أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التجاني بولعوالي - الكفاءة السياسية وراء تعيين وزراء من أصل أجنبي في الحكومة البلجيكية














المزيد.....

الكفاءة السياسية وراء تعيين وزراء من أصل أجنبي في الحكومة البلجيكية


التجاني بولعوالي
مفكر وباحث

(Tijani Boulaouali)


الحوار المتمدن-العدد: 6693 - 2020 / 10 / 2 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وزراء من أصل أجنبي
هناك من يحاول أن يُحمّل هذه المسألة ما لا يمكن أن تحتمله، فيذهب إلى أقصى الحدود عندما يعتبر أن تعيين وزراء من أصل أجنبي إنما هي ورقة سياسية، سواء للداخل الذي بات يشكل فيه الأجانب قوة ديمغرافية مهمة أو للخارج قصد إثبات تسامح البلجيكيين مع غير الأصليين. وقد عهدنا سماع مثل هذا التفسير كلما شكلت حكومة في دولة أوروبية أو غربية يوجد فيها عنصر مسلم أو عربي أو أجنبي.
أعتقد شخصيا أنه ينبغي أن نستوعب هذا الأمر بشكل واقعي، حيث المناصب التي تصل إليها كفاءات من جذور أجنبية على مختلف المستويات وفي شتى المجالات، لا تتحقق إلا بعد جهد جهيد في الدراسة والوظيفة والعمل السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي، علما بأن الإنسان لا يتلقى منصبا أو وظيفا معينا في الغرب إلا إذا كان يستحقه، وتؤهله إمكانياته المعرفية والمهنية للقيام بذلك، وقلما نسمع هنا عن ظواهر المحسوبية والزبونية والوساطة. ما يدل على أن هذه الشخصيات، التي تستوزر أو تعين في مناصب سياسية عالية أو تقلد مسؤوليات جسيمة، مهدت لذلك عبر انخراطها الطويل والحقيقي في العمل السياسي، ولعل نظرة بسيطة في ملفاتها الشخصية وأنشطتها المتنوعة تثبت هذه الملاحظة.
لذلك، فإن تعيين شخصيات من أصل أجنبي (مغربي، عراقي) في الحكومة الفيدرالية الجديدة في بلجيكا يمكن اعتباره نتيجة منطقية للكفاءة السياسية والاستراتيجية التي تتمتع بها هذه الوجوه، بالإضافة إلى أسماء أخرى تقلدت مناصب عالية على الصعيد البلجيكي، كمحمد الرضواني عامل مدينة لوفان (من أصل مغربي)، ومريم الماشي رئيسة حزب الخضر (من أصل تركي)، ورجاء موان رئيسة حزب البيئة في منطقة الوالون والعاصمة بروكسيل (من أصل مغربي)، بالإضافة إلى عشرات الشباب الفاعل في مختلف الأحزاب والهيئات السياسية.

تحول جذري في واقع المسلمين في الغرب
لم يعد اليوم الحديث عن الغرب المسيحي، فهذا مصطلح أصبح نسبيا في الغرب أمام زحف العلمانية واللادينية والإلحاد، فأصبح النفوذ الديني المسيحي يتقلص بشكل تدريجي، وهو مرشح للانكماش أكثر، وتشير الإحصائيات إلى أن ما يقارب 82% لا يزورون الكنيسة على الإطلاق، وفي هولندا أصبحت حوالي نصف الساكنة تعتبر نفسها ملحدة أو غير متدينة، بل وأنه مع قدوم 2030 سوف تختفي 1000 كنيسة في أوروبا. وهذا ما ينطبق أيضا على الأحزاب السياسية المسيحية التي أصبحت تتراجع في بعض البلدان الأوروبية، ومنها بلجيكا، أمام تصاعد اليمين التقليدي واليمين المتطرف.
منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي بدأ يطرأ تحول ديمغرافي في بنية المجتمعات الأوروبية أمام تصاعد الهجرة الجنوبية وارتفاع عدد مواليد الشرائح غير الأصلية بشكل ملحوظ، لاسيما في المدن الكبرى التي تشهد كثافة سكانية أجنبية هائلة. ولم يقتصر هذا التحول على ما هو ديمغرافي بقدر ما تجاوزه إلى مختلف المجالات كالاجتماعية والتربوية والاقتصادية والسياسية وغيرها، حيث صار الحضور الأجنبي يتعزز ويمتد، وما ولوج بعض الكفاءات من أصل أجنبي المعترك السياسي والحكومي إلا مؤشر واضح على ذلك.
ومن الطبيعي أن يطرأ نوع من التحول على طبيعة العلاقة بين الأصليين والأجانب، بين الغربيين والمسلمين، وذلك بحسب أداء المسلمين المهني والدراسي والاجتماعي والأخلاقي. وفي الوقت نفسه، يجب أن ننتبه إلى أن تعامل الغرب مع المسلمين ليس متجانسا، بل متنوعا يختلف من فئة إلى أخرى، ومن حزب إلى آخر، ومن سياق إلى آخر. هناك من يرفض المسلمين جملة وتفصيلا، كما هو حال حركات اليمين المتطرف والنازية الجديدة والمرتدين والمثليين، وهناك من يتحفظ في تعامله مع الشريحة المسلمة، وهناك من يتعاطى مع المسلمين بانفتاح تام واحترام متبادل وتعاون متواصل.

