خيرالله قاسم المالكي
الحوار المتمدن-العدد: 6691 - 2020 / 9 / 29 - 19:09
المحور:
الادب والفن
الرجل ذاك يمر كل يوم لا يلتفت الي أو يلقي تحية الصباح ولايهمه ما أمارس من هواية أنشغل بيها عند طلول الشمس ساعة الفجر حتى الغروب وخلو الطريق من المارة عدا هذا الرجل الأشعث يتخذ مكان بعيد خلف حافة الرصيف, مكان ينزوي فيه مع حطام يتأبطه عند عودته من سفرتة حامل أثقال تنهك جسده المتعب وتقصر من خطواته .الرجل يعتمر كوفية وبنطال وقميص تتناقض فيها الالوان وتناقض جسده بطولها وعرضها ولا شأن لي به مادم غارق بنفسه وملتف بلهاث فمه وعيونه المذبوحة بالجرح النازف من أنفه الأفطس ووجنات متفوخة تأن من السمرة الممزوجة بالغبار الملتصق على جسدة المثقوب ووجهه الناتئ.تفر منه المارة لسواد وجهه والروائح الطافحة من جسده كعفونة الماء النتن لبركة عمياء مات ساقيها.أنا لا أجيد هواية غير رعايه الشجيرات الخضراء وسقاية الورد الأحمر من ندى الدمع المدخر من سنوات خلت ولم تعد لرجل كهل يقضي الخريف متدثر بغطاء أصفر يقضي جل يومه في دائرة مغلقة نوافذها معتمة وأبوابها أصفاد تسد الزوايا المفتوحة .سألت نفسي لماذا أنا هنا وهناك أسواق تعج بالحلوة ونكهت اللحم الطازج يكفيني ما أكلت ويطيب لي ما أشتهي . هل ذاك الرجل يقبل أن يبادلني وجهه لنهار واحد أقضي فيه نهار أشاهد شوقي وأداوي جراحي. هل يقبل أن يعيش يوما بدائرتي المغلقة وهواية عاشت لأجلي.لا بأس سأصارحة بغايتي ومرادي علة يقبل .جاء الي في المساء طرق الباب وخرجت رأيته واقف مرتدي هندام لا يرتديه غير الأمراء والملوك تفوح منه رائحة ورد الياسمين المعتق فاجئني كأنه أنا حين أحلم يا رجل كن كما أنت واترك سحنتي السمراء وآلام جراحي هي لي ولاتصلح لغيري.
#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