارته التي كان يعلن بلا خوف ولاحياء انه سيصبح الآمر الناهي فيها في ارض لا ينتمي اليها وبين شعب لا يحمل جنسيته.
- أما السبب الأكثر مباشرةً وراء القضاء عليه فكان تلك العمليات الأرهابية التي نفذها بعضٌ من اتباعه, بأمرٍ منه, في الأراضي الأردنية. وكان ذلك اشارة واضحة منه للبلدان المجاورة للعراق بأن دورها قادم بلا ريب وان المسألة انما هي مسألة وقت لا أكثر. وتأكد لدى الأنظمة التي تغافلت عن نشاطه لفترة من الفترات وصمتت عمّا يقوم به في العراق, لأسباب مختلفة, بأنه يفكّر جدياً في توسيع نشاطه ليشمل اراضيها مستنداً الى دعم توفره له الجماعات السلفية في تلك البلدان. فكان قرار تلك الأنظمة أن يتغدوا به قبل ان يتعشى بهم. وقد نجحوا في ذلك.
وقد تكون ثمّة اسباب وحماقات أخرى ارتكبها الزرقاوي ليسقط في نهاية الشوط ضحية لها, لا نعلم بها لحّد الآن وسيكشف عنها التاريخ ان عاجلاً أم آجلاً. ولكن من الواضح ان من يختار طريق تفجير وذبح ومعاداة المدنيين العزّل في اي مكان او زمان لا بدّ ان يقع في الآبار التي حفرها بنفسه وينتهي نهاية ذلك الزرقاوي.



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيلي واحد بألف عربي؟ يا بلاش
- وزير الدفاع العراقي يعلن الحرب على الشيوعية
- انقلاب عسكري في بغداد.. قريباً
- عفية .. والله عفية
- كشف الغُمّة في تبيان غباء قادة الأمة
- رسالة عراقية الى الغرباء
- قصائد تشبه الموت
- الحرب الطائفية وحدود جهنم
- قفوا معنا لنكون معكم
- وطنٌ بلونِ ألسماء
- المشهد السياسي العراقي واحداث سامراء
- الشيعة الى السلطة.. والعراق الى الجحيم؟
- العراق ومقدمات الحرب الأهلية
- سامراء.. الرهان.. والتداعيات
- الأنتخابات التشريعية العراقية: فضيحة أم كارثة؟
- هوامش على ملحمة جلجامش
- تعلّم كيف تبني عراقك الجديد.. في 3 ايام.. بدون معلّم
- الرئيس الطالباني: صلاحيات أوسع أم دور سياسي أكبر؟
- اينانا في سجن النساء
- انهم يفّجرون حتى قبور الموتى


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد الشديدي - الزرقاوي.. نحروه أم انتحر؟