من الاندماج إلى المواطنة
لعل مصطلح الاندماج لم يعد يستعمل كثيرا في الأدبيات السياسية والإعلامية والأكاديمية الأوروبية كما كان الأمر في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، لأن الحضور الإسلامي والأجنبي ولج اليوم لاسيما في السياق الأوروبي، وبالتحديد سياق أوروبا الغربية، مرحلة المواطنة، حيث أصبحت الأجيال المسلمة الأخيرة التي ولدت وترعرعت في الغرب تشكل قاعدة الهرم الديمغرافي، فهي لا تحتاج إلى الاندماج الثقافي والاجتماعي كما كان حال الجيلين الأول والثاني، لأنها تتقن اللغة على مستوى عال أو لا بأس به، وتملك مختلف المهارات الاجتماعية والمهنية والتواصلية، بل وهناك الآلاف من الشباب الذين اقتحموا مجال السياسية؛ دراسة وممارسة.
على هذا الأساس، إن التحولات الجديدة التي يشهدها واقع المسلمين في أوروبا والغرب ينبغي أن تستوعب في بنية المجتمعات التي بات يشكل المسلمون جزءا لا يتجزأ منها، فلم يعد ينظر إلى نجاح المسلم في انفصال عن السياق الذي ينتظم فيه، ولا يقارن بنجاح غيره من شرائح المجتمع الأصلية أو الأجنبية. بل تعتبر الإسهامات التي يقدمها المواطنون مكسبا للمجتمع المتعدد الذي يحضنهم بغض النظر عن خلفياتهم العرقية أو الإثنية أو الدينية، وهذا ما يسري على الوزراء من أصل أجنبي الذين عينوا في الحكومة البلجيكية الجديدة على أساس الكفاءة المعرفية والمهنية والسياسية التي يتمتعون بها، لا على أساس الأصل أو الدين أو لون البشرة.



#التجاني_بولعوالي (هاشتاغ)       Tijani_Boulaouali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة الغائبة في قضية -آيا صوفيا-
- ظهور المسيح.. قصة لاهوتية بطعم الفنتازيا
- هكذا أنصف تودوروف الإسلام والمسلمين!
- أي تفسير هو الأنسب لوباء كورونا؟
- أيها المسؤولون.. رفقا بإعلامنا المحلي؟
- درس -داعشي- عارم يبعثر أوراق الغرب بخصوص ظاهرة الإرهاب
- نحو مقاربة أخلاقية لظاهرة إهدار الغذاء
- مغاربة هولندا يعززون حضورهم في البرلمان الهولندي
- الحكومة المغربية بين غموض الأداء ومنطق الإرضاء
- حلقة دراسية حول سبل معالجة الصور النمطية
- السيناريو السوسيو – اقتصادي هو الحل
- الدسترة الجزئية والمشروطة للغة الأمازيغية
- الحركة الاحتجاجية بالمغرب ورهانات التعديل الدستوري
- إطلاق الجائزة الأدبية في صنفي الشعر العربي الفصيح والأمازيغي ...
- أي موقع للمهاجر المغربي في مشروع الجهوية الموسعة؟
- سقوط آل القذافي.. واسترداد الحلم الليبي المغتال
- خيوط لفهم معادلة الثورة المصرية وسيناريو المرحلة القادمة
- الدرس التونسي والامتحان المصري
- محددات العلاقات المغربية الإسبانية وتحدياتها
- العرب ومسألة القراءة!


المزيد.....




- مقتل يحيى السنوار.. ما عليك معرفته من التعرّف عليه عبر سجل ا ...
- قبرص: حريق في بافوس يتسبب في تدمير جزء من مبنى تاريخي يعود إ ...
- الحزن يعم بوينس آيرس: عشاق باين من فرقة -ون دايركشن- يودعون ...
- أبرز 4 أهداف في -الضوء الأحمر- ضمن قائمة الضربة الانتقامية ا ...
- الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة ضد شبكة -لتمويل- الحوثيين ...
- برلماني أوروبي: الدعم لنظام كييف قد ينخفض إذا فاز ترامب
- بعد اغتيال السنوار.. الجيش الإسرائيلي يحدد هدفه التالي
- نتفليكس تتوقع مضاعفة أرباحها بعد إضافة 5 ملايين مشترك جديد
- حقيقة فيديو حريق في ثاني أكبر مصفاة نفط إسرائيلية
- قارنت ردة فعله بصدام حسين.. إيران تعلق على مقتل يحيى السنوار ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التجاني بولعوالي - الكفاءة السياسية وراء تعيين وزراء من أصل أجنبي في الحكومة البلجيكية